تحذيرات وتنبؤات يفغيني بريغوجين التي وردت في رسالته التي تم العثور عليها في ملفات البشير.. ماذا تضمت؟
الخرطوم – صقر الجديان
إن الوضع الإقتصادي والسياسي الذي يشهده السودان اليوم يعتبر مزريا للغاية وشبيه نوعا ما بالأوضاع التي كان يعيشها إبان السنة الأخيرة من حكم البشير، رغم أن البشير في ذلك الوقت كان بإمكانه تفادي سخط الشعب السوداني الذي ما لبث حتى ثار ثورة البركان في وجه حكومته التي لم تتحمل موجة الغضب حتى تم اجتثاثها من مكانها، ولعل من بين أبرز الوسطاء الذين تدخلوا لإنقاذ الوضع في السودان خلال اندلاع المظاهرات التي اقتلعت حكومة البشير هو رئيس الشركة الروسية الخاصة ” فاغنر” يفغيني بريغوجين حين وجه رسالة إلى المخلوع عمر البشير في 17 من شهر مارس / آذار 2019، تأسف من خلالها على اللامبالاة و التقاعس الذي تمارسه الحكومة السودانية والذي “أدى إلى تفاقم الأزمة” في البلاد، وأضاف بأنه غير راض على عدم وجود خطوات فاعلة من قبل الحكومة للتغلب على الأزمة، وأكد أن هذه العوامل من المرجح أن تؤدي إلى عواقب سياسية أكثر خطورة مما عليه آنذاك، وقد تداولت العديد من الصحف العالمية نص هذه الرسالة في ذلك الوقت على غرار “سي آن آن” الأمريكية وغيرها من الصحف الأمريكية والأوروبية.
ولمن يتذكر جيدا تلك الحقبة سيجد أن المظاهرات جرفت القصر الجمهوري وتمكنت من انتزاع البشير بعد شهر من تلقيه رسالة بريغوجين، أي أن التحذيرات والمخاوف التي شدد عليها رئيس الشركة الروسية الخاصة كانت في محلها، وهذا بسبب تهاون حكومة البشير في الأخذ بالنصائح التي قدمت له من قبل السيد بريغوجين.
وتجدر الإشارة أنه قبل هذه الرسالة التي نشرتها صحيفة “سي آن آن” الأمريكية، كانت هناك رسالة أخرى لم يتم التطرق إليها آنذاك من قبل وسائل الإعلام والتي تم العثور عليها في وثائق المعزول عمر البشير، ويعود تاريخ تلقي الرسالة في 23 من شهر ديسمبر 2018، أي ثلاثة أشهر فقط قبل الإطاحة بالبشير، وحذر من خلالها كذلك رجل الأعمال الروسي بريغوجين الرئيس المعزول عمر البشير من تدهور الوضع في البلاد ومن خطورته، مشددا على أن الحكومة يجب عليها الهرع إلى الإصلاحات الإقتصادية اللازمة لتفادي غضب الشعب السوداني، ونبه البشير على أنه إن لم يتدارك الوضع فستسوء الأوضاع في البلاد وستندلع أزمة سياسية جارفة فيها عن قريب وهو فعلا ما حدث.
ويرى خبراء ومحللون سياسيون مختصون بالشأن السوداني أن الرسائل التي وجهها رئيس الشركة الروسية الخاصة “فاغنر” يفغيني بريغوجين إلى البشير كانت تحمل حلولا جذرية لحل الأزمات التي كان يعاني منها السودان آنذاك وكانت فيها نصائح قيمة للحكومة لو اتبعتها لما آلت الأمور إلى الأسوأ ولكان الشعب السوداني يعيش في ترف الآن.