الأمم المتحدة تجدد الدعوة لوقف الهجمات على المدنيين في الفاشر السودانية
أعربت عن قلقها إزاء الهجوم على الفاشر و مخيم أبوشوك، والتقارير التي تشير إلى وفاة 60 شخصا في المدينة، معظمهم من النساء والأطفال بسب سوء التغذية..

الفاشر – صقر الجديان
جددت الأمم المتحدة، الثلاثاء، الدعوة لوقف الهجمات على المدنيين في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، والسماح الآمن بمرور المساعدات الإنسانية.
وأعرب بيان صادر عن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة بالسودان شيلدون بيت، عن صدمته إزاء التقارير التي أفادت بوقوع هجوم واسع النطاق على مدينة الفاشر المحاصرة، بما في ذلك مخيم أبوشوك للنازحين.
و منذ 10 مايو/أيار 2024، تحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
وأضاف بيان منسق الشؤون الإنسانية: “نسب الهجوم إلى مقاتلين من قوات الدعم السريع، حيث أفادت مصادر محلية بمقتل ما لا يقل عن 40 مدنياً داخل أبو شوك، وإصابة 19 آخرين”.
وأشار، إلى أن مخيم أبو شوك من بين المناطق المتضررة من المجاعة في شمال دارفور، مضيفا: “ومما يثير القلق، في ظل هذه التقارير عن تصعيد الأعمال العدائية في الفاشر ومحيطها إغلاق منافذ الخروج من المدينة، مما أدى فعليًا إلى حصار المدنيين” .
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح 500 شخصا من مخيم أبو شوك للنازحين في مدينة الفاشر يوم أمس الإثنين، إلى مواقع أخرى داخل المدينة، مع استمرار حالة التوتر وعدم الاستقرار الأمني.
وتابع بيان المسؤول الأممي: “أُجددُ دعوة المجتمع الإنسانيِّ لحمايةِ المدنيين، وإنهاء الحصار، وإتاحة الوصول دون قيود إلى المحتاجين، وتوفيرُ ممرٍّ آمن ودونَ عوائق فورًا للراغبين في الفرار من الفاشر وغيرها من مناطقِ القتالِ النشطِ”.
وأردف البيان،” لا نزال نتلقى تقارير مقلقة للغاية تفيد بأن الحصار وتصاعد الأعمال العدائية قد جعلا سكان الفاشر يعانون من محدودية شديدة في الحصول على الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الطبية”.
وأشار إلى تقارير تفيد “بوفاة أكثر من 60 شخصًا معظمهم من النساء والأطفال بسبب سوء التغذية في الفاشر خلال أسبوع واحد فقط”.
وتابع : “أكرر دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية في الفاشر وما حولها للسماح بإيصال الغذاء والماء والأدوية وغيرها من الإمدادات المنقذة للحياة إلى المحاصرين في المدينة والذين يواجهون الجوع الحاد والمجاعة”.
وفي 27 يونيو/حزيران الماضي، أعلن مجلس السيادة الانتقالي، الموافقة على هدنة إنسانية لمدة 7 أيام في مدينة الفاشر، لإيصال المساعدات للمحتاجين، بناء على طلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وكانت “غرفة طوارئ مخيم أبو شوك” و”لجان مقاومة الفاشر” (لجنتان شعبيتان)، أفادتا في بيانين منفصلين، بأن المخيم تعرض لهجمات من “قوات الدعم السريع”، الاثنين، موضحتين أن تلك القوات توغلت داخل أجزاء من الناحية الشمالية للمخيم وهاجمته.
واتهمتا قوات الدعم السريع بقتل 40 من النازحين بالمخيم وإصابة 19 آخرين خلال هذه الهجمات.
في المقابل، تحدثت “قوات الدعم السريع”، في بيان الثلاثاء، عن تحقيق تقدم ميداني خلال معارك الإثنين في مدينة الفاشر، دون أن ترد على الاتهامات الموجهة لها بقتل وإصابة نازحين.
بينما قال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، في تدوينة عبر حسابه على “فيسبوك”، إن الجيش والقوات المشتركة للحركات المسلحة تصدوا لهجوم كبير للقوات على المدينة.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الطرفان حربا أسفرت، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح ولجوء نحو 15 مليونًا، فيما قدّرت دراسة لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.