تردي بالغ وانتشار مرض جلدي معدٍ في مركز إيواء بشرق السودان
بورتسودان – صقر الجديان
يسيطر قلق بالغ على مجموعة من الأمهات في مركز إيواء بمدينة بورتسودان شرقي السودان، جراء انتشار مرض جلدي معدي الذي أصاب 11 طفلًا خلال أسبوع واحد، وسط غياب كامل لوزارة الصحة.
وتعيش النساء في معسكر بيت الشباب بحي سلبونا، أوضاعا معيشية متردية من الجوع والمرض بسبب انقطاع الإمداد الغذائي من قبل المنظمات المحلية والعالمية لأكثر من شهرين، بجانب تردي البيئة وتراكم النفايات وانقطاع الكهرباء عن المقر قرابة الشهر.
وقالت النازحة مناسك عمر، لـ “سودان تربيون”، الخميس؛ إن “أبنها أصيب بالمرض الجلدي المعدي، بعد التقاطه العدوى من داخل المعسكر”.
وأشارت إلى أنها أخطرت مجلس رعاية الطفولة بحالات المرض الآخذة في الانتشار، كما أبلغت عدد من الجهات دون أي تدخل، على الرغم من أن الاطفال يعانون من سخونة الجو وتراكم الذباب.
وقال المجلس القومي لرعاية الطفولة لـ “سودان تربيون”، أنه أبلغ وزارة الصحة بتلك الحالات ووعدت بإجراء اللازم.
ويضم معسكر بيت الشباب 488 إمراه بينهن سوريات وسودانيات ويمنية وفرنسية، حيث كان المعسكر خاص باللاجئين السوريين، قبل أن تنضم اليهن سودانيات نزحن بسبب الحرب.
وعلى صعيد الاوضاع المعيشية القاسية، أكدت وفاء عصام سورية الجنسية لـ “سودان تربيون” من داخل معسكر بيت الشباب فرع سلبونا، على أنها “تعيش على وجبة واحدة خلال اليوم، تحصل عليها بمجهود ذاتي”.
ولفتت إلى أن المعسكر، لم يتلق أيّ مساعدات منذ أشهر طويلة، عدا من منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “يونيسيف” التي تلتزم بوجبة إفطار للأطفال.
وشكت وفاء عصام سوء الحال، قائلة “لا نستطيع تلبية ابسط احتياجاتنا كنساء.. لأننا لا نملك قيمة ما نحتاج”.
وتابعت: “شركة الكهرباء سجلت مخالفة على المبنى بقيمة 700 ألف جنيه وبناء على ذلك تم قطع الكهرباء لفترة طويلة، عانينا فيها من ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة”.
وتنصب داخل مقر بيت الشباب خيم لليونيسيف، حيث رصدت “سودان تربيون”، توزيع المنظمة الأممية وجبة إفطار للأطفال عبارة عن معكرونة بالصلصة لاقت انتقادا واسعا من الامهات بعد رفض أطفالهن تناولها.
وقالت أماني، وهي ام لعدد من الأطفال، إن الوضع بالمعسكر مزر للغاية، حيث يفتقد أبسط مقومات العيش، وانهم يعانون من المرض والالتهابات نتيجة للبيئة المتردية.
وأضافت: “أن نُصاب بالمرض، فهذا أمر طبيعي في ظل تعطل الصرف الصحي الذي تفوح منه روائح كريهة، مما يجعلنا نلجأ لقضاء الحاجة عند الجيران وهو امر صعب للغاية اناء الليل”.
وأكدت وصول مواد عينية من الهلال الاحمر السوداني، عبارة عن حبوب وكمية مقدرة من الزيوت، مشيرة إلى أنهن يجدن صعوبة في طحن الحبوب، كما أنهن في حاجه للفحم حتى تحويلها إلى وجبة في ظل عدم امتلاكهن الأموال لشرائه.
ولاحظت “سودان تربيون”، عدم الاهتمام بنظافة المعسكر مع انتشار كثيف للذباب، وهو ما عزته أماني لعدم امتلاكهن المال لشراء الصابون وأدوات النظافة، كما أن المياه القليلة يتم الاحتفاظ بها للشرب.
وتواجه ولاية البحر الأحمر أزمة مياه مزمنة حيث تعتمد المدينة في العادة على محطات التحلية الصغيرة، ومع اكتظاظ العاصمة بورتسودان بالوافدين تتفاقم المعاناة في الحصول على المياه النقية.