حسابات أسرة البشير.. مسؤول سوداني يكشف المستور
الخرطوم – صقر الجديان
كيف استطاعت أسرة الرئيس السوداني المعزول عمر البشير إدارة حساباتها وتأمين ثرواتها رغم الأزمات الاقتصادية المحلية والدولية؟
استفهامات عديدة تكتنف هذا الملف وتفاصيل تكشف حجم الفساد في عهد نظام إخواني حول البلاد إلى مزرعة خاصة يجني ثمارها، فيما يكابد الشعب من أجل العيش.
تساؤلات يجيب عنها مسؤول بلجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو في السودان (حكومية)، مشيرا إلى توصل تحريات اللجنة إلى إدارة حسابات أسرة المعزول عبر حساب مشترك يتم تغذيته من فرق السعر الرسمي للعملات الأجنبية المخصصة للصرافات.
وقال المسؤول، في تصريح نقلته “العين الإخبارية”، مفضلا عدم كشف هويته، إن الحساب المشترك باسم شخصين هما مساعد محمود محمد الأمين ومحمد عباس محمد أحمد، ويتم ذلك بتسليم بنك التضامن الإسلامي للعملات الحرة بالسعر الرسمي.
ولفت إلى أن الحساب المشترك لأسرة البشير يخصم المقابل من حسابه الجاري في بنك السودان المركزي، كما يقوم ببيع هذه العملات للصرافات بسعر السوق الموازي على أن يضيف بنك التضامن فرق السعر إلى هذا الحساب بعد أخذ نسبته.
وأشار إلى أنه يتم توريد جزء من المبالغ الموجودة في هذا الحساب إلى الحساب التجميعي، والجزء الآخر يستفيد منه الرئيس المعزول بالتصرف المباشر.
وبحسب المسؤول، فإن الحساب التجميعي هو حساب خاص بشركة منتجات النفط ومنظمات مثل “نفير الخير” في بنك الخرطوم.
وأضاف أنه تتم تغذية هذه الحسابات من قبل شركات بمثابة الواجهة لحزب المؤتمر الوطني المحلول (الحاكم سابقا) بمبالغ ثابتة شهريا.
وأوضح أن الشركات والأطراف هي “زادنا، عقاركو، هولبورن،مجموعة الصرافات، رئاسة الجمهورية، جهاز الأمن والمخابرات العامة، حريص، بدر البيطرية، باش فارما،بتروباش”.
وأمس الاثنين، أوقف السودان 72 شخصا ضمن شبكة للمضاربة في العملة قبل يومين من موعد حدده تنظيم الإخوان الإرهابي لإطلاق الفوضى في ذكرى انقلابهم في 30يونيو 1989.
وأشار بيان للجنة تفكيك الإخوان حصلت “شبكة صقر الجديان” على نسخة منه، إلى أن أعضاء الشبكة تداولوا مبالغ تتجاوز تريلون جنيه سوداني في عدد كبير من معاملات بعض الحسابات، فيما تداول بعضهم مبالغ تصل لمليارات الجنيهات يوميا، الأمر الذي لا يتناسب مع أنشطتهم الاقتصادية أو وظائفهم أو أعمارهم.
وأوضح عضو في اللجنة حسب “العين الإخبارية”، أن التحقيقات الأولية تشير إلى ارتباط الشبكة بتنظيم الإخوان الإرهابي في ضوء المعلومات التي توفرت حول أصحاب الحسابات المصرفية.
وأوضحت اللجنة، في بيانها، أن المتهمين الذين تم القبض عليهم بعضهم من كبار الموظفين في بعض البنوك تورطوا في أعمال المضاربات، بجانب بعض صغار موظفي البنوك، فيما لم يتجاوز عمر أحد المتهمين خمسة وعشرين عاماً كان لديه حساب بنكي يتداول فيه مئات المليارات من الجنيهات يومياً دون أن يكون لديه نشاط إنتاجي أو اقتصادي أو تجاري.