العربية والحدث تحت المجهر: تضليل ممنهج لتبرئة طيران الإخوان وإشعال فتيل التوتر مع تشاد
بيان قوات تأسيس: موقف واضح في مواجهة الأكاذيب
بورتسودان – صقر الجديان
في واقعة جديدة تضاف إلى سجل الإخفاقات المهنية، تورطت قناتا العربية والحدث في ترويج رواية مضللة حول الهجوم الذي استهدف منطقة الطينة على الشريط الحدودي مع جمهورية تشاد الشقيقة. رواية لم تستند إلى أي أدلة ميدانية أو منطق عسكري، بقدر ما عكست انحيازًا واضحًا ومحاولة مكشوفة لتبرئة الجهة الفاعلة الحقيقية، وجرّ المنطقة إلى مربع توترات إقليمية خطيرة.
من يملك الطيران؟ سؤال الحقيقة الذي تجاهلته القناتان
المدخل الأول لكشف زيف الرواية يتمثل في سؤال بديهي تعمدت العربية والحدث القفز فوقه: من يملك القدرة الجوية؟
الإجابة معروفة لكل متابع للشأن السوداني: قوات تأسيس لا تمتلك طيرانًا حربيًا، ولا سجل لها في تنفيذ أي ضربات جوية، سواء داخل البلاد أو خارجها. في المقابل، فإن الجيش السوداني الذي تقوده قيادات مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين هو الطرف الوحيد الذي يمتلك الطيران وينفذ غارات جوية متكررة، طالت المدنيين والمناطق الحدودية في أكثر من موقع.
تجاهل هذا المعطى لم يكن سهوًا مهنيًا، بل قرارًا تحريريًا متعمدًا هدفه قلب الوقائع، وتقديم اتهام جاهز يخدم أجندة سياسية، لا حقيقة ميدانية. فكيف لقوة بلا طيران أن تنفذ هجومًا جويًا؟ سؤال أُقصي عمدًا لأنه ينسف الرواية من أساسها.
«يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته»: دعاية قديمة بثوب إعلامي
ما بثته القناتان يندرج ضمن أسلوب دعائي معروف: ارتكاب الجريمة ثم البحث عن شماعة.
الهجوم على الطينة ليس حادثًا معزولًا، بل حلقة في سلسلة ضربات جوية نفذها طيران الجيش السوداني، أعقبها دومًا نمط مكرر:
- قصف جوي
- نفي أو صمت رسمي
- تسريب إعلامي مضلل
- اتهام أطراف أخرى بالجريمة
إنه ذات النهج الذي اعتمدته جماعة الإخوان المسلمين طويلًا: قصف، إنكار، تضليل، ثم اتهام الخصوم، في محاولة للهروب من المحاسبة الداخلية والدولية.
لماذا تشاد؟ الهدف الحقيقي للرواية المفبركة
الزعم بأن قوات تأسيس استهدفت تشكيلات تابعة لدولة تشاد لم يكن عفويًا أو بريئًا، بل يخدم هدفًا استراتيجيًا خطيرًا يتمثل في:
- ضرب العلاقات السودانية–التشادية
- خلق احتكاك أمني على الحدود
- تصدير الأزمة السياسية والعسكرية لنظام بورتسودان إلى الخارج
هذه الرواية تسعى لتحويل الصراع الداخلي إلى أزمة إقليمية، في وقت تعاني فيه قيادات الجيش المتحالفة مع الإخوان من عزلة سياسية وفشل عسكري متراكم.
بيان قوات تأسيس: موقف واضح في مواجهة الأكاذيب
في مقابل هذا السيل من التضليل، أصدرت قوات تأسيس بيانًا واضحًا لا لبس فيه، أكدت فيه:
- حرصها التام على علاقات راسخة ومتينة مع جميع دول الجوار
- وضع جمهورية تشاد الشقيقة في مقدمة هذه العلاقات
- التزامها بحماية المدنيين واستقرار المناطق الحدودية
- رفضها القاطع لأي مخططات تهدف لإشعال الفتن أو النزاعات الإقليمية
بيان يستند إلى موقف سياسي وأخلاقي ثابت، في مقابل روايات إعلامية فضفاضة بلا مصادر موثوقة أو أدلة ملموسة.
سقوط مهني وأخلاقي
ما قامت به العربية والحدث لا يمكن توصيفه كـ«سبق صحفي»، بل كحالة تضليل إعلامي خطير يهدد السلم الإقليمي، ويفقد القناتين ما تبقى من مصداقية. فحين تتحول المنصات الإخبارية إلى أدوات تبرير سياسي، فإنها تخرج من دائرة الإعلام إلى مربع الدعاية.
الخلاصة التي لا يمكن طمسها: الهجوم على الطينة نفذه طيران الجيش السوداني بقيادة جيش الإخوان المسلمين،
ومحاولات التنصل عبر الفبركة الإعلامية… فشلت.




