أخبار السياسة العالمية

تأزم الوضع الأمني في الصومال .. وفرماجو كلمة السر

مقديشو – صقر الجديان
تأزم الوضع الأمني في الصومال، تحت رئاسة محمد عبدالله «فرماجو»، وباتت مقديشو مرتعًا للعمليات الإرهابية، كما أنهكت قوات الجيش والشرطة في العديد من الصراعات لحل الأزمات السياسية في البلاد.
وبدت الساحة الصومالية خالية من الأمن، في مواجهة هجمات حركة «الشباب» الإرهابية التي استغلت انسحاب القوات الأمريكية وصراعات الساسة في البلاد.
ويعاني الصومال منذ ثلاثة عقود أزمات سياسية وتهديدات أمنية، لعبت فيها الحرب الأهلية بين العشائر والقبائل دورًا كبيرًا، وزادت من حدتها التدخلات الدولية والإقليمية والتنافس على الموقع الإستراتيجي المهم للبلاد في القرن الأفريقي.
وخلال فبراير 2021، انتهت المدة الدستورية لولاية الرئيس المعروف بـ«فرماجو»، ما دفع المعارضة لاعتباره رئيس البلاد السابق، رافضين قيادته مرحلة انتقالية لإجراء الانتخابات.
انسحاب القوات الأمريكية من الصومال
رأت الإدارة الأمريكية تحت قيادة الرئيس السابق دونالد ترامب أنه لابد من انسحاب القوات الأمريكية من الصومال، بعدما شعرت أن الحكومة المؤقتة في الصومال قد تستطيع إيقاف هجمات حركة الشباب وتنظيم داعش الإرهابييين.
ومثل قرار الولايات المتحدة، صدمة في الأوساط الأمنية والقطاع العسكري بالصومال، إذ لعبت تلك القوات دورًا كبيرًا في محاربة الإرهاب وتنفيذ عمليات استباقية وغارات جوية متواصلة وتوفير تقارير استخباراتية للقوات الخاصة التي دربتها ومولتها واشنطن منذ عام 2014 .
توتر بين الحكومة الفيدرالية والأقاليم
لم يستطع محمد عبدالله «فرماجو» حل الأزمات الداخلية طيلة فترة حكمه، الأمر الذي أدى إلى تعقد المشهد في البلاد، حيث ثمة مشكلة داخلية أخرى تؤثر على عمليات حفظ الأمن والاستقرار في الصومال، وهي التوتر بين الحكومة الفيدرالية وحكومات الأقاليم، وخاصة إقليم جوبالاند.
وتدهورت العلاقات بسبب الخلاف السياسي حول تقاسم السلطة، فبينما تريد الأقاليم مزيدًا من الحكم الذاتي، تريد الحكومة المركزية تعزيز سلطة المركز على حساب الأقاليم.
وكانت التوترات بين المركز والأطراف حول توزيع الموارد الاقتصادية والسلطة السياسية من أبرز أسباب عدم الاستقرار في الصومال منذ انهيار نظام الرئيس «محمد سياد بري» في عام 1991.
وفي السنوات الأخيرة، تركزت جهود تحقيق الاستقرار على تحقيق التوازن بين سلطة المركز والأقاليم وفقًا للنظام الفيدرالي، غير أن الحكومة الحالية برئاسة «فرماجو»، تريد إعادة مركزية السلطة، وهذا من شأنه أن يضعف مقديشو بشكل كبير ويعزز الانقسام.
كما أحدثت حركة «الشباب» الإرهابية في الصومال، زيادة في حالة التردي الأمني بالبلاد منذ نشأة الحركة التابعة لتنظيم «القاعدة»، وساعد على ذلك التراخي الذى أبداه كل من «فرماجو»، و«فهد ياسين» رئيس الاستخبارات الصومالية، تجاه اتخاذ قرارات فاعلة في مواجهة الإرهاب، ما أدى إلى توسع نطاق العمليات الإرهابية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى