اجتماع تشاوري بين حركات الكفاح المسلح وحكومة جوبا لإيقاف الحرب في السودان
الخرطوم – صقر الجديان
انطلق اجتماع تشاوري بين قادة الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام في السودان مع حكومة جنوب السودان، الثلاثاء، للتباحث حول السبل الكفيلة لوقف الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ومنذ اشتعال الحرب بين الطرفين في منتصف أبريل الماضي آثرت حركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاق السلام اتخاذ موقف الحياد.
وقال رئيس الحركة الشعبية شمال وممثل حكومة السودان في الاجتماع مالك عقار خلال الاجتماع التشاوري إن الحكومة اعتمدت خطة وخارطة طريق من أربعة مراحل تحتوي على مرحلة الفصل بين القوات، مرحلة العملية الانسانية، معالجة القضية الآنية للحرب (دمج قوات الدعم السريع وإنشاء جيش واحد) ومرحلة العملية السياسية، وهي الفترة التأسيسية وتشتمل الوصول الى دستور سوداني دائم والاتفاق على كيف يحكم السودان.
وأكد مناقشة الخارطة مع قيادة الدولة السياسية والعسكرية وشخصيات نافذة في المجتمعين الإقليمي والدولي وتمليكها للسودانيين حيث وجدت قبولاً واسعاً حسب عقار.
وأقر بأن هناك مؤامرات تحاك ضد الخارطة “لكنها ستمضي وتحقق هدفها في إنهاء الحرب إذا تم الالتفاف حولها”.
وقلل من المبادرات السياسية قائلا إنها لا تعدو أن تكون “بازار سياسي” ولن تخدم قضية السودان وتحقق مصالحه.
وتابع “أحيانا لا يرغب الناس في سماع الحقيقة لأنهم لا يرغبون في تحطيم أوهامهم”.
وأفاد أن السودان تعرض إلى هزة قوية تستدعي إعادة هندسة تفكير الشخصية السودانية كجزء من إجراءات إعادة تأسيس بناء الدولة السودانية.
من جانبه قال رئيس حركة تحرير السودان وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي إن اللقاء ينعقد في ظروف صعبة للبحث عن الحلول في إطار مساعي لتوحيد الجبهة الداخلية والدولية لحل مشكلة السودان.
وأضاف مناوي خلال الاجتماع “استبشرنا بمبادرة مصر في يوليو الماضي، لإعطاء دول الجوار الحق في أمر الملف ولا زلنا نبحث عن المنابر.
وأوضح أن “دول الجوار تشعر بما نشعر به، لذلك نسعى بكل جهد ونرسل رسائلنا للمجتمع الدولي لإيجاد منبر من دول الحوار وكذلك السعودية”.
وأشار إلى أنه بدون وحدة السودانيين مع بعضهم البعض لا يمكن فعل شيء، وزاد “من يهرولون على الدوام إلى الأمام لا يمكن أن يصلوا إلى شيء. إذا تم تأجيل القضايا الجوهرية التي أججت الحرب فإن المشكلة لن تحل”.
وشدد على ضرورة إحداث توافق بين المركز والهامش وإزالة كل ما خلفه المستعمر، كما لا بد من انعقاد مؤتمر دستوري شامل.
وقال مناوي “ستظل رؤيتنا مفتوحة ونحن منفتحون على الغير لنساعد في الخروج من هذه الأزمة وعلى رأس هؤلاء جنوب السودان وبقية الدول والمنظمات”.
وعبر عن شكره لدولة جنوب السودان التي حققت الكثير من الاستقرار – حسب تعبيره – وقال “لولا الحرب اللعينة لنعمنا بالاستقرار الدائم”.
ومن المتوقع أن تناقش جلسة الأربعاء دور حكومة جنوب السودان وأطراف السلام في وقف الحرب، إلى جانب جلسة تقييمية لاتفاق السلام الموقع بين حكومة السودان وحركات الكفاح المسلح في أكتوبر 2020 وموقف الاتفاق من الحوارات الجارية والتي تجري مستقبلا.