أزمة وقود خانقة تضرب أم درمان وتفاقم السوق السوداء إثر هجمات على مستودعات بورتسودان
الخرطوم – صقر الجديان
تشهد مدينة أم درمان أزمة وقود حادة، تجلت في اصطفاف المركبات لساعات طويلة أمام محطات الخدمة التي توقف بعضها جزئياً عن العمل. ويأتي هذا النقص الملحوظ في أعقاب استهداف طائرات مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع لمستودعات وقود رئيسية في مدينة بورتسودان، وذلك على الرغم من تأكيدات سابقة لوزارة النفط بأن انسياب الوقود يسير بصورة طبيعية.
وكانت مستودعات الوقود في مدينة بورتسودان، التي تُعد العاصمة الإدارية المؤقتة، قد تعرضت لقصف متكرر بطائرات مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع خلال الأسبوع الأول من شهر مايو الجاري.
ورصد مراسل “شبكة صقر الجديان” طوابير طويلة من السيارات أمام محطات الوقود في أم درمان، بينما أغلقت محطات أخرى أبوابها أو عملت بشكل متقطع.
وفي هذا السياق، صرح سائق مركبة نقل عام قائلاً: “نضطر للانتظار لساعات طويلة. اليوم الجمعة، وصلتُ المحطة عند الثامنة صباحاً ولم أتمكن من تعبئة الوقود إلا عقب صلاة الجمعة، أي بعد منتصف النهار”.
وأضاف سائق آخر: “في كثير من الأحيان، نلجأ لشراء الوقود من السوق السوداء بسعر يتجاوز ضعف سعره الرسمي في المحطات، وذلك حتى نتمكن من تسيير أعمالنا اليومية”.
وقد بلغ سعر جالون الوقود (البنزين والجازولين) في السوق السوداء ما بين 25 إلى 30 ألف جنيه سوداني، بينما يتراوح سعره الرسمي في المحطات بين 9 و13 ألف جنيه.
وكانت وزارة النفط قد أوضحت في بيان سابق أن الهجمات بطائرات مسيرة استهدفت مستودعات تابعة لشركتي “أويل إنرجي” و”النيل للبترول المحدودة” في بورتسودان، مما أدى إلى امتداد الحرائق إلى منطقة مكتظة بخزانات الوقود، وقد استغرقت عمليات الإطفاء عدة أيام.
إلى ذلك، أفاد ثلاثة من سائقي النقل العام بأن أفراداً من الجيش و”المستنفرين” (قوات مساندة شعبية) ينشطون في بيع الوقود عبر السوق السوداء.
وقال سائق “ركشة” (مركبة نقل صغيرة) إنه يفضل شراء الوقود من السوق السوداء لتوفير وقته وتجنب طوابير الانتظار الطويلة، مضيفاً: “بتنا نخجل من المواطنين لأننا نضطر لزيادة تعرفة النقل، التي قد تصل أحياناً إلى ضعف قيمتها الحقيقية”.
وعبرت المواطنة منى، في حديثها عن استيائها من مضاعفة تكاليف النقل، مشيرة إلى أن قدرتها على الحركة أصبحت محدودة للغاية، على الرغم من أن طبيعة عملها تتطلب منها الوصول إلى العملاء في مواقعهم المختلفة.
وأضافت: “أصبحت أنفق أكثر من ثلث دخلي على المواصلات”.