التعرض لتلوث الهواء في مرحلة الطفولة يرتبط بسوء الصحة العقلية في سن 18
توصلت دراسة جديدة إلى أن الأطفال والشباب الذين يكبرون وسط تلوث الهواء المرتبط بحركة المرور الشديدة تكون لديهم معدلات أعلى من الأمراض العقلية عند بلوغهم سن 18 عاما.
وقال الأكاديميون إن هناك صلة بين التعرض لأكاسيد النيتروجين والجسيمات في الطفولة وتطور اضطرابات مثل القلق والاكتئاب.
والنتائج مأخوذة من دراسة بريطانية / أمريكية مشتركة استمرت 25 عاما على 2039 طفلا، جميعهم من التوائم، ولدوا في إنجلترا وويلز خلال عامي 1994 و1995، وتم تقييم صحتهم العقلية في سن 18.
وخلص الباحثون إلى أن “هذه النتائج مجتمعة تشير إلى أن الشباب الذين يتعرضون باستمرار لمستويات معتدلة من تلوث الهواء بأكسيد النيتروجين قد يواجهون مسؤولية عامة أكبر تجاه الأمراض النفسية لدى الشباب في سن الرشد”.
وأضافوا أن الصلة بين تلوث الهواء وخطر الإصابة بالأمراض العقلية “متواضعة” لكنها حقيقية. وكان الرابط أيضا “مسؤولية مستقلة عن التأثيرات الفردية والعائلية والحي على الصحة العقلية”، مثل الفقر والتاريخ العائلي للاضطراب النفسي.
وقالت الدكتورة هيلين فيشر، المؤلفة المشاركة في الدراسة: “أظهرت هذه الدراسة أن الأطفال الذين نشأوا في أكبر مدننا يواجهون مخاطر أكبر للإصابة بالأمراض العقلية بسبب ارتفاع مستويات حركة المرور. وبينما قد نود أن نفكر في بلداتنا ومدننا على أنها مساحات خضراء ومفتوحة، فمن الواضح أن هناك خطرا خفيا لن يفكر فيه الكثيرون”.
وكانت فيشر الباحثة الرئيسية في الدراسة في معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب في كينغز كوليدج لندن، والتي شاركت أيضا في جامعة ديوك في الولايات المتحدة.
وتم قياس الصحة العقلية للمشاركين عندما كانوا في سن 18 باستخدام تقييم الأعراض لعشرة اضطرابات نفسية شائعة، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والقلق، لحساب مقياس صحتهم العقلية والذي يسمى عامل علم النفس المرضي أو عامل p. وأولئك الذين لديهم درجة عامل p أعلى أظهروا المزيد من تلك الأعراض.
ووجد الباحثون أن أولئك الذين تعرضوا لأعلى نسبة لأكاسيد النيتروجين سجلوا 2.62 نقطة أعلى في درجة علم النفس المرضي العام من أقرانهم في الربع الثالث السفلي. وسجل أولئك الذين تعرضوا لأكبر قدر من الجسيمات 2.04 نقطة أكثر من أقرانهم.
وقال آندي بيل، نائب الرئيس التنفيذي لمركز أبحاث الصحة العقلية: “نعلم من الأبحاث أن صحتنا العقلية تحددها الحياة التي نعيشها والبيئات التي نعيش فيها وتجاربنا منذ سنواتنا الأولى فصاعدا. تتأثر صحة الطفل العقلية بالعديد من العوامل، بما في ذلك المنزل والمدرسة والمجتمع والحي”.
وأضاف: “نعلم أن الفقر والعنصرية والصدمات النفسية والإقصاء هي مخاطر كبيرة على الصحة العقلية. كما يظهر بحث اليوم، فإن بيئتنا المادية مهمة أيضا، وجعل الأماكن أكثر أمانا ونظافة وصحة للعيش فيها سيكون له فوائد مدى الحياة”.
وتم بالفعل تحديد التلوث كعامل يؤدي إلى تفاقم ضعف صحة القلب والرئة وأمراض الجهاز العصبي المركزي، وأيضا كخطر للإصابة بأمراض عقلية. وهناك تسعة من كل عشرة أشخاص في جميع أنحاء العالم يتعرضون لمستويات عالية من التلوث، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وقال كيفن ماكونواي، الأستاذ الفخري للإحصاءات التطبيقية في الجامعة المفتوحة، إنه في حين أظهرت الدراسة ارتباطا بين أبخرة المرور والاضطراب العقلي، فإن “ما لا يمكنهم فعله هو إظهار أن ارتفاع تلوث الهواء هو الذي يسبب في الواقع الصحة العقلية الأكثر فقرا”.