غوتيريش: القادة العسكريون السودانيون وداعميهم الدوليون مسؤولون عن معاناة السودانيين
نيويورك – صقر الجديان
ألقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش باللوم بشكل مباشر في الأزمة المستمرة في السودان ومعاناة سكانه المدنيين على القادة العسكريين المتحاربين في البلاد وداعميهم من دول الاقليم.
وعقد الامين العام للأمم المتحدة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي مؤتمر صحفي في ختام المؤتمر السنوي السابع للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في نيويورك في 28 نوفمبر 2023.
وفي رد له على سؤال أحد الصحفيين حول فشل الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في إنهاء القتال في السودان، وجه الأمين العام للأمم المتحدة أصابع الاتهام مباشرة إلى القادة العسكريين – عبد الفتاح البرهان القائد العام للجيش السوداني ومنافسه محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع – واتهمهما بتجاهل مصالح شعبهما والانخراط بدلا من ذلك في صراع على السلطة. الامر الذي أدى إلى مجازر مثل ما حدث للمساليت في غرب دارفور، على حد تعبيره.
وسلط غوتيريس الضوء أيضًا على عرقلة الجنرالات السودانيين للانتقال الديمقراطي في البلاد بموجب اتفاق لعب فيه الاتحاد الأفريقي دور الوسيط في عام 2019، ومن ثم أطاحوا بالحكومة المدنية في اكتوبر 2021.
وشدد غوتيريش على أنه “بعد ذلك، الان هم يقاتلون فيما بينهم وربما بدعم من المال والسلاح من قبل آخرين، ثم يقول الناس إن هذا خطأ الاتحاد الأفريقي أو الأمم المتحدة”. وفي توبيخ صارخ للجنرالات وداعميهم الأجانب، أضاف: “أعتقد أن الوقت قد حان لتسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية. وهذا خطأ من ضحوا بمصالح شعبهم من أجل صراع محض على السلطة، هم ومن يدعمونهم وفقا لاعتبارات لا أود التعليق عليها اليوم”.
ويمثل هذا التصريح أول بيان علني لمسؤول دولي يدين تورط جهات خارجية في الصراع السوداني، الذي أدى إلى نزوح ملايين المواطنين السودانيين وارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
والجدير بالذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية كشفت في 22 نوفمبر أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن ناقش الوضع في السودان مع وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان. وبحسب ما ورد في البيان فقد أكد الوزيران “التزامهما المشترك ببناء منطقة أكثر أمانًا وازدهارًا”.
و في 27 نوفمبر، اتهم الفريق ياسر العطا عضو مجلس السيادة والرجل الثالث في الجيش السوداني الإمارات وتشاد بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة والذخائر. وتأتي هذه الاتهامات في أعقاب تقارير إعلامية دولية عديدة تزعم تورط البلدين في الصراع السوداني.
وشدد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، فكي، على الحاجة إلى مساءلة مرتكبي الجرائم خلال هذا النزاع، وأضاف أن الجهود تركز الان على تحقيق وقف إطلاق النار في السودان. وأضاف: “بعد ذلك، من الواضح أنه ستكون هناك تحقيقات، وسيتم تحديد المسؤوليات”
وأعرب عن تفاؤله بشأن المفاوضات الجارية جدة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال فكي: “آمل ذلك، وقد قيل لي، أن الأمور تمضي قدماً. قد نرى وقفاً لإطلاق النار على الفور”.