عيد الاتحاد الـ51.. مبادرات وجهود رائدة تتوج الإمارات عاصمة للإنسانية
أبوظبي – صقر الجديان
تحتفل دولة الإمارات بعيد الاتحاد الـ51 فيما تتواصل جهودها الرائدة ومبادراتها الإغاثية حول العالم، التي تتوجها بحق عاصمة للإنسانية.
وفيما تحتفل دولة الإمارات، الجمعة، بذكرى تأسيس الاتحاد في 2 ديسمبر/كانون الأول عام 1971، على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يستذكر العالم في تلك المناسبة المهمة ما حققته دولة الإمارات منذ عهد المؤسس وإلى اليوم من إنجازات على صعيد العمل الإنساني.
وسيرا على دربه، يواصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مسيرة الخير التي بدأها، وفاء لسيرته واستلهاما لحكمته، لتحتل دولة الإمارات لسنوات عدة المركز الأول عالميا كأكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية نسبة إلى دخلها القومي.
وتحل ذكرى عيد الاتحاد الـ51 فيما تواصل دولة الإمارات إرسال مساعدات غذائية وإغاثية وصحية تباعاً لمختلف أنحاء العالم، الأمر الذي جعلها إحدى أهم الدول الفاعلة والمؤثرة في الشأن الإنساني، ووضعها في مقدمة القوى الخيرة والساعية بعزيمة وإصرار إلى الحد من التداعيات الإنسانية للأزمات والصراعات السياسية ومجابهة التداعيات الناجمة عن التغيرات المناخية ومكافحة الجوع والأمراض والأوبئة ومعالجة آثارها، وتخفيف وطأتها عن كاهل الشعوب الشقيقة والصديقة.
يأتي هذا ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها وتضع في أولوياتها “الإنسان أولا” من دون تمييز بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
مساعدات لغزة والقدس
وتأتي الاحتفالات باليوم الوطني الإماراتي بعد أيام من تسلم قطاع غزة، الإثنين، أكبر قافلة مساعدات طبية، تضم أدوية ومستلزمات طبية ضرورية، بتبرع سخي من دولة الإمارات.
ووصلت القافلة التي تضم أكثر من 85 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية بتكلفة 10 ملايين دولار عبر شاحنات ضخمة من خلال معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر.
ويأتي إرسال القافلة الطبية لغزة بعد نحو شهر من قيام دولة الإمارات بتوقيع اتفاقية تعاون مع منظمة الصحة العالمية، لدعم مستشفى المقاصد الذي يعد أكبر مستشفى أهلي خيري تعليمي في القدس الشرقية بـ25 مليون دولار، تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
يأتي هذا ضمن جهود دولة الإمارات المستمرة لدعم قدرات المؤسسات الصحية الفلسطينية وتلبية متطلبات الشعب الفلسطيني في المجالات الإنسانية والمعيشية والصحية والاجتماعية والتعليمية وغيرها.
جهود متواصلة تؤكد من خلالها دولة الإمارات دعمها الأبدي للقضية الفلسطينية، وأن توقيعها لمعاهدة سلام مع إسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول 2020 لم ولن يكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وإنما توظفها دولة الإمارات دائما لتحقيق أمنيات الشعب الفلسطيني والعالم العربي.
مبادرات إغاثية
أيضا يأتي الاحتفال بعيد الاتحاد الـ51 بعد نحو أسبوع من إطلاق هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حملتها الشتوية السنوية تحت شعار “أنتم الأيادي الدافئة”، لمساعدة نصف مليون شخص في 31 دولة حول العالم، من خلال توفير احتياجاتهم الغذائية والصحية والإيوائية.
وأعلنت الهيئة أنها ستخصص مساعدات إضافية للاجئين والنازحين في العديد من الدول نسبة للظروف التي يواجهونها خلال فصل الشتاء، خاصة الذين يتواجدون في المخيمات التي تفتقر للكثير من مقومات الحياة.
ورسخت دولة الإمارات خلال السنوات الماضية مكانتها ودورها المؤثر على الصعيد الدولي في مجال دعم ومساعدة اللاجئين الذين قفزت أعدادهم الإجمالية أكثر من 100 مليون شخص حتى مايو/أيار الماضي وفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وبلغ حجم الدعم الذي قدمته دولة الإمارات لبرامج المفوضية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ عام 2010 قرابة 300 مليون درهم.
وقدمت دولة الإمارات على مدار السنوات الـ12 الماضية ما يزيد على 2.1 مليار دولار من المساعدات لغوث اللاجئين السوريين سواء داخل سوريا أو في كل من الأردن ولبنان والعراق واليونان من خلال توفير الغذاء والإيواء والرعاية الصحية وإنشاء المستشفيات الميدانية.
هذا بالإضافة إلى إنشاء المخيم الإماراتي-الأردني في منطقة مريجيب الفهود الأردنية ومخيمات مماثلة في إقليم كردستان العراق وفي اليونان، لتوفير سبل المعيشة والحماية والخدمات الاجتماعية المختلفة.
الأزمة الأوكرانية
جهود دولة الإمارات في مجال دعم ومساعدة اللاجئين تبرز بشكل جلي أيضا خلال الأزمة الأوكرانية.
وأقامت دولة الإمارات منذ مارس/آذار الماضي، بعد قليل من اندلاع الأزمة الأوكرانية، جسرا جويا إغاثيا، للمساهمة في تلبية الاحتياجات الإنسانية للاجئين والنازحين الأوكرانيين في بولندا ومولدوفا وبلغاريا وذلك ضمن إعلانها عن تبرع بقيمة 18.3 مليون درهم (5 ملايين دولار أمريكي) استجابة لنداء الأمم المتحدة العاجل، وخطة الاستجابة الإقليمية للاجئي أوكرانيا.
وقبل أسابيع، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بتقديم مساعدات إغاثية إنسانية إضافية بقيمة 100 مليون دولار أمريكي إلى المدنيين الأوكرانيين المتضررين من الأزمة في أوكرانيا.
جسور إنسانية
وانطلاقاً من دورها الرائد في مد يد العون للدول التي تعاني من ظروف فرضتها عليها الكوارث الطبيعية، سيرت دولة الإمارات على مدار الفترة الماضية جسورا إنسانية للمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الناتجة عن التغيرات المناخية الحادة التي تشهدها العديد من دول العالم خاصة في القارتين الأفريقية والآسيوية.
ضمن أحدث تلك الجهود، أرسلت دولة الإمارات في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى العاصمة النيجيرية أبوجا طائرة مساعدات تحمل 31 طناً من الإمدادات لإغاثة المناطق والأهالي المتضررين من الفيضانات التي شهدتها نيجيريا مؤخراً وأثّرت على 34 ولاية من أصل 36 وتسبّبت بأضرار جسيمة للبنية التحتية وللأراضي الزراعية.
وقبلها بأيام، وصلت إلى باكستان في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي سفنا تحمل 200 حاوية مزودة بمواد غذائية وطبية لدعم 500,000 أسرة باكستانية، تضرّرت من الفيضانات والسيول التي اجتاحت مناطق عدة في باكستان.
وسيرت دولة الإمارات على مدار الفترة الماضية جسورا إنسانية عديدة لإغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية والمناخية التي شهدتها العديد من دول العالم.
من باكستان شرقا وحتى السودان غربا مرورا بالصومال، ومن أفغانستان شمالا وحتى جنوب أفريقيا جنوبا، وتواصلت على مدار الأسابيع الماضية قوافل إغاثية إماراتية لتقديم الدعم للمتضررين من الفيضانات في دول مثل السودان وباكستان وجنوب أفريقيا ونيجيريا، والزلازل في دول مثل أفغانستان والجفاف في دول مثل الصومال.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وجه في 20 أغسطس/آب الماضي بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 25 مليون درهم إلى المتأثرين والنازحين بسبب السيول والفيضانات في السودان، وللمساهمة في دعم تحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين وعائلات الضحايا.
وفي 27 من الشهر نفسه، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم مساعدات إغاثية عاجلة إلى جمهورية باكستان بعد أن شهدت عدة أقاليم فيها سيولاً وفيضانات أسفرت عن قتلى ومصابين وعمليات نزوح من هذه المناطق.
مكافحة كورونا.. مساعدات لـ140 دولة
على صعيد مكافحة الأمراض والأوبئة، تبرز جهود دولة الإمارات الإنسانية البارزة لمكافحة وباء كورونا، فمنذ بدء الجائحة في 2020، أرسلت دولة الإمارات آلاف الأطنان من المساعدات الطبية العاجلة التي شملت اللقاحات ومعدات الحماية الشخصية وأجهزة التنفس الصناعي والاختبارات إلى قرابة 140 دولة.
كما قامت ببناء وتجهيز مستشفيات ميدانية في 9 دول مثل فلسطين-غزة، ولبنان وسوريا، والسودان، وموريتانيا، وسيراليون.
مكافحة الجوع
وتمضي القيادة الإماراتية على طريق المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مد يد العون والمساعدة والعمل على مكافحة الفقر والجوع ومساعدة المعوزين حول العالم دون النظر إلى جنسياتهم أو لونهم أو ديانتهم.
ومع تنامي تحدي الجوع وسوء التغذية الذي يهدد أكثر من 800 مليون إنسان، وتصاعد أزمات الأمن الغذائي، أطلقت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية على مدى السنوات الثلاث الأخيرة سلسلة حملات لتقديم الدعم الغذائي استفاد منها الملايين من الأفراد والأسر المتعففة والمحتاجين واللاجئين والنازحين والمتضررين من الكوارث والأزمات في أكثر من 50 دولة حول العالم.
كما في مبادرة المليار وجبة التي انطلقت بتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في أبريل/نيسان الماضي وشكلت استكمالاً لمبادرة 100 مليون وجبة التي أنجزتها المؤسسة عام 2021، فيما كانت البداية مع حملة “10 ملايين وجبة” التي شكلت شريان حياة للمتضررين من جائحة كورونا عام 2020.
مأسسة الخير
ويكتسب العمل الإنساني في دولة الإمارات تميزه وريادته من عدة سمات، أبرزها أنه عمل مؤسسي يقوم على النهوض به العديد من الجهات الرسمية والأهلية والتي فاق عددها الـ43 مؤسسة وهيئة.
وقد سجلت هذه المؤسسات حضورا لافتا على الساحة الدولية خلال السنوات الماضية ومن أبرزها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي تغطي عملياتها الإنسانية العالمية أكثر من 100 دولة سنويا، ومؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية التي تنضوي تحت رايتها 30 مؤسسة ومبادرة.
وتوجد أيضا، مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، التي أرسى معالمها ووضع نظامها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قبل 30 عاما، ورصد لها وقفا اعتبر في ذلك التاريخ من أكبر الأوقاف في المنطقة، حيث بلغ مليار دولار أمريكي.
ويعود ريعه للعمل الخيري والإنساني في مجالات التعليم والصحة والإغاثة والعمل والخيري المتنوع داخل الدولة وخارجها، علاوة على تشجيع البحوث والدراسات العلمية بالجوائز لدعم مسيرة التطور العلمي والحضاري.
وقدمت المؤسسة منذ تأسيسها مساعدات وبرامج ومشاريع إنسانية، في أكثر من 188 دولة حول العالم دون تمييز عرقي أو ديني أو مناطقي.
أيضا تضم دولة الإمارات المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، التي تعد أكبر مركز للخدمات اللوجستية الإنسانية في العالم، تعمل من خلاله 54 منظمة إنسانية وتسع وكالات تابعة للأمم المتحدة.
وتلعب المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي والتي تعد أكبر مقر لوجستي إنساني في العالم دورا أساسيا في تسهيل الاستجابات الأولية الفعالة لمعاناة اللاجئين حول العالم.
لغة الأرقام
مساعدات ومبادرات ومؤسسات تتوج إنجازات إنسانية امتدت على مدار 51 عاماً منذ تأسيس دولة الإمارات، نجحت في أن تصنع فارقا في مجال العمل الإنساني، الأمر الذي ترجم على أرض الواقع بتتويج دولة الإمارات عاصمة عالمية لعمل الخير.
وبلغة الأرقام، بلغ حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ تأسيس دولة الإمارات أكثر من 320 مليار درهم شملت 201 دولة، من بينها مساعدات قدمتها دولة الإمارات بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بلغت أكثر من 98 مليار درهم حتى عام 2000.
ووفقاً لبيانات حديثة صادرة عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي فقد بلغ إجمالي قيمة المساعدات الخارجية التي قدمتها دولة الإمارات خلال الفترة منذ بداية عام 2021 وحتى منتصف أغسطس/آب الماضي نحو 13 مليار درهم.
وضمت قائمة الدول التي شملتها المساعدات عدداً من الدول العربية والآسيوية والأفريقية والغربية، في ترجمة واضحة لشمولية الدعم الإماراتي للمشاريع والاحتياجات الإنسانية حول العالم، والتي لا ترتبط بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية أو العرق أو اللون أو الطائفة أو الديانة.
إقرأ المزيد