أخبار السياسة المحلية

الأمم المتحدة: الدعم السريع تُجنّد مقاتلين داخل أفريقيا الوسطى

نيويورك – صقر الجديان

قالت مسؤولة في الأمم المتحدة إن قوات الدعم السريع تُجنّد مقاتلين داخل أفريقيا الوسطى، فيما تزايد وجود عناصرها في منطقة أبيي.

وتتنازع الخرطوم وجوبا السيادة على أبيي التي تتواجد بها قوة تابعة للأمم المتحدة تعمل على ضمان جعل المنطقة منزوعة السلاح إلى حين تقرير مصيرها.

وقدّمت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، مارثا بوبي، ليل الجمعة، إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي حول جهود المنظمة الدولية لدعم السودان في مساره نحو السلام والاستقرار.

وقالت مارثا بوبي إن “قوات الدعم السريع تقوم بعمليات تجنيد في شمال شرق أفريقيا الوسطى”.

وأشارت إلى أن مجلس الأمن الدولي أدان هجومًا على قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة في أفريقيا الوسطى “مينوسكا”، نفذته عناصر مسلحة يُعتقد أنها سودانية.

ويُثير تواجد الدعم السريع على حدود السودان مع ليبيا ومصر وتشاد وأفريقيا الوسطى، مخاوف من زعزعة الاستقرار الإقليمي، خاصة في ظل التداخل بين شعوب المنطقة.

وأفادت مارثا بوبي بأن تزايد وجود عناصر الدعم السريع في منطقة أبيي فاقم الوضع الهش أصلًا، كما اعتبرت الاشتباكات في المثلث الحدودي تصعيدًا خطيرًا.

وشددت على أن تبعات النزاع في السودان تتجاوز حدوده.

نقطة قتال جديدة

وأكدت مارثا بوبي عدم وجود مؤشرات تشير إلى قرب نهاية النزاع في ظل تصميم أطرافه على تحقيق أهداف عسكرية.

وحذّرت من تزايد استخدام الأسلحة المتطورة، بما في ذلك الطائرات المُسيّرة، مما أدى إلى توسيع رقعة القتال إلى مناطق كانت مستقرة، حيث أدت الهجمات الجوية إلى سقوط ضحايا مدنيين ونزوح جماعي.

وتوقعت أن تصبح مدينة الأبيض بولاية شمال دارفور نقطة اشتعال رئيسية في الأسابيع المقبلة، بعد تحوّل النزاع إلى دارفور وكردفان.

وفشلت قوات الدعم السريع في السيطرة على مدينة الأبيض منذ بداية النزاع، حيث كانت تحاصرها وتشن عليها هجمات برية وتقصفها بالمدافع قبل أن يُنجَح في فك الحصار، لكن الدعم السريع أعاده مرة أخرى من ثلاثة اتجاهات.

وذكرت المسؤولة أن الأمم المتحدة تسعى إلى هدنة إنسانية مؤقتة لتيسير وصول المساعدات إلى المناطق المتأثرة بالنزاع، بدءًا من الفاشر مع السماح للمدنيين بالمغادرة طوعًا وبأمان.

ووافق رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان على طلب توقف القتال في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور لمدة أسبوع لتوصيل الإغاثة.

قيادة مدنية

وأفادت مارثا بوبي بأن خلافات تحالف السودان التأسيسي “تأسيس” بقيادة الدعم السريع حيال تشكيل حكومة في مناطق سيطرته “لا تزال قائمة”.

وأوضحت أن رئيس الوزراء كامل إدريس حلّ الحكومة السابقة عقب أدائه الدستورية، معلنًا عن عزمه تشكيل حكومة تضم 22 وزيرًا يختارهم وفقًا للكفاءة والخبرة المهنية دون انتماءات سياسية.

وتتعاظم المخاوف من أن يؤدي إصرار تحالف تأسيس، الذي يضم قوى أهلية وسياسية وجماعات مسلحة منها الحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، على تشكيل حكومة موازية إلى تقسيم البلاد.

وقالت مارثا بوبي إن الأمم المتحدة تشجع على الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه كـ”عناصر أساسية لحل مستدام للأزمة”.

وشددت على ضرورة وجود قيادة مدنية لصياغة توافق سياسي ورؤية شاملة من أجل العودة إلى انتقال سلمي تقوده حكومة مدنية.

وتفاقمت الأزمة السياسية في السودان بعد اندلاع النزاع، حيث تؤيد بعض القوى الأطراف المتحاربة، فيما فضّلت الأخرى الاستمرار في المطالبة بإنهاء النزاع بطرق سلمية.

تحركات جديدة

وقالت مارثا بوبي إن المبعوث الشخصي للأمين العام للسودان، رمطان لعمامرة، كثف اتصالاته مع الفاعلين الإقليميين والدوليين لتحديد مسار نحو إنهاء النزاع، كما يتواصل مع الأطراف المتحاربة.

وذكرت أن فريقًا بقيادة مكتبه يعتزم السفر إلى مدينة بورتسودان شرقي السودان ليمهد للخطوات المقبلة، بالتزامن مع مواصلة سعيه للتواصل مع الدعم السريع بطريقة مماثلة في الوقت المناسب.

وأشارت إلى أن لعمامرة تواصل مع كامل إدريس بعد تعيينه رئيسًا للوزراء، مؤكدًا خلاله على أهمية جهود التوصل إلى حل سياسي شامل، فيما حافظ على تواصل منتظم مع طيف واسع من المجموعات المدنية.

وتُطالب بعض القوى السياسية باستبدال رمطان لعمامرة بمبعوث آخر لتعثر جهوده في إنهاء النزاع، فيما تُنادي القوى الأخرى بضرورة بقائه في المنصب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى