توقف معظم التكايا في الفاشر وسط حصار وقصف مكثف من قوات تأسيس

الفاشر – صقر الجديان
أعلن متطوعون في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، الأحد، عن توقف أغلب التكايا التي كانت تقدم وجبات غذائية للسكان المحاصرين، بعد نفاد كامل للسلع الغذائية جراء استمرار الحصار وتدمير الأسواق، فيما تصاعدت الاتهامات لقوات تأسيس باستخدام غازات سامة خلال حملة قصف شنّتها على المدينة في اليومين الماضيين.
ويعيش سكان العاصمة التاريخية لإقليم دارفور أوضاعًا إنسانية بالغة الصعوبة نتيجة الحصار المفروض على المدينة منذ أبريل 2024، إلى جانب الاشتباكات المستمرة بين أطراف النزاع العسكري هناك.
وتحذر منظمات محلية ودولية من كارثة إنسانية وشيكة في حال لم تُفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الغذائية والدوائية.
وقال مشرف على إحدى التكايا التي كانت تقدم وجبات يومية لأكثر من ثلاثة آلاف شخص إنهم “عجزوا اليوم عن إعداد الوجبة اليومية بسبب عدم توفر أي مواد غذائية داخل المدينة”، مضيفًا أن كل محاولاتهم لتأمين إمدادات جديدة فشلت تمامًا.
وأوضح المتحدث أن مسيّرات تابعة لقوات تأسيس قصفت خلال الأسبوعين الماضيين الأسواق البديلة التي كان يعتمد عليها الأهالي، من بينها سوق محطة “أبوقرون”، كما دُمرت عشرات المتاجر الصغيرة في حي الدرجة الأولى، ما أدى إلى انهيار شبه كامل للوضع المعيشي داخل المدينة.
وخلال الأسابيع الماضية، بدأت قوات تأسيس في استخدام طائرات مسيّرة قادرة على اختراق التحصينات تحت الأرض، حيث دمرت الملاجئ التي أقامها الجيش وحلفاؤه في الأجزاء الجنوبية الغربية والشمالية من المدينة، واستهدفت مراكز إيواء النازحين، مما أتاح لها التوغل أكثر في عدد من الأحياء وتضييق الخناق على مقار الجيش والقوة المشتركة.
وقالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر إن سعر جوال “الأمباز”، الذي كان يُستخدم كعلف للماشية وأصبح وجبة أساسية للإنسان، وصل إلى نحو 2 مليون جنيه سوداني وسط ندرة خانقة في المعروض وشُح في السلع الغذائية، ما جعل الحياة في المدينة أشبه بصراع يومي من أجل البقاء.
وأضافت أن توقف معظم التكايا عن تقديم الوجبات جاء نتيجة عدم القدرة على شراء المواد الأساسية مثل الأمباز والذرة والأرز.
وذكرت التنسيقية أن الكارثة الإنسانية في الفاشر تجاوزت حدود الاحتمال، مؤكدة أن الوضع يتطلب تدخلًا عاجلًا من الجهات الإنسانية والدولية لإنقاذ ما تبقى من أرواح وفتح ممرات آمنة لإدخال الغذاء والدواء وكسر الحصار.
وفيما يخص استخدام الغازات السامة، اتهمت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر قوات تأسيس بإطلاق مقذوفات غريبة عبر مسيّرات خلال الأيام الماضية، نقل عن شهود عيان ظهور روائح غريبة وقوية يُرجح أنها مواد كيميائية.
وأكدت مصادر طبية إصابة عدد من الأشخاص بتشنجات وهلوسة وتقيؤات نتيجة استنشاقهم لهذه الغازات، حيث جرى نقلهم إلى المستشفى، موضحة أن القوات استخدمت مسيرات انتحارية مزودة بأسطوانات ألمنيوم وقوارير بلاستيكية صغيرة لنشر هذه المواد الكيميائية.