تصاعد الدعوات النسوية في السودان لوقف الحرب بين الجيش والدعم السريع
الخرطوم – صقر الجديان
ارتفعت الأصوات النسوية المطالبة بإيقاف الحرب في السودان مع استمرار التصعيد العسكري على الأرض بشكل كبير، وتنادت أجسام ومكونات نسوية لوقف الانتهاكات والعنف الذي يطال الاف النساء منذ بدء القتال في 15 أبريل الماضي.
وشاركت مجموعة من الكيانات النسوية في ندوة اسفيرية للاتحاد النسائي السوداني عقدت الثلاثاء الماضي سلطت الضوء على أوضاع النازحات بمراكز الإيواء وتداعيات الحرب، في إطار حملة الـ 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة.
وتواجه النساء النازحات أنواع مختلفة من العنف بسبب الأوضاع القاسية التي انتجتها الحرب بين الجيش والدعم السريع.
وطالبت ورقة بعنوان “العنف والحرمان من الحقوق” قدمتها الكاتبة الصحفية مديحة عبد الله بان يكون وقف الحرب أولوية للحراك النسوي والتصدي للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية.
ولفتت الى أن توسع القتال خلف معاناة للمرأة السودانية بمراكز الإيواء التي تحولت إلى قطاع غير منظم وتحولن لبائعات أطعمة مشيرة الى ضياع حقوق أساسية تكفل لهن الاستقرار الاقتصادي.
وتحدثت عبد الله عن أن القطاع غير المنظم ادى الى توسع الانتهاكات وتعريض النساء للمضايقات والضرب من رجال الأمن والشرطة.
واكدت أن الدولة تعد جزءا من العنف والانتهاكات التي تعرضت لها النساء، بجانب الخوف والرعب وعدم توفر الأمان نتيجة عنف الدولة والسياسات الموجودة لعدم ممارسة حقهن في الحياة.
ولفتت الي ما اسمته بالهشاشة الاقتصادية التي قالت إنها تمثل قمة العنف الاقتصادي والبنيوي والاجتماعي، واوضحت أن الوضع داخل مراكز الإيواء غير مرضى للنساء الحوامل والمرضعات رغم وجود دعم اساسي من بعض المنظمات في الولايات.
ووصفت عبد الله البيئة في مراكز الايواء بأنها غير مواتية للحياة مشيرة الى وجود مظاهر للموت نتيجة انتشار الاوبئة والأمراض بجانب مشاكل مياه الشرب ودورات المياه.
ووصفت ما تواجهه النساء بـ” القهر النفسي” نتيجة الوضع السيئ الذي يعشنه، ومحاولة التنفيس عن تلك الأوضاع بالبكاء المستمر أو العزلة.
وأضافت “وجدت آلاف النساء أنفسهن يتحملن مسؤولية الاسرة من ناحية اقتصادية واجتماعية وسط ظروف قاسية في مراكز ايواء النازحين، التي تجاوزت الـ 400 مركز”.
ووصفت عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد النسائي السوداني سمية علي إسحاق وضع النازحات بمراكز الإيواء بالسيئة نتيجة انتشار الأوبئة -حمى الضنك، الكوليرا-، بجانب عدم توفر بيئة صالحة للنساء الحوامل والأطفال.
وقالت إن النساء يعملن في خدمة المنازل لتوفير احتياجاتهن بجانب التي توفرها الجهات الداعمة والتي قالت إنها لا تكفي.
وابانت ان النساء لم يشاركن في الحرب بل هن صانعات الثورة ويجب اشراكهن وتمثيلهن في أجهزة الدولة ليكن جزءا من صنع القرار.
وطالبت اسحق بتوفير الحماية اللازمة للنازحات، مشيرة الى منظمات طوعية تقدم العون في مراكز الايواء لكنه غير كافي لذلك تعمل النساء في أنشطة إضافية.
وطالبت عائشة خليل خلال مداخلتها في الندوة بتضافر جهود النساء لإيقاف الحرب التي أدت الى التشرد والنزوح، ودعت الى انضمام كل الرؤى لتشكيل قوة ضغط من أجل إيقاف الحرب.
ولفتت الى مشكلة تواجه النازحات المستضافات لدى الأسر حيث لا يشملهم دعم المنظمات، مبينة صعوبة الوصول إليهن وحصرهن، كما تحدثت عن مواجهتهن لتحديات ورفض المجتمع المضيف بجانب العداء والتشهير وخطاب الكراهية.
وأكدت عدم كفاية العون وحساسية قضايا النساء واحتياجاتهن، كما أن اغلب المنظمات لا تهتم بالصحة الانجابية.
ودعت ممثلة حملة نساء ضد الظلم إحسان عبد العزيز خلال مداخلتها الى تسليط الضوء على الانتهاكات ولفت انتباه العالم عبر إحصائيات وبيانات دقيقة ترصد كل التجاوزات.
وكشفت أن انتهاكات النساء وصلت حد تجارة الرق بالنساء، وأن منظمات المجتمع المدني تمكنت من إثبات وتأكيد حالات اختطاف النساء وبيعهن لأول مره في تاريخ السودان.
وقالت انعام هارون احدى المشاركات في الندوة إن الاستغلال والعنف الجنسي أصبح أحد الوسائل التي تستغل بها النساء نتيجة العوز الاقتصادي.
واختتمت الندوة بالدعوة لتقوية الجبهة النسائية لإيقاف الحرب فضلا عن العمل الميداني المتقدم، وتصعيد العمل الجماهيري لإيقاف الحرب والتخطيط لرؤية للوضع بعد الحرب.