السودان: سجالات كر وفر بمحيط القصر الرئاسي بين الثوار وقوى الأمن

الخرطوم – صقر الجديان

كسر ثوار من مناطق أم درمان وبحري وشرق النيل، طوقاً أمنياً، وعبروا جسوراً رئيسة أغلقتها سلطات الانقلاب للحيلولة من التحامهم مع ثوار الخرطوم، في مساعٍ لحصار القصر الرئاسي بقلب العاصمة.

ووصل ثوار أحياء الخرطوم، إلى محيط القصر ضمن حشود ضخمة، ولكنهم جوبهوا بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، ما أجبرهم على خوض معارك كر وفر استمرت حتى مطلع عصر 19 ديسمبر.

وعبر ثوار بحري جسر المك نمر جهة الخرطوم بعد عدة محاولات، ولكن قوة أمنية تعمل للحيلولة دون دخولهم إلى شارعي الجامعة والجمهورية، المفضيان إلى القصر الرئاسي.

وفي أم درمان تعرض الثوار إلى قمع كبير، بالرغم من تخطيهم للحواجز الأمنية بجسر النيل الأبيض، ما أضطرهم إلى التقهقر إلى أم درمان في محاولة لتجميع صفوفهم مجدداً.

وتخطى ثوار شرق النيل، والحاج يوسف جسر المنشية، رغم انتشار المتاريس والقوى الأمنية، الأمر الذي بثّ روحاً في بقية ثوار المقاطعات بالخرطوم.

وأظهر الثوار شجاعة كبيرة في التصدي للقوى الأمنية، ولم يفلح القمع عن إثنائهم من الوصول إلى وجهتهم الرئيسة.

ولبت حشود ضخمة الدعوات التي أطلقتها لجان المقاومة السودانية، وكيانات ثورية أخرى، للمشاركة في مليونية 19 ديسمبر.

ويحمل التاريخ ذكريات خالدة في صفحات كتاب السودان، حيث جرى إعلان الاستقلال من البرلمان في 1955 وجاء تحرك مدينة عطبرة المفصلي في 2018 ليكون مدخلاً لانتفاضة المدن السودانية وصولاً لاسقاط نظام الجنرال عمر البشير.