السودان يختنق بالكيماوي: عندما يتحول الجيش إلى آلة إبادة صامتة
الخرطوم – صقر الجديان
في وقت يواجه فيه السودانيون أزمات إنسانية متفاقمة، خرجت إلى السطح تقارير صادمة تُفيد باستخدام الجيش السوداني أسلحة كيماوية في مناطق مأهولة بالسكان، مستهدفاً المدنيين بصورة مباشرة، وسط صمت دولي وصفه ناشطون بـ”التواطؤ المعيب”.
تقارير محلية وشهادات شهود عيان من الفاشر ونيالا والخرطوم وأماكن أخرى، تشير إلى تعرض أحياء كاملة لهجمات بغازات سامة تسببت في حالات اختناق جماعي وتقرحات جلدية وانهيارات تنفسية حادة.
أدلة ميدانية تقود إلى اتهامات خطيرة
رغم غياب البعثات الدولية والمنظمات الحقوقية داخل البلاد بسبب الحرب المستعرة، تمكّن ناشطون وصحفيون من توثيق آثار استخدام أسلحة كيماوية عبر الصور والشهادات الصوتية ومقاطع الفيديو. أحد الأطباء في ولاية شمال دارفور وصف حالة الضحايا قائلاً: “لم تكن هناك إصابات واضحة، لكنهم يتساقطون أرضاً وهم يختنقون، بعضهم فارق الحياة دون أي أثر لطلق ناري.”
في مدينة أم درمان، تحديداً بمنطقة كرري، أفاد سكان بتعرضهم لسحب كثيفة برائحة خانقة تملأ الأجواء بعد قصف جوي عنيف. نفس المشاهد تكررت في الفاشر والجزيرة أبا، في نمط قصف جديد يعتمد على مواد مشبوهة.
جيش كرتي.. من القمع إلى الإبادة الكيماوية
تقارير حقوقية عدة حمّلت مسؤولية هذا التحول إلى قيادات إسلامية داخل الجيش، وعلى رأسها علي كرتي، الذي يُعد مهندس إعادة سيطرة الإسلاميين على المؤسسات العسكرية. وبحسب مصادر مطلعة، فإن تصعيد استخدام الأسلحة المحرمة تم بإيعاز من دوائر ضيقة تحاول استعادة الهيمنة بأي ثمن.
ويتزامن هذا التصعيد مع خسائر متكررة للجيش في الميدان، مما يُرجح لجوءه إلى أدوات “غير تقليدية” لمحاولة قلب الكفة، حتى ولو على حساب أرواح المدنيين.
نداء إنساني من لندن.. أنقذوا السودان من الكيماوي
في العاصمة البريطانية لندن، خرج العشرات من السودانيين المقيمين والمتضامنين في مظاهرة قوية هتفوا فيها: “أنقذوا السودان من الكيماوي”. حمل المحتجون لافتات تطالب بتدخل دولي فوري لوقف استخدام الأسلحة الكيماوية، ومحاسبة المسؤولين عنها.
ودعا منظمو المظاهرة إلى إرسال لجنة تقصي حقائق دولية بإشراف الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، لتوثيق الانتهاكات والضغط على مجلس الأمن لاتخاذ خطوات عاجلة.
صمت المجتمع الدولي.. شراكة في الجريمة؟
حتى اللحظة، لم تُصدر أي جهة دولية أو إقليمية بيانًا يدين استخدام الأسلحة الكيماوية في السودان، وهو ما وصفه ناشطون بأنه “صمت متواطئ”، ويطرح علامات استفهام حول ازدواجية المعايير في التعامل مع الأزمات الإنسانية.
السودان اليوم لا يحتاج فقط لمساعدات إنسانية، بل يحتاج إلى موقف سياسي حاسم ينقذ أرواح الأبرياء من الإبادة الكيماوية المنظمة.