أفريقيا تعاين جراح السودان.. هل تُسكت «الفوفوزيلا» أصوات البنادق؟
الخرطوم – صقر الجديان
محاولة أفريقية جديدة لإسكات البنادق في السودان ودفع الأطراف المختلفة لطاولة التفاوض والحل السياسي بعد ١١ شهرا من تمزيق البلاد.
وشكلت مفوضية الاتحاد الأفريقي في 18 يناير/كانون الثاني الماضي، آلية رفيعة المستوى من أجل استعادة الاستقرار والنظام الدستوري في السودان، على أن تعمل مع الأطراف العسكرية والقوى المدنية والمجتمع الإقليمي والدولي لتنفيذ ولايتها.
آلية أفريقية تصعد إلى واجهة الجهود الدولية في الوقت الحالي عبر لقاءات مع القوى السودانية المختلفة، ويراها الكاتب والمحلل السياسي، عبد اللطيف أبوبكر، خطوة جادة، تصب في إطار إنهاء الحرب، وبدء عملية سياسية تقود إلى حل سلمي ديمقراطي.
أبوبكر قال في حديثه لـ”العين الإخبارية”، إن التحركات الأفريقية التي تشمل حاليا لقاءات مع أطراف الصراع والقوى المدنية، “ضرورية لتسريع جهود الحل السياسي، وإنهاء الحروب وبناء السلام المستدام في البلاد”.
فيما يقول الكاتب والمحلل السياسي، عباس عبد الرحمن، إن الآلية الأفريقية، تسعى من خلال لقاءاتها المكثفة مع القوى السياسية، إلى إنهاء الحرب وتدشين الحل الشامل في البلاد.
وأوضح عبدالرحمن في حديثه لـ”العين الإخبارية”، أن التحركات الأفريقية “ضرورية لإنهاء الحرب القاسية التي دمرت البلاد، واستكشاف رؤى الحل السياسي، لإيقاف الكارثة الإنسانية التي خلفتها الحرب في السودان”.
لكن الكاتب والمحلل السياسي، مصعب الشريف، وضع التحركات في إطار أوسع وبدا متحفظا فيما يتعلق بفرص النجاح، إذ قال إن “أزمة الحرب في السودان تحتاج إلى ضغط أكبر من التحركات الإقليمية، خاصة وأن عددا من المبادرات أخفقت في الوصول إلى نتائج تنهي الكارثة في السودان”.
وأكد الشريف في حديثه لـ”العين الإخبارية”، “عدم ثقته في أن تقود جهود الآلية الأفريقية لأي حل سياسي للمشهد المعقد في البلاد”.
وأضاف أن “السودان يحتاج إلى مستوى أعلى مثل مجلس الأمن، والضغط الأمريكي، لإيقاف الحرب وتحقيق السلام”.
رؤية “تقدم”
وفي أحدث تحركات الآلية الأفريقية، بحثت الحل السياسي مع تنسيقية”تقدم” (جبهة مدنية)، والتي قالت في بيان، إن “وفدها قدم شرحا وافيا للآلية الأفريقية حول عملها من أجل بناء أوسع مظلة للقوى المدنية الديمقراطية المناهضة للحرب، وعن سير العمل في الإعداد للمؤتمر التأسيسي في القريب العاجل”.
كما استعرض وفد تنسيقية “تقدم”، بشكل مستفيض “الأوضاع الإنسانية الكارثية في السودان، والانتهاكات المروعة التي ترتكبها أطراف النزاع في حق المدنيين العزل، وشدد الوفد على أهمية استنهاض المجتمع المحلي والإقليمي والدولي للاستجابة الفعالة لمعالجة الأوضاع الإنسانية في البلاد”، وفق البيان.
فيما أكد وفد الآلية الأفريقية رفيعة المستوى، أنها “في مرحلة المشاورات الأولية حول كيفية بداية عملية سياسية توقف الحرب وتخاطب جذورها”، وفق البيان الذي ذكر أيضا أن “الطرفين توفقا على استمرار التشاور بينهما بصورة لصيقة تسرع من جهود إنهاء الحرب وبناء السلام”.
وقف إطلاق النار
في غضون ذلك، التقى وفد الآلية الأفريقية رفيعة المستوى، بالوفد المفاوض لقوات الدعم السريع برئاسة العميد عمر حمدان.
ووفقا لبيان صادر عن “الدعم السريع” ، فإن رئيس الآلية الأفريقية محمد بن شمباس، قدم شرحا لوفد الدعم السريع، حول أهداف تأسيس الآلية والتي تستند على أربعة محاور رئيسية متمثلة في وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية، وبدء العملية السياسية، وتنسيق المبادرات.
كما قدم شرحا مفصلا حول طبيعة الصراع في السودان وأبعاده التاريخية ودور الآلية في إسكات صوت البنادق وإعادة بناء السودان.
إلى ذلك، قدم عمر حمدان، شرحا عن جولات التفاوض في جدة والبحرين والمبادرات الرامية لوقف الحرب، بينما تطرق عضو آخر في وفد الدعم السريع، وهو المستشار محمد المختار، إلى “الانتهاكات الفظيعة التي ارتكبتها القوات المسلحة في حق المدنيين والتصفيات الجسدية وجز الرؤوس على الأساس الإثني والجهوي”، وفق البيان ذاته.
وتقدم عز الدين الصافي عضو الوفد، بشرح مفصل حول رؤية قائد قوات الدعم السريع حول إنهاء الحرب وتأسيس الحل السياسي الشامل عبر الاتفاق على المبادئ الأساسية للحل ومخاطبة جذور الأزمة السودانية.
الأكثر من ذلك، سلم الوفد، الآلية الأفريقية، رؤية قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، حول إنهاء الحرب وتأسيس الحل السياسي الشامل في السودان.
لقاءات متشعبة
بدورها، سلمت قوى الحرية والتغيير ــ الكتلة الديمقراطية (كتلة مدنية)، نسخة من رؤيتها لحل أزمة السودان إلى الآلية الأفريقية المعنية باستعادة الاستقرار في البلد الذي مزقته الحرب.
وعقدت الكتلة الديمقراطية، وفق بيان ، اجتماعا في العاصمة المصرية، مع الآلية الأفريقية رفيعة المستوى التي بدأت خلال مارس/آذار الجاري سلسلة لقاءات مع الأطراف الفاعلة في الساحة السودانية.
كما التقى وفد من المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم السابق بالسودان)، بوفد الآلية الأفريقية، وبحث الاجتماع سبل وسائل إنهاء الحرب في البلاد، والأوضاع الإنسانية في ظل الحرب المستعرة.
وذكر بيان صادر عن حزب المؤتمر الوطني، اطلعت عليه “العين الإخبارية”، أن الاجتماع ناقش ضرورة إجراء حوار سوداني – سوداني لا يستثني أحدا.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، حربا خلفت أكثر من 13 ألف قتيل ونحو ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.