«الحرية والتغيير» ترد بعنف على العطا وتتهمه بالمزايدة لخدمة طموحه الشخصي
الخرطوم- صقر الجديان
استنكرت قوى الحرية والتغيير، الأربعاء، اتهامات الجنرال ياسر العطا لها بموالاة قوات الدعم السريع، وقالت إنه يزايد لتحقيق طموحه والتربع على قيادة الجيش.
والثلاثاء، نصح مساعد قائد الجيش عضو مجلس السيادة ياسر العطا، الحرية والتغيير بإقناع قوات الدعم السريع التي وصفها بالحليفة لها، بتسليم أسلحتها الثقيلة، متعهدًا بخروج آمن لأسرة محمد حمدان “حميدتي”.
وقالت الحرية والتغيير، في بيان تلقته “شبكة صقر الجديان ”، إنها “تعلم أن استخدام العطا لخطابات المزايدة الخطيرة، لأسباب تتعلق بطموحه الشخصي في قيادة الجيش، واستغلال المؤسسة العسكرية لتحقيق غايات سلطوية خاصة”.
ويؤكد قادة الائتلاف انهم يسعون لوقف الحرب بين الطرفين ولا يميلون لطرف على حساب الآخر، كما دانوا خلال اجتماع موسع بالقاهرة الانتهاكات الواسعة التي ارتكبها طرفا القتال خلال القتال الدائر في الخرطوم وولايات عديدة.
وأشار البيان الذي أصدره التحالف إلى أن مزايدات العطا ظهرت خلال تماهيه مع خطابات النظام السابق و”تبني أكاذيبه”، مشدداً على أن هذا منهج خطير للغاية يزيد من حالة الانقسام في البلاد ويضر المؤسسة العسكرية والدولة السودانية.
واندلعت حرب شرسة بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل المنصرم، تبعها استقطاب حاد وسط من مخاوف من تحولها إلى قتال أهلي خاصة في مناطق دارفور وكردفان التي تعاني من هشاشة أمنية.
وأفادت الحرية والتغيير بأن العطا درج على توجيه اتهامات للائتلاف بإشعال الحرب ومساندة الدعم السريع، وانه تجنب الرد عليه.
وأضافت: “بذلنا للعطا النصح بأن يجنب البلاد الانزلاق لهذه الحرب قبل اندلاعها، لكنه كان يرد على مخاوفنا بأنها معركة ستستمر لست ساعات على أقصى تقدير”.
وتابعت: “على الجنرال ياسر العطا أن يخرج للناس ليعلن خطأ تقديراته وفشلها بعدما رفض النصح، عوضًا عن الاستمرار في مهاجمة الحرية والتغيير وتحميلها مسؤولية حرب عملت بجد لتجنب حدوثها”.
وتسببت الحرب في فرار 3.5 ملايين سوداني من منازلهم، منهم 844 ألف عبروا الحدود إلى دول الجوار بحثًا عن الأمن، فيما فضل البقية النزوح في المناطق الآمنة.
وقالت الحرية والتغيير إن تصريحات ياسر العطا تثبت تحذيرها المستمر من خطورة تبعات انخراط المؤسسة العسكرية في السياسة، فالجيش مُلك للشعب السوداني، لكن أفعال بعض قادته مثل العطا تحولها إلى طرف سياسي ينخرط في الصراع على السلطة.
وأكدت على أنها تقف ضد الحرب ولا توالي أيّ طرف من أطرافها، مجددة أدانتها الشديدة لجميع الانتهاكات التي تورط فيها طرفي النزاع.
وأردفت: “يعلم ياسر العطا علم اليقين، بأن الحرية والتغيير ليست حليفًا للدعم السريع، ولم تُنشئ هذه القوات ولم تُجيز قانونها ولم توسع نفوذها العسكري والسياسي والاقتصادي”
وشددت على أنها أول من عمل على أجل الوصول إلى جيش مهني وقومي وتشدد على ضرورة دمج الدعم السريع في الجيش، بينما كان العطا “يؤدي فروض الولاء والطاعة لقادة الدعم في المنابر العامة ويخضع لسلطتهم”.
ووقع الجيش وقوات الدعم السريع وقوى سياسية من بينها الحرية والتغيير، اتفاقا إطاريا في خواتيم العام المنصرم، في سياق عملية سياسية أقرت تسليم السلطة إلى المدنيين ودمج الدعم السريع في الجيش.
وقادت خلافات حول المدى الزمني لعملية الدمج وآليات القيادة والسيطرة إلى اندلاع الحرب، في الوقت الذي كانت تمضي فيه العملية السياسية إلى نهايتها.