أخبار السياسة العالمية

حقيقة المواجهة بين أردوغان وماكرون… صراع على المصالح

 

انشغلت وسائل الإعلام كثيراً بالتوتر بين فرنسا وتركيا، التي كانت مصحوبة بتصريحات متشنجة أذكت خلافات حادة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وحسب موقع “أحوال” التركي يوم الجمعة، وجد الرئيس رجب طيب أردوغان في التصعيد فرصة سانحة للمضي في الترويج لأطروحات الإسلام السياسي، ولإيهام الرأي العام بأنه صراع بين الإسلام والعلمانية، وأن ماكرون يعادي الإسلام.
وفي هذا الصدد، كتب بول أنتونوبولوس في صحيفة “أثينا تايمز” أن فرنسا وتركيا ليستا متورطتين في “صراع حضارات” بين الغرب العلماني الليبرالي والتطرف الإسلامي الرجعي ، بل في صراع جيو-سياسي.
وقال إن المواجهة بين إيمانويل ماكرون ورجب طيب أردوغان “ليست أكثر من انعكاس للصراع المستمر للهيمنة في شرق البحر المتوسط ​​وأفريقيا”.
واضاف أنتونوبولوس “لدى باريس وأنقرة أسبابهما لإظهار هذه المواجهة في شكل صراع ثقافي وديني بدل صراع من أجل التفوق الجيوسياسي”.
ويُضيف الكاتب أن ماكرون فضح الدور التركي الإنتهازي في العديد من ساحات الخلاف السياسي الواضح الذي لا علاقة له بالأديان والحضارات بل بموازين القوى والفوضى التي يريد إشاعتها أردوغان، كما يكشفه وقوف البلدين متعارضين في الحرب الأهلية الليبية، وفي المواجهة العسكرية المحتملة بسبب المطالبات الإقليمية في شرق البحر المتوسط.
وتضغط فرنسا حسب الكاتب لفرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي على تركيا لرفضها الحد من نزاعها مع اليونان وقبرص العضوين في الاتحاد الأوروبي، اللذان يتهمان تركيا بانتهاك حقوقهما السيادية بالتنقيب عن الحروقات داخل حدودهما البحرية.
ويضيف أنتونوبولوس “يستغل ماكرون الغضب المبرر من الهجمات الإرهابية التي يرتكبها مسلمون متطرفون في فرنسا ليتمكن من تحفيز العقل الباطن الجماعي لأوروبا”.
ويأمل أن يؤدي ذلك إلى خلق البيئة المناسبة لفرض عقوبات على تركيا تردد الاتحاد الأوروبي، خاصةً ألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، والمجر، ومالطا، في تمريرها رغم انتهاكات أنقرة اليومية للسيادة اليونانية والقبرصية.
وقال أنتونوبولوس إن أردوغان، من جانبه ، يحاول تعزيز سمعته في العالم الإسلامي “باعتباره الزعيم الوحيد الذي يجرؤ على تحدي سياسات فرنسا الاستعمارية الجديدة”، رغم تطبيق مثل هذه السياسات في شرق البحر المتوسط ​​وأفريقيا.
وقال إن الرئيس التركي يتحدى أيضاً أي عقوبات محتملة بادعاء أنها رد انتقامي من أوروبا المسيحية على تركيا المسلمة.
وقال أنتونوبولوس إن تركيا تعمل على توسيع نفوذها بسرعة في المستعمرات الفرنسية السابقة في إفريقيا.
وأضاف أن “أردوغان “شجاع للغاية” لدرجة أن جزءًا من هذا التوسع يشمل الدعم المباشر للمنظمات الإرهابية خارج المستعمرات الفرنسية السابقة، مثل بوكو حرام في نيجيريا، وحركة الشباب في الصومال”.
وقال أنتونوبولوس إن فرنسا “بدافع من الوحدة الأوروبية وحماية مصالحها النفطية للشركات في شرق البحر المتوسط”، ستواصل تحدي تركيا هناك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى