توافق بين «صمود» والاتحاد الإفريقي على قيادة السودانيين للعملية السياسية

ابوظبي – صقر الجديان
قال التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود”، السبت، إن رئيس الائتلاف عبد الله حمدوك ومفوض الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف، اتفقا على قيادة السودانيين للعملية السياسية.
ويخطط الاتحاد الإفريقي لإطلاق عملية سياسية في أكتوبر المقبل، بعد إجرائه سلسلة مشاورات مع القوى السياسية والجماعات المسلحة، دون أن يستطيع إحداث اختراق في تباين رؤى هذه القوى حيال مستقبل الحكم في البلاد.
وعقد عبد الله حمدوك ومحمود علي يوسف، الجمعة، لقاءً في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.
وقال قيادي بارز في التحالف، إن لقاء حمدوك ويوسف “تناول دور الاتحاد الإفريقي في حل النزاع، والاتفاق على عملية سياسية ذات مصداقية بقيادة السودانيين تحت مظلة الاتحاد الإفريقي”.
وأفاد بتطابق وجهات نظر الطرفين حول عدم وجود أي حل عسكري للنزاع في السودان، مشيرًا إلى أنهما اتفقا على استمرار التنسيق بين تحالف صمود والاتحاد الإفريقي فيما يتعلق بالعملية السياسية ودور الاتحاد الإفريقي خلال الفترة القادمة.
وقال عبد الله حمدوك، في تصريح صحفي، إنه بحث مع محمود علي يوسف الدور المرجو من الاتحاد الإفريقي في وقف الحرب وتحقيق السلام والاستقرار في السودان.
وأشار إلى أن اللقاء تناول الأزمة السودانية الناجمة عن الحرب المدمرة وآثارها الإنسانية الكارثية على السودانيين وضرورة وقفها، كما استعرض رؤية تحالف صمود لإنهاء النزاع.
ونقل حمدوك عن مفوض الاتحاد الإفريقي تأكيده على عدم وجود حلول عسكرية للنزاع القائم، وتأكيده على بذل التكتل القاري جهودًا لتحقيق السلام عبر عملية سياسية ذات مصداقية.
تساؤلات عرمان
وفي السياق، قال رئيس الحركة الشعبية ـ التيار الثوري الديمقراطي، إن الحديث عن تقديم الاتحاد الإفريقي دعوة للقوى المدنية لإطلاق عملية سياسية “تطرح أسئلة أكثر من أن تقدم إجابات”.
وتساءل عرمان عن الجهة التي صممت العملية السياسية، وأطرافها، وهدفها النهائي، وصلتها بوقف الحرب، ومدى التزام أطراف النزاع بدعوة المشاركة في العملية المزمع إطلاقها في أكتوبر المقبل.
وأضاف: “هل يمكن أن يبدأ حوار سياسي بين أطراف مشاركة في الحرب وأخرى رافضة لها بإدراج الجميع تحت مسمى القوى المدنية؟ وهل يمكن البدء في عملية سياسية دون مخاطبة الكارثة الإنسانية كمدخل لها، ودون آليات لحماية المدنيين؟”.
وتابع: “هل يمكن البدء في عملية سياسية مع استمرار الحرب ودون وقف إطلاق نار إنساني؟ وما هو دور الاتحاد الإفريقي في مخاطبة أكبر كارثة إنسانية على مستوى العالم تدور في القارة الإفريقية وفي السودان تحديدًا؟ وما صلة ما يقوم به الاتحاد الإفريقي بالرباعية وجدة ومبادرة دول الجوار وغيرها؟”.
وشدد ياسر عرمان على ضرورة الحصول على إجابات على هذه الأسئلة في حوار مشترك مع الاتحاد الإفريقي قبل الشروع في أي عملية سياسية.
ودعا إلى ضرورة جعل العملية السياسية حزمة واحدة تعالج الكارثة الإنسانية وحماية المدنيين، بمشاركة فعلية للقوى المناهضة لاستمرار الحرب، ومشاركة السودانيين في تصميم العملية.
وأردف: “السلام المستدام لن يتأتى إلا بالاستجابة لمطالب الانتقال المدني الديمقراطي، والمحاسبة على جرائم الحرب، ومعالجة الجذور التي أدت إلى الحرب، وأي محاولة لاستبعاد قوى الثورة والديمقراطية والتغيير وتهميشها لن يستديم السلام”.
ويرفض التيار الثوري وتحالف صمود مشاركة القوى السياسية المرتبطة بالنظام السابق والجيش في العملية السياسية، بذريعة ضلوعها في إعاقة الانتقال المدني، وإصرارها على حسم النزاع بالوسائل العسكرية، كما ابدى ذات التيار الثوري تحفظات على العمل في سياق تحالف “صمود” وقرر تجميد مشاركته فيها باستثناء الأمانة العامة للتنظيم.