حمدوك يأسف لاستمرار الحرب ويحذر من الإصرار على الحسم العسكري
لندن – صقر الجديان
أبدى رئيس الوزراء السابق ورئيس تحالف صمود عبد الله حمدوك، أسفه العميق لاستمرار الصراع وتداعياته الكارثية على البلاد وشعبها، محذرًا من الإصرار على الحسم العسكري.
وقال حمدوك في بيان الثلاثاء، “تمر علينا الذكرى الثانية لهذه الحرب المدمرة التي اجتاحت بلادنا من أدناها إلى أقصاها”، معربًا عن أسفه لأن “صوت البندقية هو الأعلى ولا تزال أطراف الحرب تتوعدنا بالمزيد من القتل والدمار”.
واتهم حمدوك من أسماها بقوى نظام الإنقاذ البائد، بـ”تأجيج نار الحرب” سعيًا للعودة إلى السلطة والحفاظ على مصالحها.
كما حذر بشدة من “الانتشار الواسع للممارسات الداعشية مؤخراً”، معتبراً أنها تعيد البلاد إلى مربع الإرهاب وتهدد بتحويل السودان إلى “أرض خصبة لجماعات التطرف والإرهاب الدولي”.
وأعرب حمدوك عن قلقه البالغ من عودة نهج النظام السابق في “زعزعة الاستقرار في دول الجوار والدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي”، مشيراً إلى التهديدات الأخيرة ضد دول الجوار والدعوى ضد دولة الإمارات كمؤشرات خطيرة.
في الوقت نفسه، أشاد حمدوك بدور دول الجوار والمجتمع الدولي في استضافة اللاجئين السودانيين ودعم مبادرات وقف الحرب، مشددًا على أن “هذه الحرب أشعلتها أياد سودانية وعلى عاتق السودانيين وحدهم تقع مسؤولية وقفها فوراً”.
ووصف حمدوك الوضع الإنساني بـ”أكبر كارثة إنسانية في العالم اليوم”، مرحبًا بمبادرة المملكة المتحدة لعقد اجتماع وزاري في لندن، داعياً المشاركين إلى اتخاذ قرارات عملية لوضع نهاية لمعاناة السودانيين وحماية المدنيين.
وحذر حمدوك من أن “التعنت والإصرار على الحسم العسكري” يقف عائقاً أمام كل جهود السلام، مجدداً التأكيد على أنه “لا توجد حلول عسكرية مهما تطاول الأمد”.
كما ندد بشدة بتفشي “خطاب الكراهية والحض على العصبيات القبلية والجهوية وارتكاب أفظع المجازر”، مناشداً السودانيين والمجتمع الدولي التصدي لهذه الممارسات بحزم لمنع تحول السودان إلى “أكبر مهدد للسلم والأمن الدوليين”.
وجدد حمدوك تمسكه بمبادرة “نداء سلام السودان” التي أطلقها تحالف صمود في رمضان الماضي كخارطة طريق لإنهاء الحرب، والتي ترتكز على اجتماع مشترك لمجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الأفريقي بمشاركة الأطراف السودانية للاتفاق على هدنة ووقف فوري لإطلاق النار، يليه وقف دائم واتفاق سلام شامل، وترتيبات دستورية انتقالية، وحوار وطني يخاطب جذور الأزمة وصولاً إلى نظام مدني ديمقراطي فيدرالي وجيش قومي واحد.
وحث حمدوك جميع السودانيين على تجاوز الخلافات والعمل معاً لوقف النزيف ومعالجة الكارثة الإنسانية ووضع أسس لسلام مستدام، مؤكداً انفتاحه على كل الآراء البناءة وثقته في دعم الشعب السوداني لمبادرات السلام.