حالات حمل وسط فتيات تعرضن لاعتداءات جنسية أثناء حرب الخرطوم
نهر النيل – صقر الجديان
تواجه مئات النازحات الهاربات من جحيم الحرب التي اندلعت في الخرطوم منذ نحو اربعة أشهر، أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد بعد وصولهن معسكرات إيواء شيد بعضها بمجهودات فردية بولاية نهر النيل شمال البلاد، ومن بين الفارين نحو عشر فتيات تعرضن لاعتداء جنسي ، ظهرت عليهن علامات حمل ما فاقم معاناتهن النفسية.
وقالت طبيبة تعمل مع احدى المنظمات الدولية في معسكر الوحدة شرق مدينة عطبرة لسودان تربيون، ان عشرة فتيات تتراوح أعمارهن بين 14-18 عام بدت عليهن اعراض الحمل نتيجة اغتصاب تعرضن له خلال الحرب الدائرة في الخرطوم بين الجيش والدعم السريع.
وأفادت بأنها وجدت في كل معسكر ما بين حالتين الى ثلاث سيتم اخضاعهن لعلاج نفسي في مقبل الأيام مع الاستعانة بقابلات للتعامل مع حالات الحمل.
وفي أحدث تقاريرها الصادرة اليوم الثلاثاء قالت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة – حكومية – انها سجّلت 9 حالات اعتداء جنسي جديدة في الخرطوم، ليبلغ إجمالي الحالات في الخرطوم 51 حالة منذ بداية النزاع المسلح وأفادت معظم الحالات المسجلة بأن المعتدين عناصر تتبع لقوات الدعم السريع.
وقالت الوحدة إنها لم تتلق تحديثات من باقي الولايات لظروف متنوعة، أبرزها التحديات الأمنية ومشاكل الاتصالات.
وشددت على أن الأرقام المسجلة لديها لا تمثل الواقع، وترجّح بأن تكون الأعداد الحقيقية لحالات الاعتداء الجنسي “أكبر بكثير من المسجلة”.
وقالت الوحدة انها تشعر بالقلق البالغ حيال تزايد حالات الاختطاف والاختفاء القسري للسيدات والفتيات.
ومنذ منتصف أبريل نشبت حرب عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع صحبتها انتهاكات واسعة شملت الاغتصاب واحتلال المنازل بواسطة عناصر الدعم.
مساعدات للنازحات واطفالهن
وتحاول منظمات دولية ذات صلة برعاية الطفولة مساعدة الأطفال للعلاج من آثار الحرب، حيث يقف أطباء في هذه المعسكرات بعطبرة على أحوال الأطفال والأمهات في ظل تكدس كبير للنازحات وبعد المنطقة عن مواقع الخدمات الصحية.
وتضم منطقة الوحدة شرق عطبرة ثلاث معسكرات في كل واحد منها نحو 180 ألف أسرة، غالبها وفدت من ضاحية مايو جنوب الخرطوم.
وتواجه النازحات بهذه المعسكرات أوضاعا قاسية لانعدام مياه الشرب ويحظين بوجبة واحدة في اليوم لانقطاع المدد من الغذاء مع تردي الجانب الصحي.
وأشار مسح أولى أن معظم الأطفال يعانون من مرض البلهارسيا بمختلف أنواعها.
وقالت عوضية إحدى النازحات بالمعسكر انها قصدت الوحدة، للاستنجاد بأهلها وتركت عدد من أبنائها بالخرطوم لارتفاع تكاليف السفر.
وقالت لسودان تربيون ” في أيامنا الأولى بالمعسكر كنا نتحصل على الماء وثلاث وجبات باليوم ومع مرور الوقت توقف ملء خزانات المياه وتقلصت الوجبات الى واحدة كما بتنا نقطع مسافات بعيدة للحصول على المياه”.
وتسبب المشي مسافة طويلة لجلب المياه وحملها في إجهاض احدى النساء بالمعسكر وتم اسعافها بعد أن فقدت جنينها.
وقال مشرف معسكر الزكاة أحمد عمر لسَودان تربيون إن المعسكرات تم فتحها بمبادرة فردية من أبناء النوبة بعطبرة بعد موافقة وزارة التربية والتعليم والاتصال بمحلية عطبرة التي وفرت مساعدات ومياه لكنها توقفت منذ أكثر من أسبوع، لافتا لوجود حالات سوء تغذية بينما يعتمد معظم الأطفال على المكملات الغذائية.
وأفاد عمر بتلقيهم دعما جزئيا من الهلال الأحمر ومنظمة رعاية الطفولة “يونيسيف”، مناشداً المنظمات لمساعدة النازحات وحذر من أن ينتهي بهم المطاف إلى انفلات أمني أو كارثة إنسانية.
وتحدث المشرف عن وجود 15حالة حمل في المعسكر بجانب حالتي ولادة حديثة جميعهن بحاجة للرعاية ووجبات منتظمة.
ورصدت سودان تربيون حالة طفلة مصابه بحروق في أماكن متفرقة وتعاني من الذباب وحرارة الطقس العالية، حيث عمد المتطوعين هناك لتوصيل الكهرباء وشراء مروحة لتخفيف ألامها.
وقالت والدة الطفلة لسودان تربيون انها بحاجة لرعاية خاصة وتدخل جراحي لإزالة التشويه الناجم عن الحريق بذراعها ورأسها لكنها لا تدري ما تفعل لإنقاذ الصغيرة.
أما تسنيم التي وضعت طفلها حديثا في منزل قابلة تقطن بالقرب من المركز فتتحدث عن احتياجها لكميات إضافية من الغذاء حتى تحصل المولودة على رضعات مشبعة.
وجهزت منظمة رعاية الطفولة غرفة لاستقبال حالات الولادة بمركز معسكر الوحدة هناك وإرسال المستعصية منها إلى المستشفيات الخاصة بعطبرة وتحمل قيمة الرسوم.
وعمدن بعض النساء بالمعسكر لبيع أطعمة بقيمة زهيدة للحصول على مبلغ من المال وأفادت بخيتة انها تكسب مبلغ بسيط وتوفر ما تبقى من طعام لأبنائها فيما تجوب معظم نساء المعسكر نواحي عطبرة بحثا عن عمل.
من جانبها أقامت جمعية تنظيم الأسرة السودانية عيادات متحركة استهدفت معسكرات النازحين بالولاية تضم أطباء متخصصين في كافة المجالات وتوزيع الدواء مجانا.
وقالت المدير التنفيذي للجمعية كوثر محمد انهم وسعوا نطاق المهام لتلبية حاجة النازحات بالمنطقة بالإضافة لجهود الجمعية التوعوية.