التعبير بقذف الحذاء يتسلل للمشهد السوداني.. ما القصة؟
الخرطوم – صقر الجديان
بمزيج بين الجد والهزل، وتارة السخرية، تداول نشطاء سودانيون، واقعة الصحفية التي قذفت بحذائها سياسيين خلال مؤتمر صحفي بالخرطوم.
وسيطرت الحادثة على نقاشات المجالس السودانية ومنصات التواصل الاجتماعي تخللها كثير من الجدل وتباين ملحوظ في الآراء حيث يعتقد البعض أن ما فعلته الصحفية سلوك مشين ويرسخ لثقافة العنف، فيما رأى آخرون أن القذف بالحذاء موجود في أدبيات التعبير السياسي على المستوى الدولي والعربي بوجه الخصوص.
وتعود تفاصيل الحادثة إلى قيام الصحفية السودانية، صفاء الفحل، بقذف حذائها على منصة مؤتمر صحفي كانت تقيمه قوى الحرية والتغيير – الميثاق الوطني المتهم بمحاباة العسكر بالسودان، في مقر وكالة الأنباء الرسمية.
واستغلت الصحفية فرصة منحتها لها المنصة التي كان يوجد بها قيادات التحالف، التوم هجو ومبارك أردول، وعسكوري، قائلة إنها “ليست لديها أي أسئلة ولكن بطرفها رسالة تريد إيصالها نيابة عن الشعب السوداني” ولم تستغرق وقتاً طويلاً حتى باغتت المنصة بفردة حذاء على أوجههم.
وفيما وصف الصحفي السوداني أحمد عمر خوجلي ما فعلته، صفاء الفحل، بأنه رسالة خاطئة ويرسخ لمنهج الضرب بالأحذية في المؤتمرات الصحفية، يعتقد زميله عمر حلاوي أن ما قامت به الصحفية يمثل أحد أدوات التعبير، فلا يتوقف سلاح أهل هذه المهنة عند القلم فحسب.
وقال حلاوي في إحدى مجموعات “واتساب”، “من قال سلاح الصحفي القلم فقط؟ ..إذا لماذا تحتجب الصحف والاعمدة أحيانا احتجاجا؟، إذا لماذا ينظم الصحفيين الوقفات الاحتجاجية؟”.
وأضاف “القلم وسيلة تعبير ولكنها ليست الوحيدة، ولا يمكن للقلم أن يحتكر كل وسائل التعبير، أحيانا قد تكون الصورة أشد بلاغة من القلم وأحيانا الصمت أبلغ من الكلام”.
وفيما اعتبر أحمد عمر خوجلي أن الصحفية كانت ضحية للشحن الزائد برسائل الكراهية المبثوثة في وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً “الفعل مدان من أي جهة جاء، ومن صفق له اليوم ربما يدينه غدا”.
وتوالت ردود الأفعال على واقعة الصحفية فالبعض عمد إنشاء رسومات ساخرة مع تعليق “حذاء صفاء الفحل”، فيما استدعى آخرين حادثة الصحفي العراقي منتصر الزايدي الذي قذف بالحذاء الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، والربط بين الواقعتين.
وقوى الميثاق الوطني، تضم حركات مسلحة موقعة على اتفاقية السلام وهي انشقت عن تحالف الحرية والتغيير، الشريك المدني السابق في الحكومة الانتقالية.
وكانت قوى الميثاق الوطني اعتصمت أمام القصر الرئاسي بالخرطوم، وينادي بحل الحكومة وتشكيل أخرى من الكفاءات الوطنية المستقلة وتوسيع دائرة المشاركة في السلطة الانتقالية.
وبعد أيام قلائل أصدر قائد الجيش السوداني قرارات عاصفة قضت بحل الحكومة الانتقالية، وفرض حالة الطواري بالبلاد وتجميد العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية، الشيء الذي دفع الكثيرين لاتهام قوى الميثاق الوطني بمحاباة العسكريين، التهمة التي ينفيها هذا التحالف بشدة.