توثيق دفن (203) شخصاً قُتلوا بيد الدعم السريع في «المالحة» بشمال دارفور
المالحة – صقر الجديان
قال مرصد حقوقي، الثلاثاء، إنه وثّق دفن نحو 203 أشخاص قُتلوا على يد قوات الدعم السريع في مدينة المالحة بولاية شمال دارفور.
وسيطرت الدعم السريع على البلدة في 20 مارس المنصرم، وهي منطقة استراتيجية تُعد ملتقى طرق بين الدبة شمالًا، وحمرة الشيخ شرقًا، والفاشر جنوبًا، قبل أن ترتكب انتهاكات مروعة بحق السكان.
وقال مركز المالحة لحقوق الإنسان، في بيان تلقته “شبكة صقر الجديان”، إنه “بعد مرور أكثر من شهر على هجوم الدعم السريع على المالحة، تم دفن 203 أشخاص قُتلوا بواسطة قوات الدعم السريع بمناطق متفرقة من المدينة”.
وأفاد بأن القوات قتلت أعدادًا كبيرة من المواطنين داخل المنازل أو أثناء الخروج من المدينة، بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن.
وكشف عن وجود أعداد من المفقودين لم يتم التعرف على أماكنهم حتى الآن، متهمًا قوات الدعم السريع بممارسة إفقار ممنهج عبر السرقات التي طالت الأسواق والمنازل، بالإضافة إلى الإتلاف الممنهج مثل عملية الحرق التي طالت الأسواق والمنازل.
وتحدث البيان عن نزوح أكثر من 98% من مواطني المدينة، بما يعادل نحو 110 آلاف أسرة، إلى القرى والمناطق الأخرى، يعيشون في أوضاع إنسانية غاية في السوء لندرة الغذاء والمياه ومواد الإيواء، وانعدام شبه تام للمساعدات الإنسانية، إضافة إلى توقف التجارة، مما ينذر بكارثة إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه الآن.
وأكد وجود أزمة كبيرة في مياه الشرب في المدينة بسبب انعدام الوقود في محطات المياه مع توقف بعضها بسبب الأعطال، داعيًا المنظمات والجهات الإنسانية والخيرية إلى العمل على توفير المساعدات الإنسانية الضرورية، وخاصة الغذاء والمياه والدواء ومستلزمات الإيواء والنظافة.
وفي 24 مارس الماضي، ذكرت منظمة الهجرة الدولية أن 15 ألف أسرة، بعدد أفراد يصل إلى 75 ألف شخص، نزحوا من المالحة بسبب الاشتباكات، حيث كانت المنطقة خاضعة لسيطرة قوات من الجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة.
وقال مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في السودان “أوتشا” إن النزوح من المالحة يُشير إلى تدهور خطير في الوضع الإنساني المتردي أصلًا في شمال دارفور، في ظل تصاعد الأعمال العدائية، بما في ذلك داخل وحول مدينة الفاشر.