«الهلال الأحمر» يواصل دعم متضرري السيول في السودان
الخرطوم – صقر الجديان
انهار منزل الشاب السوداني عبداللطيف التوم، والمنازل المجاورة بأكملها في ولاية الجزيرة، بفعل الفيضانات والسيول، واضطر مع جيرانه إلى النزوح إلى إحدى المدارس، قبل أن تصل أيادي الإمارات البيضاء، التي تفقدت الجميع وقدمت لهم العون والمساعدة، من غذاء وغطاء ودواء، حسبما أكد التوم، في تصريحات لـ«الاتحاد».
ويضيف التوم، الذي يعيش في ولاية الجزيرة وسط السودان، أن دولة الإمارات بادرت إلى تقديم يد العون والمساعدة، وكانت سنداً للنازحين وقت الأزمة، ضاربة أروع الأمثال في الأخوة والعمل الإنساني.
وأوضح الشاب السوداني أن الإمارات كانت، كما هي الحال دائماً، في مقدمة الدول التي أخذت على عاتقها مهمة مساعدة المناطق المنكوبة في السودان.
يأتي ذلك فيما واصل فريق «الهلال الأحمر» الإماراتي، أمس، إقامة مخيمات إيواء للأسر المتضررة من السيول والفيضانات بولاية الجزيرة، وتفقد المتضررين على الأرض للوقوف على احتياجاتهم، مقدماً لهم المساعدات الإغاثية اللازمة.
وتضرر عشرات الآلاف من سكان الولايات السودانية، إثر الفيضانات والسيول بعد أن تسببت في تدمير آلاف المنازل جزئياً وكلياً، كما تسببت الفيضانات في أوضاع إنسانية متدهورة في ولايات عدة، وهو ما استدعى التدخل الدولي الإنساني لتقديم الدعم والمساعدات للمتضررين.
الدعم والسند
وعقب وقوع الأزمة، قدمت الإمارات دعماً فورياً بقيمة 25 مليون درهم إلى المتأثرين والنازحين بسبب السيول والفيضانات في السودان وبدأت تسيير جسر جوي يحمل مساعدات إغاثية، مساهمة في إنقاذ الأوضاع الإنسانية للمتضررين والعائلات من سكان الولايات المنكوبة.
وتواصلت «الاتحاد» مع عددٍ من سكان السودان تضرر بعضهم جزئياً جراء الفيضانات، وأشادوا في حديثهم بالموقف الإماراتي التاريخي تجاه السودان في محنته، وعن دورها الدائم في تقديم الدعم للدول التي تواجه أزمات إنسانية.
ولحسن حظه لم يتأثر منزل قاسم المحسي، أحد سكان ولاية القضارف المتضررة جزئياً من السيول، لكن أحياء مجاورة لمنطقته شهدت انهيارات جزئية، وتشردت عشرات العائلات، حيث أقاموا في العراء، قبل وصول المساعدات.
ويقول المحسي، الذي تلقى مساعدة إماراتية، إن دولة الإمارات دائماً ما تقف إلى جانب السودان في الأزمات، وآخرها الأزمة الإنسانية جراء السيول والفيضانات، مضيفاً أنها تقوم بمهمة إنسانية أخوية تبرهن على عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، وأيادي الإمارات البيضاء التي لطالما مدت يد العون إلى الجميع في أوقات الأزمات.
وبحسب الإحصاءات، فإن السيول تسببت في هدم قرابة 51 ألف منزل وانهيار 137 مرفقاً من المتاجر والمخازن في نحو 115 قرية بولاية الجزيرة، إضافة إلى تضرر عشرات القرى بولايات أخرى.
الإمارات سند
يقول إدريس محمد، أحد سكان العاصمة السودانية الخرطوم، لـ«الاتحاد»، إنه مثل حال جميع السودانيين، شعر بالقلق من التحذيرات الخاصة بارتفاع منسوب النيل الأزرق إلى 16.5 متر ودخول المياه إلى عددٍ من مناطق جنوب الخرطوم ومخاوف من تفاقم الأمر سريعاً، مثلما حدث في ولايتي كسلا ونهر النيل المجاورتين للعاصمة.
ويقول إدريس، إن الإمارات لا تتأخر عن السودان في أوقات الأزمة، مشيراً إلى أن المساعدات الإماراتية أمر ليس غريباً، لأن الإمارات هي الداعم الأول للسودان في كل موقف إنساني، ويعود ذلك إلى العلاقات القوية بين البلدين على الصعيدين الرسمي والشعبي.
وعن سرعة وصول المساعدات الإماراتية إلى الأسر المتضررة من السيول والفيضانات، قال إدريس، نقدر هذا الدور الأخوي الكبير ووقوف الإمارات إلى جانبنا دائماً، فهي دائماً سند لنا في الأزمات.