السودان.. “السلطات الإنقلابية” توجه بمعالجة سبب إغلاق “شريان الشمال” مع مصر
كما عَّين المجلس الانقلابي 3 وزراء جدد بحكومة تصريف الأعمال، فيما أكد البرهان، خلال لقاء مع سكرتير "إيغاد"، على التمسك بالحوار مع كل الأطراف لحل الأزمة في البلاد.
وجَّه مجلس السيادة الإنقلابي في السودان، الإثنين، بسرعة معالجة سبب إغلاق محتجين لطريق “شريان الشمال”، ما أدى إلى شلل شبه تام في حركة التجارة؛ جراء توقف وتكدس مئات الشاحنات القادمة من مصر والمتجهة إليها.
وعقب اجتماع للمجلس، برئاسة عبد الفتاح البرهان، قالت المتحدثة باسم المجلس، سلمي عبد الجبار، في بيان: “وجه المجلس بالإسراع في معالجة السبب الأساسي لهذه الاحتجاجات بالطريق القاري “شريان الشمال” (الرابط بين السودان ومصر)”.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الجاري، يغلق محتجون هذا الطريق؛ احتجاجا على زيادة أسعار الكهرباء ونقص وارتفاع أسعار سماد “اليوريا” المستخدم في الزراعية، بحسب وسائل إعلام محلية.
وأضافت المتحدثة أنه “لتكملة التعينات الشاغرة بحكومة تصريف الأعمال، تم تعيين كل من محمود سر الختم وزيرا لوزارة التربية والتعليم، ومحمد سعيد الحلو وزيرا لوزارة العدل، وهزار عبد الرسول لوزارة الشباب والرياضة”.
وفي 20 يناير الجاري، أصدر البرهان قرارا بتكليف 15 وزيرا بحكومة تصريف أعمال، في أعقاب استقالة عبد الله حمدوك من رئاسة الحكومة، في الثاني من هذا الشهر؛ في ظل احتجاجات متواصلة تطالب بـ”حكم مدني ديمقراطي كامل”.
ويشهد السودان، منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، احتجاجات رافضة لإجراءات استثنائية فرضها البرهان، قائد الجيش، وأبرزها حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وهو ما تعتبره قوى سياسية وشعبية “انقلابا عسكريا”، في مقابل نفي الجيش.
والإثنين، عقد رئيس مجلس السيادة ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي) لقاءين منفصلين بالعاصمة الخرطوم مع السكرتير التنفيذي للهيئة الحكومية للتنمية بشرقي إفريقيا (إيغاد)، ورقنة جيبهو، بحسب بيان للمجلس.
وأكد البرهان، خلال لقائه مع “جيبهو”، حرصه على الحوار مع كل الأطراف لتحقيق الانتقال السياسي بالسودان، وقدم شرحا عن الأوضاع السياسية والجهود المبذولة لتجاوز الأزمة.
أما حميدتي فأكد ترحيب بلاده بأي مبادرة لـ”إيغاد” تسهم في التوصل إلى معالجات تعزز الاستقرار.
وفي 11 يناير الجار ي، طرحت “إيغاد” مبادرة لتسهيل الحوار بين كافة الأطراف في السودان، من دون الكشف عن تفاصيلها.
وقال “جبيهو”، الإثنين، إن “إيغاد” ستبحث مع الأطراف السودانية سبل تجاوز التحديات، وستلعب دورا بناء للغاية في معالجتها.
وأضاف أنه سيقدم تقريرا لقادة “إيغاد” بشأن الوضع في السودان، خلال لقائهم في اجتماع الاتحاد الإفريقي، فبراير/ شباط المقبل.
و”إيغاد” منظمة حكومية إفريقية شبه إقليمية، تأسست عام 1996، وتتخذ من جيبوتي مقرا لها، وتضم كلا من إثيوبيا، كينيا، أوغندا، الصومال، جيبوتي، إريتريا، السودان وجنوب السودان.
ووصل “جبيهو” الخرطوم، الأحد، في زيارة تستمر يومين لبحث جهود حل الأزمة بالسودان.
ويقول الرافضون لإجراءات البرهان إنها تمثل انقلابا على مرحلة انتقالية بدأت في 21 أغسطس/ آب 2019، ومن المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقَّعت مع الحكومة اتفاق سلام في 2020.
بينما يقول البرهان إنه اتخذ هذه الإجراءات لـ”تصحيح مسار المرحلة الانتقالية”، وتعهد بتسلم السلطة إلى حكومة انتقالية.