“الجفاف والفيضان”.. شبح تداعيات تغير المناخ يخيم على السودان (تقرير)
السلطات السودانية تسعى إلى وضع حلول للتدهور البيئي منها اتباع ممارسات زراعية قادرة على تحسين إدارة الأراضي والتكيف مع تداعيات التغير المناخي
الخرطوم – صقر الجديان
باستعدادات مكثفة يسعى السودان لمواجهة تداعيات التغير المناخي، في ظل مخاوف من حدوث موجات فيضانات شديدة وجفاف طويل في البلاد.
وتلقي الفيضانات والجفاف بظلالها السلبية على قطاعي الزراعة والرعي بالسودان، ما يزيد معاناة عموم السكان، لا سيما القاطنون على ضفاف نهر النيل.
وتسعى السلطات السودانية إلى وضع حلول للتدهور البيئي في ظل تعرض البلاد لتقلبات مناخية متكررة، منها اتباع ممارسات زراعية قادرة على تحسين إدارة الأراضي والتكيف مع تداعيات التغير المناخي.
** استعدادات مبكرة
وفي تصريح نقلته وكالة الأناضول، توقع مدير إدارة البحوث بالهيئة العامة للأرصاد الجوية (رسمية) محمد شريف، حدوث موجات من الجفاف جراء تداعيات تغير المناخ في البلاد.
وقال شريف إن “السودان جزء من المنظومة العالمية ويتأثر بالتغيرات المناخية، ونسعى لوضع استعدادات مكثفة للتقليل من أخطاره”.
وأضاف: “تأثير تغير المناخ يتفاوت في ولايات السودان، إذ تتأثر الولايات الشمالية بشكل أكبر يبدو في استمرار هطل الأمطار والتأثير على المحاصيل الزراعية”.
وتابع: “وزارة الزراعة لديها دراسات حول إنتاج بذور مقاومة للجفاف للحد من التداعيات السلبية لظاهرة التغيرات المناخية”.
وأكد شريف أن سلطات بلاده لديها تنسيق مع الهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا “إيغاد”، بخصوص التوقعات الموسمية للمناخ في البلاد.
وزاد: “هناك مؤشرات تفيد بارتفاع درجات الحرارة في السودان (..) نصدر توقعاتنا حول الأمطار في مايو/ أيار المقبل، ونقارنها بنشرة إيغاد بالخصوص”.
وفي 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استحدثت “إيغاد” مركزا للتنبؤات المناخية في نجونج قرب العاصمة الكينية نيروبي، كمركز إقليمي لتقديم الخدمات المناخية والإنذارات المبكرة.
و”إيغاد” منظمة حكومية إفريقية شبه إقليمية، تأسست عام 1996، تتخذ من جيبوتي مقرا لها، وتضم كلًا من: إثيوبيا وكينيا وأوغندا والصومال وجيبوتي وإريتريا والسودان وجنوب السودان.
** خريف قاس
من جانبه، قال خبير الأرصاد الجوية المنذر أحمد الحاج: “خريف هذا العام من المتوقع أن يخلو من الخفاف، إضافة إلى هطل أمطار خلال مارس/ آذار وأبريل/ نيسان ومايو/ أيار المقبلة”.
وأضاف الحاج : “متوقع بنسبة كبيرة حدوث فيضان هذا العام، خاصة في المناطق التي تقع على شاطئ النيل الأبيض”.
وفي 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلنت الأمم المتحدة، في بيان، تضرر أكثر من 303 آلاف شخص، وانهيار أكثر من 60 ألف منزل جزئيا وكليا، جراء السيول والأمطار في السودان منذ بداية موسم الأمطار في العام الماضي.
فيما أعلنت السلطات السودانية، عقب 3 أيام على البيان الأممي، مصرع 88 شخصا وإصابة 67 آخرين، جراء السيول والفيضانات التي اجتاحت البلاد.
ويستمر موسم الأمطار الخريفية في السودان من يونيو/ حزيران إلى أكتوبر سنويا، وخلاله تهطل عادة أمطار غزيرة تتسبب في فيضانات وسيول.
** دعم أممي
ومنذ نحو عامين، حذرت مديرة مشروع تمويل التصدي لمخاطر المناخ بالسودان (رسمي) راشدة حسن دفع الله، من تأثر البلاد بشدة جراء التغيرات المناخية، ما يجعلها في وضع أكثر هشاشة رغم ثراء مواردها.
وقالت دفع الله، في تصريح للوكالة السودانية الرسمية آنذاك، إن الجفاف بات خطرا يهدد قطاعي الزراعي والرعي، لا سيما في المناطق الريفية بالبلاد.
وأضافت: “زيادة موجات الجفاف والفيضانات ستؤدي إلى ضياع الكثير من الموارد، خاصة وأن تغير درجات الحرارة وأنماط هطل الأمطار يضران بالمحاصيل الزراعية ومعدلات نموها”.
وفي أغسطس/ آب 2020، أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تقديم صندوق المناخ الأخضر منحة مالية للسودان بقيمة 25.5 مليون دولار، لمواجهة التغير المناخي.
وتهدف المنحة الأممية إلى دعم قطاعات الزراعة والصحة والأمن المائي والغذائي، إذ يصل عدد المستفيدين منها حوالي 3.7 ملايين شخص في 9 ولايات سودانية.