بدء تشريح «187» جثة مجهولة الهوية بمشرحة أمبدة
الخرطوم – صقر الجديان
قالت صحيفة «التغيير” انها زارت مشرحة أمبدة للوقوف على ترتيبات التشريح والدفن، في المشرحة الحديثة «سعة 1500 جثمان موزعة على 3 ثلاجات كبيرة»، في محاولة لتفادي الوقوع في أخطاء سابقة وحل مشكلة التكدس.
وكشف مدير مشرحة امبدة، محمد أحمد الشيخ لـ «التغيير» عن بدء عمليات تشريح جثامين مجهولي الهوية بمشرحته، الأحد، لأول مرة منذ افتتاحها في سبتمبر الماضي.
وقال الشيخ إن عمليات التشريح تستهدف 136 جثمان لبالغين، و51 جثامين أطفال، متوقعا اكتمال تشريح كافة الجثامين بنهاية يناير الجاري.
و أضاف «سنجري بين 7 إلى 10 عمليات تشريح خلال اليوم الواحد».
مشرحة “المجهولين»
إثر إغلاق مشرحتي بشائر والتميز بسبب تكدس الجثامين، واستقبال مشرحة امدرمان للمتوفيين مع ذويهم فقط، أصبحت مشرحة امبدة هي الوحيدة في ولاية الخرطوم التي تستقبل جثامين المجهولين، وفقاً لمديرها العام.
وقال الشيخ إن المشرحة منذ افتتاحها استلمت حوالي 400 جثة ، كاشفا عن وصول بين 5 إلى 10 جثامين يومية لمجهولي هوية.
«صفر مجهول!
و قطع مدير مشرحة امبدة بامكانية التوصل لعدد «صفر» مجهول في حال تعاونت الشرطة مع المشارح.
وأضاف الشيخ شارحاً حديثه : الشرطة أكدت قيامها بعمل إجراءات السجلات المدنية ل90% من الشعب السوداني، مشيرا إلى سهولة امكانية التعرف على صاحب الجثمان بإدخال بصماته للسجل المدني.
وقال «خاطبنا الشرطة مراراً بأن توفد إلينا أحد منسوبيها مع إمكانية للدخول على السجل المدني ومطابقة البصمات لكنهم لم يستجيبوا!”، ولم يجد الشيخ جوابا لأسباب رفض الشرطة، واصفا الأمر بغير المفهوم!
إجراءات صارمة
وقال مدير مشرحة امبدة لـ «التغيير» إنهم يطبقون اجراءات صارمة في استلام الجثامين المجهولة، التي تتم فقط عبر جهاز الشرطة.
وأضاف: هناك 4 مستندات حددها النائب العام لا نتجاوزها لحظة الاستلام ممثلة في: أورنيك 8، تقرير إثبات حالة الوفاة، أمر تشريح من النيابة، وأخيراً يومية التحري التي تشمل تقرير مسرح الحادث.
ووفقاً لمدير مشرحة أمبدة؛ فإن تشريح المجهولين يختلف عن الجثامين التي يكون معها ذويها، وحرصا على أن تكون تقارير التشريح مهنية تم تكوين لجنة مكونة من طبيب أسنان شرعي إلى جانب طبيبين شرعيين، ويوقع ال3 على التقرير النهائي.
وعانت مشرحة أمبدة من ذات الاتهامات التي طالت مشارح أخرى، و بحسب حديث الشيخ حدثت مشادات كلامية بين العاملين في المشرحة وأهل القتيل مدثر كمال الذي تم قتله في قسم الامتداد.
و “تأخر تقرير التشريح بسبب تأخر عينة سموم في الأدلة الجنائية، مما تسبب في تشكيك مسبق حول التقرير»
اجراءات الدفن
على الرغم من أن التشريح سيجري لحوالي 10 جثامين خلال اليوم الواحد؛ إلا أن الدفن لا يتم فورا بحسب مدير مشرحة أمبدة.
وعزا الشيخ التأخير لإجراء عدد من التجهيزات تتضمن التأكد من الملفات، وتسليم عينة من الحمض النووي «DNA) للأدلة الجنائية للاحتفاظ بها في حال ظهور اهل المتوفي مستقبلا.
و كشف الشيخ عن وجود حالات خاصة تطالب فيها الأجهزة العدلية المشرحة بتقديم تقارير مستعجلة.
وضرب مدير عام مشرحة امبدة مثلا بحادثة مقتل «لص« مجهول على أيدي مواطنين بأحد أحياء الخرطوم، ووجود المتهمين بالحراسات في انتظار تقارير المشرحة ثم موقف النيابة والقضاء نسبة لأنه مجهول الهوية!
وأضاف الشيخ أن رقم ملف المريض لابد أن يتطابق مع رقم القبر الذي سيمنح له في المقابر الخاصة بمنطقة شرق النيل.
وقال سنقوم بايفاد مندوب من المشرحة للمقابر للتأكد من أن رقم القبر يطابق رقم ملف المتوفى، خاصة بعد أن أصبح الدفن يتم عبر لجنة تضم وزارة الصحة والنيابة والطب العدلي والمحلية، التي تكون مسؤولة من تجهيز القبور، وأضاف «هذه طريقة تم اعتمادها لأول مرة، وفي السابق كان الدفن مسؤولية الطب العدلي”.
وكشف الشيخ عن قيام الفنيين بغسل وتكفين الجثامين المجهولة، وأحيانا للموتى من المعلومين.
و قال «أحيانا تكون حالة المتوفي صادمة لأهله بسبب وفاته في حادث على سبيل المثال، فنقوم بالتكفين رأفة بهم».
إقرأ المزيد