اعتقال ضابط سابق من قوات البشير لتشكيله قوة مسلحة بالسودان
الاستخبارات العسكرية تقبض على العميد الصوارمي خالد سعد، بعد إعلانه تكوين حركة مسلحة تهدف إلى إلغاء اتفاقية جوبا للسلام وتحسين العلاقات مع مصر.
الخرطوم – صقر الجديان
أفادت وسائل إعلام محلية في السودان ليل الأحد بأن الأمن السوداني ألقى القبض على المتحدث السابق باسم القوات المسلحة في عهد الرئيس المعزول عمر البشير، العميد الصوارمي خالد سعد بعد ساعات على إعلانه تشكيل قوة مسلحة من متقاعدي الجيش.
ونقل موقع “السودان ديلي” عن نائب رئيس حركة كيان الوطن “الوليدة” محمد رحمة الله علي قوله إن قوة تتبع للاستخبارات العسكرية اعتقلت الصوارمي خالد سعد من أمام منزله بالعاصمة الخرطوم.
وجاء الاعتقال بعد ساعات على إعلان مجموعة من الضباط المتقاعدين عن تكوين حركة مسلحة أطلق عليها “قوات دعم الوطن”، تهدف إلى إلغاء اتفاقية جوبا للسلام وحماية مصالح أهالي وسط السودان وشماله.
وظهر سعد على منصة إعلان تأسيس هذه الحركة بعد أن كان متحدثا باسم القوات المسلحة لسنوات إبان حكم الرئيس المعزول عمر البشير، وأحيل إلى المعاش في العام 2019 بعد فترة قصيرة قضاها منتدبا لقوات الدعم السريع، التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وقال سعد خلال مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم “نعلن عن كيان قوات الوطن، وهو تجمع سياسي عسكري ذو أهداف اقتصادية واجتماعية، يعمل على إحقاق الحقوق وإرساء قيم العدالة الاجتماعية”.
وأكد عدم انتمائهم إلى أي حزب سياسي ولا ديني، مبينا دعمهم التام للقوات المسلحة إلى جانب الأجهزة الأمنية الأخرى، تحقيقا لشعار “جيش واحد شعب واحد”.
ورفض سعد الكشف عن عدد القوات، لكنه وصفها بالضخمة.
وأشار إلى أن الحركة الوليدة تعمل على تحقيق نحو 28 هدفا، أبرزها إلغاء اتفاقية جوبا وتحسين العلاقة مع جمهورية مصر العربية، فضلا عن التمسك بوطنية القوات المسلحة ووحدتها، إضافة إلى تمثيل الولايات التي لم تكن لها قوات عسكرية.
ووصف الحركة بأنها قوات وطنية تعمل على بناء ورفعة وتطوير كل السودان دون صدام مع القوات النظامية الأخرى.
وأضاف “لا نستهدف القوات النظامية، إنما نستهدف بناء تنظيميا يقود هذه الدولة إلى بر الأمان”.
كما تحدث عن أن الهدف من تشكيل هذه القوة هو خلق التوازن العسكري في البلاد، لأن هناك أقاليم امتلكت حركات مسلحة بدعوى حماية نفسها أو أخذ حقها الضائع، فأصبح لزاما عليهم أن يكون لهم جنود ومقاتلون حتى لا يعبث الآخرون بحقوقهم.
وأفاد بأن الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام خلقت لنفسها وجودا سياسيا وعسكريا على الرغم من قلة مقاتليها، كاشفا عن امتلاكهم للآلاف من المقاتلين موزعين في ولايات الوسط والشمال وكردفان.
ووقّعت نحو خمسة فصائل مسلحة كانت تقاتل نظام البشير في كل من دارفور والنيل الأرزق وجنوب كردفان اتفاق سلام مع الحكومة الانتقالية في 2020، ولكن مكونات قبلية وكيانات سياسية اعترضت على مسارات الشمال والوسط والشرق الموقع ضمن الاتفاقية، ورفضت تنفيذها.
وتواجه اتفاقية جوبا انتقادات لاذعة، ما دعا كيانات سياسية إلى إطلاق دعوة إلى إلغائها، لكونها أسهمت في أزمات أمنية واقتتال قبلي كما جرى في شرق السودان.
وتحدث الصوارمي عن تهميش وسط السودان وشماله وعدم منحهما أي مناصب حكومية طوال الفترة الماضية، وبرر ذلك بعدم لجوء تلك المناطق إلى تأسيس تنظيمات عسكرية أسوة بحركات دارفور.
ودعا إلى دمج كل القوات والحركات المسلحة في الجيش بناء على ترتيبات أمنية وصولا إلى جيش واحد، وأعلن رفضهم للخطاب المعادي تجاه دولة مصر، وأكد أنها تمثل بعدا إستراتيجيا للسودان.
وأضاف “ليس لدينا صدام مع كل القوات النظامية، ولن نلجأ إلى إغلاق الطرق والمظاهرات وغيرها من الأساليب التي من شأنها أن تدخلنا في مواجهة مع القوات النظامية”.
إقرأ المزيد