أخبار السياسة المحلية

الجزائر تمهد لمستقبلها في مجال طائرات سو-57 بالتبرع بطائرات ميج-29 للسودان

الخرطوم | صقر الجديان

في وقت تقود فيه مجموعة من الدول مساعٍ وجهودا للوساطة لإنهاء “حرب الجنرالين” في السودان المستمرة لأكثر من عام ونصف بين كل من الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، يبدو أن الجزائر ومعها حليفتها إيران تراهنان على إطالة أمد هذا الصراع؛ من خلال تسليح أحد أطراف هذه الحرب، مع ما يعنيه ذلك من تعميق للأزمة الإنسانية التي يشهدها هذا البلد.

في هذا الإطار، أفاد موقع “Bulgarian Military”، المتخصص في الشؤون والأخبار العسكرية، بأن الجزائر قدمت وتستعد لمنح جيش البرهان مقاتلات روسية الصنع من طراز “ميغ 29” بشكل مجاني، بدفع من النظام الإيراني الذي يدعم بدوره الجيش السوداني.

هذا الدعم الذي تنامى في الآونة الأخيرة مثيرا مخاوف وقلق مجموعة من الدول، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أنه يقلل من احتمالات إيجاد مخرج سياسي للوضع الأمني والسياسي والإنساني المتأزم في السودان.

وأشار المصدر ذاته إلى أن “هذا التحول الاستراتيجي سيدفع بالخرطوم إلى التقارب أكثر مع الجزائر، خاصة في ظل شراكتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية واهتمامها المشترك بالتكنولوجيات العسكرية بما في ذلك الطائرات المسيرة”؛ فيما يرى متتبعون أن هذه المنحة العسكرية الجزائرية المرتقبة تكشف عن انخراط النظام في الجزائر في صراع المحاور وفي خدمة الأجندة التخريبية لطهران في المنطقتين العربية والإفريقية، وبالتالي تهديد أمن واستقرار المنطقة واختراقها أمنيا وعسكريا.

أفادت ذات المصادر أن طائرات ميج-29 الروسية، التي تستخدمها القوات الجوية الجزائرية حاليًا، قد تعزز قريبًا القوات الجوية السودانية. ويتماشى هذا النقل المحتمل مع خطط الجزائر لتحديث أسطولها الخاص، والذي يتضمن التسليم المتوقع لطائرات سو-57 و70 مقاتلة سو-30 الموجودة.

وأشار المصدر إلى أن المشهد الدفاعي الأفريقي على استعداد لتغييرات كبيرة، مما يشير إلى أن وزارة الدفاع الجزائرية قد توفر قريبًا طائرات ميج-29 المقاتلة الروسية المستوردة الزائدة للقوات الجوية السودانية.

“ومن المثير للاهتمام أن طائرات ميج-29 هذه تشكل حجر الزاوية في قدرات الطائرات القتالية الحالية للجزائر. ويقال إن القوات الجوية الجزائرية تستعد لمزيد من التحديث مع خطط لشراء طائرات مقاتلة من الجيل الخامس من طراز سو-57 من روسيا في وقت لاحق من هذا العقد”.

في حين أن هذا التطور ليس جديدًا تمامًا، فقد أعادت المناقشات الأخيرة بين المصادر الجزائرية والسودانية إشعال المحادثات حول الصفقة المحتملة على مدار الـ 72 ساعة الماضية. تأتي هذه الأخبار، رغم أنها لا تزال غير رسمية، بعد نصف عقد مضطرب في السودان، تميز بانقلاب عام 2019، الذي أطاح بالرئيس عمر البشير.

في عام 1999، طلبت وزارة الدفاع الجزائرية شراء 31 مقاتلة من طراز ميج 29. وتم التسليم في العام التالي بموجب عقد ثلاثي مع روسيا وبيلاروسيا.

في البداية، كان من المتوقع أن تلعب هذه الفئة المقاتلة دورًا أكبر بكثير في القوات الجوية الجزائرية.

ومع ذلك، تغيرت هذه الرؤية في عام 2006، عندما تم إنهاء شراء مقاتلات ميج 29SMT الأكثر تقدمًا، مما أدى إلى عودة هذه الطائرات إلى روسيا.

الآن، تفضل القوات الجوية الجزائرية بقوة مقاتلة Su-30MKA الثقيلة. وعلى الرغم من تكلفتها الأعلى، توفر هذه الطائرة قدرات أكبر. تكشف المقارنات أن Su-30MKA، المقاتلة الأساسية للقوات الجوية الجزائرية حاليًا بحوالي 72 وحدة في الخدمة، تتفوق بشكل كبير على MiG-29 الأصغر حجمًا.

منذ عام 2020، كثفت الجزائر من إخراج طائرات MiG-29 القديمة من الخدمة. وبدلاً من ذلك، حصلت الأمة على 14 مقاتلة MiG-29M حديثة و16 مقاتلة Su-30MKA إضافية.

تتميز MiG-29M بهيكل طائرة مُجدد بالكامل، مما يجعلها ليس فقط أكثر فعالية من حيث التكلفة ولكن أيضًا أكثر كفاءة من الناحية التشغيلية من التصميم السوفييتي الأصلي.

وبالتالي، أدى الحصول على هذه النماذج الأحدث إلى فائض من طائرات MiG-29 القديمة.

تشير المصادر الموثوقة حول احتمال تبرع الجزائر بهذه المقاتلات الفائضة من طراز MiG-29 إلى خطوة استراتيجية لتعزيز العلاقات بين البلدين.

في السابق، أبدت الجزائر استعدادها لتقديم المساعدة العسكرية للمنطقة، مما يؤكد دورها التخريبي في أفريقيا.

يبدو أن الجزائر ومعها حليفتها إيران تراهنان على إطالة أمد الحرب فيالسودان؛ من خلال تسليح أحد أطراف هذه الحرب، مع ما يعنيه ذلك من تعميق للأزمة الإنسانية التي يشهدها السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى