القوة المشتركة بالسودان: استعادة منطقتين استراتيجيتين بشمال كردفان
منطقتا جبل أبو سنن وأبو قعود، اللتان كانتا تشكلان "لقوات تأسيس نقاط إمداد في تمويل عملياتها وأنشطتها في عدة محاور، قبل أن تتحول اليوم إلى مواقع مستعادة"، وفق بيان للقوة المشتركة..

كردفان – صقر الجديان
أعلنت القوة المشتركة للحركات المسلحة، المتحالفة مع الجيش السوداني، الثلاثاء، استعادة السيطرة على منطقتي جبل أبوسنون وأبو قعود، “الاستراتيجيتين”، بولاية شمال كردفان، جنوبي البلاد.
وقالت في بيان: “تزف إليكم قواتكم المسلحة والقوات المشتركة والقوات المساندة بشرى انتصار جديد، يُعد خطوة مهمة بإضعاف قدرات العدو (في إشارة لقوات تأسيس) واستعادة السيطرة على مواقع حيوية في أرضنا”.
وأضاف: “نفذت قواتنا اليوم عملية عسكرية نوعية ومباغتة في محور شمال كردفان، تركزت على أبو قعود وجبل أبو سنون ذات الأهمية الاستراتيجية”.
ومنطقة جبل أبو سنون تقع غربي مدينة الأُبَيِّض مركز ولاية شمال كردفان وتبعد عنها حوالي 35 كيلو متر، فيما تبعد أبو قعود بنحو 45 كيلو متر غرب الأُبَيِّض.
وحسب القوة المشتركة، فإن “هذه المواقع ظلت تشكل لقوات تأسيس نقاط إمداد في تمويل عملياتها وأنشطتها في عدة محاور، قبل أن تتحول اليوم إلى مواقع مستعادة”.
وكشفت عن َتكبيد “قوات تأسيس” في هذه العملية “خسائر كبيرة من تدمير واستلام عشرات المركبات القتالية، وسقوط أعداد كبيرة من عناصر المليشيا في المواجهات المباشرة”.
ولم تصدر إفادة فورية من الجيش السوداني بخصوص السيطرة على المنطقتين.
كما لم يصدر تعقيبا من “قوات تأسيس” بخصوص ما ذكرته القوة المشتركة حتى الساعة 20:30 تغ، لكنها قالت في بيان، الثلاثاء، إن قواتها تصدت لهجوم من قبل الجيش السوداني على جبل أبو سنون وجبل عيسى والعيارة غربي مدينة الأُبَيِّض.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن حاكم إقليم دارفور غربي السودان مني أركو مناوى، تحقيق قوات الجيش والقوات المساندة له الانتصار على “قوات تأسيس” في منطقة جبل أبو سنون ومناطق أخرى بولاية شمال كردفان.
والاثنين، استعاد الجيش السوداني، السيطرة على منطقة “أم سيالة” شمالي ولاية شمال كردفان، بعد معارك مع “قوات تأسيس”.
بينما ادعت “قوات تأسيس” في بيان الاثنين، أنها حققت انتصارا على قوات الجيش في منطقة “أم سيالة” وكبدتها خسائر في الأرواح والعتاد.
وتأتي هذا التطورات بعد 3 أيام من سيطرة الجيش السوداني على منطقتي “كازقيل” و”أُم دَم حاج أحمد” بولاية شمال كردفان، بعد معارك مع “قوات تأسيس”.
وبانفتاح قواته من مدينة الأبيض نحو “أم دم حاج أحمد” شمالها و”كازقيل” جنوبها و”جبل أبو سنون” غربها، يصنع الجيش ما يشبه القوس المتجه نحو إقليم دارفور بغرض استعادة مدنه من “قوات تأسيس”، وفق مراقبين.
وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب)، منذ أيام، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني و”قوات تأسيس” أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين.
وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استولت “قوات تأسيس” على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب منظمات محلية ودولية، فيما أقر قائد تلك القوات محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بحدوث “تجاوزات” من قواته بالمدينة، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر “قوات تأسيس” على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية بالسودان جراء استمرار حرب دامية بين الجيش و”قوات تأسيس” منذ أبريل/ نيسان 2023، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.



