ثقافة وفن
بعيدا عن رواياته .. أبرز 5 كتب للأديب السوداني الطيب صالح
الخرطوم – صقر الجديان
تمر اليوم الذكرى الـ12 على رحيل الأديب السودانى الكبير الطيب صالح، أو”عبقرى الرواية العربية” كما جرى بعض النقاد على تسميته، صاحب رائعة “موسم الهجرة إلى الشمال” التى صنفت ضمن قائمة 100 رواية عربية، إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا 18 فبرايرمن عام 2009م.
كتابته تتطرق بصورة عامة إلى السياسة، وإلى مواضيع أخرى متعلقة بالاستعمار، والمجتمع العربى والعلاقة بينه وبين الغرب فى أعقاب سكنه لسنوات طويلة فى بريطانيا تطرقت كتابته إلى الاختلافات بين الحضارتين الغربية والشرقية، الطيب صالح معروف كأحد أشهر الكتاب فى يومنا هذا، لاسيما بسبب قصصه القصيرة، أصدر الطيب صالح ثلاث روايات وعدة مجموعات قصصية قصيرة. حولت روايته “عرس الزين” إلى دراما فى ليبيا ولفيلم سينمائى من إخراج المخرج الكويتى خالد صديق فى أواخر السبعينات حيث فاز فى مهرجان كان، لكن بعيدا عن أدبه كانت له بعض الكتابات الأخرى التى لا تقل إبداعا منها:
منسى إنسان نادر على طريقته
منسى إنسان نادر على طريقته كتاب للطيب صالح نشر فى أول الأمر على حلقات فى مجلة المجلة فى لندن ثم جمعت الحلقات لاحقاً ونشرت فى كتاب، يتعرف الطيب صالح على صديقه الراحل منسى القادم من صعيد مصر، منسى يحمل عدة أسماء وتتميز شخصيته بالعبث وعدم المبالاة، ولكن تلك السمات الشخصية التى امتاز بها توصله إلى أماكن متعدده، وتضعه فى مواقف محرجة، وتجعل منه نجماً بشكل من الأشكال، وذلك ما يرويه الطيب الصالح فى هذا الكتاب.
خواطر الترحال
خواطر الترحال مع الطيب صالح الذى تعتقت أفكاره فى الغربة واختلطت ملامحه السمراء بتلك الملامح المكتسبة التى أضفتها عليه سنوات الترحال والهجرة تجارب الحياة الواسعة التى يسطرها فى هذه المقالات تجسد فهمه للحياة وشؤونها وللسياسة وهمومها وهؤلاء الأشخاص الذين يخيل للقارئ أنه هم، يجسدون جزءاً من تاريخ الرجل الذى استطاع أن ينفد إلى الأعماق وهو يتحدث عنهم، باحثاً عن أمل فى هذا الزمن القلق الذى تنتهى فيه أشياء وتبدأ أشياء.
والمجموعة رغم أنها عبارة عن خواطر سجلها مؤلفها فى فترات متباعدة إلا أنه وبأسلوبه الآخاذ تمكن من جعلها تبدو وكأنها مزيج واحد جمع بين لغتى النثر والشعر التى تميزت بها كتابات الطيب صالح.
فى صحبة المتنبى ورفاقه
فى مقالات هذا الكتاب يقف الطيب الصالح مع قصائد المتنبى وأقرانه من الشعراء وقفة يفكك خلالها نصوصهم ومفرداتهم بأسلوب يتفلت من تقاليد النقد وقيوده المتزمته لكنه يضيء فى الوقت نفسه مساحات لم يلتفت إليها أحد من قبل. فهو يلم بقصائد المتنبى وأبى العلاء وامرئ القيس وأى صحبة خير من صحبة أبى الطيب المتنبى الذى شغل الناس وملأ الدنيا. وأمسك بعنان الشعر. فلم يجاره أحد من قبل ومن بعد, فى مقالات هذا الكتاب يقف الطيب الصالح مع قصائد المتنبى وأقرانه من الشعراء وقفة يفكك خلالها نصوصهم ومفرداتهم بأسلوب يتفلت من تقاليد النقد وقيوده المتزمته لكنه يضيء فى الوقت نفسه مساحات لم يلتفت إليها أحد من قبل. فهو يلم بقصائد المتنبى وأبى العلاء وامرئ القيس وغيرهم مبيناً نوازع كل واحد منهم وهواجس التى أفضت به إلى قول ما قال.
المضيئون كالنجوم: من أعلام العرب والفرنجة
فى هذه المختارات يستشف القارئ مزيج هذه النغمات، ورجالات العرب والفرنجة هم المادة التى اختار الطيب منها نماذجه الإنسانية هذه المرة وشخوص أعماله هم كوكبة من الرجال كان لهم الأثر الواضح فى الحياة الاجتماعية والسياسية والأدبية والاقتصادية فى العالم العربى والغربي.
ذكريات الموسم
ذلك كان جزء من ذكريات مواسم الطيب صالح الشفافة فى معانيها، والسلسة فى أسلوبها والمتبدلة فى حكاياها. والعميقة فى أبعادها، للطيب الصالح قدرة خارقة على الرؤية والاستبصار والنفاذ إلى أدق الأمور، وهذه ملكة الفنان فيه، وهو إلى جانب عمله هذا، لم يعتمد فى سائر أعماله الأدبية على هذه الموهبة وحسب بل هو شحذها شحذاً حاداً بالثقافة العربية فتزود منها كل ما وسعته المقدرة على التزود، فقرأ المعاصرين وثملتهم، وهضم أعمالهم، وغاص فى التراث فاستلهم روحه، وتسلح بمعرفة شواهقه، وعايش الثقافة الغربية فكراً مكتوباً فقرأ أعمال الكلاسيكيين والمعاصرين الأوروبيين، وعاش الحضارة الأوروبية أنماط سلوك وطريقة حياة ومنهج تفكير. بالإضافة إلى ذلك وباختصار شديد فالطيب نراه فى أعماله ابناً للتمازج الحضارى والعرقى العربى الأفريقى السوداني، وأعماله إنما هى مزيج هذه النفحات، وشخوصها هى الرجال والنساء والأطفال الذين يحفل بهم السودان، وهم على أية حال لا يختلفون كثيراً عن نماذج بقية الناس.