تعاظم المخاوف من اندلاع حرب أهلية شاملة في دارفور
الجنينة – صقر الجديان
حذر مسؤول رفيع بولاية غرب دارفور، الثلاثاء، من مغبة اندلاع حرب أهلية تشمل كل الإقليم، عقب نهب أسلحة تقدر بالآلاف من مخازن الأجهزة الأمنية بمدينة الجنينة.
وشهدت الجنينة خلال الإسبوع الفائت، أعمال عُنف دامية عقب تحول الصراع بين الجيش والدعم السريع الذي بدأ في 15 أبريل الفائت، لقتال بين المساليت والقبائل العربية راح ضحيتها أكثر من 90 شخص وتدمير هائل طال البنى التحتية ونهب واسع للمؤسسات الحكومية ومقار المنظمات الدولية ومنازل المواطنين.
وقال المسؤول الذي فضل حجب اسمه وفقا لـ”سودان تربيون”، إن “مسلحين يعتقد تبعيتهم لإثنية المساليت، تمكنوا من إمتلاك نحو 7 الف قطعة سلاح من بينها أسلحة ثقيلة عقب فتح مخزن يتبع لرئاسة شرطة ولاية غرب دارفور إبان الاقتتال الدامي الذي شهدته الولاية خلال الأيام الفائتة”.
ورأى بأن امتلاك القبائل المتنازعة للسلاح الحكومي مؤشر لحرب أهلية شاملة متوقع حدوثها خلال فترة وجيزة.
واتهم المسؤول جهات عسكرية لم يسمها بتسهيل وصول المسلحيين القبليين لمواقع تخزين السلاح الحكومي ونهبه في محاولة منها لإشاعة الفوضى وانفراط عقد الأمن.
وأوضح بأن لجنة أمن الولاية طلبت من قيادات الإدارة الأهلية المُساعدة في إرجاع السلاح المنهوب لمخازن الشرطة، دون جدوى – وفقاً لتعبيره.
ولكن محمد حسب الله وهو قيادي بقبيلة المساليت نفى في حديثه لـ”سودان تربيون”، أي علاقة لقبيلته بنهب أسلحة من مخازن تتبع للحكومة، أو وجود اي نية لهم لتسليح انفسهم لمواجهة حرب جديدة محتملة، واتهم قوات الدّعم السريع بالمشاركة في القتال القبلي الأخير وتسليح ذويهم من إبناء القبائل العربية.
ونوه بأن المجموعات العربية في ولاية غرب دارفور، تمتلك أسلحة لا تتوافر حتى لدى الحكومة، كاشفاً عن وصول مجموعات مسلحة من مناطق متفرقة من ولايات دارفور علاوة على وصول مجموعات أخرى من دولة تشاد برغم إغلاق الحدود خلال الأيام القليلة الماضية نواياهم المشاركة في أي قتال جديد قد يندلع.
وأشار إلى أن حكومة الولاية لا وجود لها منذ أكثر من 10 أيام، وهي تركت المواطنين لوحدهم يواجهون مصيرهم.
وتابع: “الجيش يتواجد في مقراته وكذلك الشرطة وجهاز المخابرات انسحبوا من مواقعهم وتركوا المليشيات المسلحة تستبيح الولاية وتواصل توافدها من مواقع مختلفة”.
ووقعت إثنية المساليت والقبائل العربية، الاثنين، اتفاق وقف عدائيات نص على فتح الطرق والأسواق وفتح الحدود مع دولة تشاد، ولكن الاتفاق الذي رعاه سلطان عموم دار مساليت سعد عبدالرحمن بحر الدين واجه برفض وانتقادات واسعة لكونه تجاهل محاسبة الضالعين في عمليات القتل على أساس عرقي ونهب ممتلكات المواطنين.
ويتداول ناشطون من دارفور، تسجيلات صوتية تنادي بضرورة استعداد المجموعات العربية في كل من تشاد والنيجر والتي لديها امتدادات في دارفور بغرض المشاركة في قتال محتمل في الإقليم.
وفي المقابل أطلق ناشطون من ابناء القبائل الافريقية دعوات للتسليح للإنتقام من قوات الدّعم السريع.
وتتهم قوات الدّعم السريع بالمشاركة في القتال القبلي الذي شهدته مناطق واسعة في دارفور خلال الثلاث أعوام الماضية اخرها ما جرى في بلدة “بليل” بولاية جنوب دارفور حين قتل نحو 15 مواطن في هجمات متفرقة نفذتها مجموعات تتبع للقبائل العربية على عدد من قرى البلدة التي تقطنها إثنية الداجو.
بدوره، قال رئيس شورى قبيلة القمر أبكر التوم لـ”سودان تربيون” إن الأوضاع في كل إقليم دارفور مُرشحة للانفجار تحت أي لحظة، في ظل استمرار التحشيد العسكري للمجموعات السُكانية علاوة على بدأ قوات الدعم السريع نقل أعداد كبيرة من جنودها في القرى والفرقان لكل من مدينة نيالا نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، والجنينة بغرب دارفور خلال الأيام القليلة الماضية.
ووجه إنتقادات لاذعة إلى لجنة أمن ولاية غرب دارفور واتهمها بالوقوف وراء المجازر الدموية التي طالت المواطنين عقب سماحها للمليشيات القبلية استباحة مدينة الجنينة وقتل أعداد كبيرة من المواطنين ونهب المؤسسات الحكومية ومقرات المنظمات الأممية.
وأشار إلى أن قيادة الفرقة 16 مُشاه بولاية جنوب دارفور لم تعترض على التحركات المُريبة التي تقوم بها قوات الدعم السريع في مدينة نيالا ومحاولة ترتيب صفوفها لهجمات محتلمة.
وأضاف: ” نيالا الآن قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر تحت اي لحظة في ظل ما نشاهده من تسليح للكل وتحت انظر السلطات الحكومية”.
وأفلحت وساطة قادها زعماء من الإدارة الأهلية ووالي جنوب دارفور حامد التجاني هنون، في التوصل لوقف قتال مؤقت بين الجيش وقوات الدعم السريع عقب قتال ضاري بين المجموعتين تسبب في قتل عدد كبير من المدنيين، ولكن هذا القتال مرشح لأن يتجدد ويتحول لطابع قبلي في ظل استمرار توافد المسلحيين القبليين لمناطق خاضعة لسيطرة قوات الدّعم السريع في شرق نيالا.