سفر وسياحة

بحيرات “أبجاتا شالا” الإثيوبية.. سحر الطبيعة يتحدى الوادي المتصدع

 

ما بين الآمال والمخاوف اتخذت بحيرات “أبجاتا شالا” الإثيوبية موقعا لها، متدثرة بجمال الطبيعة وتهديدات الوادي المتصدع.

هناك على بعد أكثر من 200 كلم عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، يمكنك أن تستمتع بـ” بحيرات أبجاتا شالا”.

ورغم تهديدات الوادي المتصدع في إثيوبيا كجزء من تصدعات شرق أفريقيا الذي يمر عبر إثيوبيا في اتجاه جنوب غربي من تقاطع عفار الثلاثي، تقع بحيرات “أبجاتا شالا” شبه الصحراوية، بإقليم أوروميا لتتحول إلى منطقة سياحية بمناظرها الخلابة متجاهلة مخاوف وتصدعات الوادي الذي يحيط بها.

وبحيرات “أبجاتا شالا” الثلاثة تبلغ مساحتها أكثر من 887 كلم مربعا، حولتها الحكومة الإثيوبية في عام 1971 إلى محمية وطنية، مستفيدة من مناظر الطبيعة الخلابة بنباتاتها المتنوعة، فضلا عن وجود 76 من الثدييات ونحو 463 طائرا.

وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء الإثيوبية، فإن المحمية تمثل نسبة 63% من موارد الطيور في إثيوبيا، كأكبر موطن للطيور المهاجرة، وقالت إن السجلات تشير إلى أن أكثر من 140 نوعا من الطيور من أوروبا وآسيا وأفريقيا تسافر إلى محمية “أبجاتا شالا” الوطنية سنويا.

كل ذلك يميز بحيرات “أبجاتا شالا” الثلاثة عمّا تزخر به إثيوبيا من بحيرات، حيث تجمع ما بين التنوع البيولوجي وتنوع طيورها كمصدر حيوي إلى جانب مناظرها الخلابة والمبهجة للزوار.

وقال بانكي بودومو، مدير إدارة محمية بحيرات “أبجاتا شالا” بإقليم أوروميا، إن منسوب المياه في بحيرات “أبجاتا شالا” زادت مياهه الطبيعية خلال موسم الأمطار الماضي وعزز الحفاظ على الموارد الطبيعية.

وأشاد بانكي بدور السكان المحليين ومساهمتهم الفاعلة في الحفاظ على البئية، وتشجيع الإدارة في القيام بدورها، وقال إن السكان المحليين بدأوا في الاهتمام والرعاية بالمحمية بشكل لائق ويستحق الإشادة.

أضاف أن وعي سكان المنطقة في حماية المحمية ساعد بصورة كبيرة في حمياتها، وزاد آمالها في مضاعفة موارد البحيرة الطبيعية.

وأوضح مدير إدارة المحمية لوكالة الأنباء الإثيوبية أنه على الرغم من التنوع البيولوجي لبحيرات “أبجاتا شالا” وينابيعها الحارة، والإمكانات السياحية التي تتمتع بها المحمية إلا أنها لم تعد وجهة سياحية بالمستوى المطلوب، مشيرا إلى الاهتمام الكبير من قبل المنظمات الدولية في قطاع السياحة.

من جانبه، قال حسين بقلي، مدير برنامج وكالة التنمية المستدامة السويدية، إن هناك منظمات تعمل حول بحيرات أبجاتا شالا، بما في ذلك المنظمات الإنسانية، من بينها الوكالة السويدية للتنمية المستدامة.

وأوضح بقلي أن وكالة التنمية المستدامة السويدية صممت ونفذت مشاريعا مع 5 منظمات إنمائية دولية أخرى لتوفير الموارد السياحية ببحيرات “أبجاتا شالا” وغيرها من البحيرات في إثيوبيا، وقال إن أكثر من 81 ألف أسرة تستفيد من المشروعات المعروفة بـ “مشروعات الوادي المتصدع المتوسط”.

ولفت إلى أن المنظمات الإنمائية الدولية خصصت 5 مليار بر إثيوبي، لتنفيذ مشاريعها التنموية في 9 محليات تقع في إقليمي أوروميا وشعوب جنوب البلاد، وقال إن المشاريع تتمحور في إدارة المياه والحفاظ على التنوع البيولوجي وزيادة إنتاجية المرأة وبناء القدرات.

أضاف أن هذه الأنشطة جزء من برنامج توعية المجتمع حول علاقة السياحة البيئية والتنمية الخضراء، فضلا عن أنه جزء من خلق فرص عمل للشباب المحليين.

وأكد أن الغرض من المشروع هو حماية بحيرة أبجاتا شالا من المخاطر من خلال حماية البيئة والموارد الطبيعية، وتحويلها إلى خدمة اقتصادية وتطويرها كوجهة سياحية تجلب العملة الصعبة للبلاد.

وتعتبر المحميات الطبيعية في إثيوبيا من أهم ما يميزها بدول أفريقيا، والتي تذخر بالحيوانات البرية الموجودة بكثرة، كالماعز البري في منطقة شمال إثيوبيا، وحيوان الكركي في منطقة شعوب جنوب إثيوبيا، وهي من أغنى المناطق بالغابات وحيوان واليا أيبكس والغزال البري، والظبي الوحشي، والجاموس، والثعلب الأحمر، وغيرها، بخلاف أكثر من ثمانمائة وستين نوعا من الطيور.

وتوجد بإثيوبيا أكثر من 20 حديقة أو محمية للحيوانات البرية، كحديقة شمال جبال إثيوبيا بإقليم الأمهرا، و”أومو الوطنية” بإقليم شعوب جنوب إثيوبيا، ومحمية “بالي بارك” العالمية بإقليم أوروميا، وتبعد عن أديس أبابا 450 كلم وتمثل أكبر المحميات إلى جانب “أواش” بإقليم عفار الإثيوبي و”غارلي بارك” بإقليم الصومال الإثيوبي، و”ماغا بارك” بإقليم جنوب إثيوبيا، و”قفتا شراوو” بإقليم التجراي.

وغيرها من الحدائق والمحميات التي تتوزع على الأقاليم الإثيوبية الـ10، بالإضافة إلى إدارتي أديس أبابا ودريداو، اللتين تتمتعان بحكم منفصل عن الأقاليم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى