السودان.. معارك عنيفة بين الجيش و”قوات تأسيس ” في بابنوسة
"الجيش السوداني تصدى لهجوم من قوات تأسيس استهدف المدينة" الواقعة بولاية غرب كردفان. -"لجان مقاومة الفاشر" (شعبية) تحذر من أن تلقى بابنوسة نفس مصير الفاشر.

بابنوسة – صقر الجديان
تجدّدت، يوم الأربعاء، الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات تأسيس في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان جنوبي البلاد، حيث استخدمت في المعارك الأسلحة الثقيلة والخفيفة والطائرات المسيّرة، وفق ما أفادت به مصادر ميدانية.
وقالت مصادر محلية لـ صقر الجديان إن الجيش السوداني تصدى لهجوم واسع شنّته قوات تأسيس على المدينة، مستهدفًا مقر الفرقة 22 مشاة بابنوسة، قبل أن يتمكّن الجيش من صدّ الهجوم وإجبار المهاجمين على التراجع.
وأضافت المصادر أن وتيرة الاشتباكات انخفضت بعد ساعات من القتال العنيف، لتتحول إلى قصف مدفعي متبادل بين الجانبين في أطراف المدينة.
ونشر عناصر من الجيش السوداني عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة تؤكد بقاء المدينة تحت سيطرة الجيش وصدّ الهجوم، في المقابل، بثّت قوات تأسيس عبر قناتها على تطبيق “تلغرام” مقاطع فيديو تزعم فيها سيطرتها على ثلاثة محاور من المدينة وإسقاط طائرة مسيّرة تابعة للجيش.
ولم يصدر تعليق رسمي من الجيش حول الوضع في بابنوسة، باستثناء ما تم تداوله من مقاطع لعناصره داخل المدينة.
في السياق ذاته، حذّرت لجان مقاومة الفاشر من أن تلقى مدينة بابنوسة مصير مدينة الفاشر – مركز ولاية شمال دارفور – التي سقطت مؤخرًا تحت سيطرة قوات تأسيس. وقالت في بيان:
“بابنوسة اليوم تصمد وحدها، لكنها قد تواجه نفس مصير الفاشر إن لم تتحرك القوات للمهاجمة بدلاً من الاكتفاء بالدفاع.”
وكانت بابنوسة قد شهدت خلال العام الجاري نزوحًا جماعيًا لسكانها، حيث أفادت غرفة طوارئ بابنوسة في وقت سابق بأن المدينة خالية من السكان بنسبة 100% بعد نزوح نحو 177 ألف شخص جراء الاشتباكات المستمرة منذ يناير 2024.
ويواصل الجيش، بحسب مصادر ميدانية، تنفيذ عمليات إسقاط جوي للإمدادات دعماً لقواته داخل المدينة المحاصرة، التي تتعرض منذ أيام لهجمات متكررة من قوات تأسيس.
وتشهد ولايات كردفان الثلاث – شمال وغرب وجنوب – تصاعدًا في حدة المعارك بين الجيش وقوات تأسيس، في وقت تسيطر فيه الأخيرة على ولايات دارفور الخمس باستثناء أجزاء من شمال دارفور، بينما يحتفظ الجيش بمعظم مناطق الولايات الثلاث عشرة المتبقية في الشمال والشرق والوسط والجنوب، بما فيها العاصمة الخرطوم.
وتتواصل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان نتيجة الحرب المستمرة بين الجيش وقوات تأسيس منذ أبريل 2023م، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 13 مليون شخص داخل البلاد وخارجها.




