فولكر بيرتس يعبر عن مخاوفه من انحراف المسار السياسي بالسودان
الخرطوم – صقر الجديان
وصف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتس، توقيع إطار اتفاق بين القادة العسكريين والمدنيين في السودان بـ«المشجع»، ولكن ذلك لم يمنعه عن إبداء مخاوفه بشأن إمكانية انحراف المسار السياسي جراء التحديات والمفسدين.
وقدَّم بيرتس الذي يشغل رئاسة بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان «يونتامس» عبر تقنية الفيديو، فجر الخميس، إحاطة لمجلس الأمن الدولي، حول جهود الآلية الثلاثة المتكونة من «الأمم المتحدة، الاتحاد الإفريقي، الهيئة الحكومية للتنمية – إيقاد» في تيسير الحوار بين الفرقاء السودانيين.
وطالب أطراف الاتفاق بالمسارعة في بدء المرحلة الثانية، والعمل على معالجة القضايا الملحة والشائكة، المفضية إلى الاتفاق النهائي.
وجرى ترحيل قضايا: إصلاح المنظومة الأمنية، العدالة والعدالة الانتقالية، اتفاق السلام، وتفكيك نظام 30 يونيو 1989، والأزمة في شرق السودان؛ لإجراء مزيد من المشاورات بمشاركة أصحاب المصلحة.
وأبدى بيرتس خشيته على الاتفاق ممن وصفهم بالمفسدين.
وعرفهم بأنهم: “الأشخاص الذين لا يرون أن مصالحهم تتماشى مع التسوية السياسية، وقد يصعدّون محاولاتهم لتقويض العملية”.
لكنه عاد وأشار إلى إمكانية الحفاظ على الاتفاق من تأثيرهم عبر إطلاق عملية شاملة.
وتعارض قوى سياسية متباينة الاتفاق السياسي، على رأسها تحالف الحرية والتغيير –الكتلة الديمقراطية، وقوى التغيير الجذري، والتيار الإسلامي العريض، وبعضاً من تنسيقيات لجان المقاومة.
ونوه بيرتس إلى الاتفاق النهائي يمهد الطريق لتشكيل حكومة مدنية جديدة، من يفترض أن تقود البلاد نحو الانتعاش والانتخابات الديمقراطية خلال عامين، وتعالج الاختلالات الأمنية والإنسانية والاقتصادية، وتسمح باستئناف محادثات السلام مع الحركات غير الموقعة على اتفاق جوبا.
وتقف الحركة الشعبية شمال لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة جيش تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور، على رأس القوى التي عارضت اتفاق جوبا منذ وقتٍ مبكر.
وكشف بيرتس، عن شروع يونيتامس وفريق الأمم المتحدة القطري في الميدان، بالتنسيق مع المجتمع الدولي لضمان حزمة من الدعم لفترة انتقالية جديدة.
ورسم بيرتس في كلمته صورة قاتمة عن الحالة الإنسانية بالسودان خلال العام الحالي، تتضمن الصراعات، والكوارث الطبيعية، وصحيفة حقوق الإنسان، وتراجع الأوضاع المعيشية جراء تنامي التضخم.
ونوه إلى عودة ظهور العنف على نطاق واسع بصورة تظهر ازدياد الهشاشة على مستوى الدولة.
وزاد: يحدث ذلك في ظل افتقار السلطات المحلية إلى القدرات والموارد لحماية المدنيين”.
وطبقاً للإحاطة، نزح أكثر من 260 ألف شخص بسبب النزاع منذ بداية العام.
وفي سياق متصل، أزاح بيرتس الستار عن تأثر 349 ألف شخص جراء الفيضانات.
وبشأن الصحيفة الحقوقية في الفترة من 21 أغسطس وحتى 20 نوفمبر، قال بيرتس: “لا تزال حالة حقوق الإنسان في السودان مثيرة للقلق”.
وأضاف: رغم أن بعض المناطق شهدت انخفاضا ملحوظا في الحوادث، ظل المدنيون عرضة للعنف والمضايقات.
وانتقد بيرتس تعامل السلطات الأمنية مع الاحتجاجات السلمية.
وتابع: “واصلت قوات الأمن في بعض الحالات الرد باستخدام مفرط وغير متناسب للقوة، مما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 415 شخصا، معظمهم من الذخيرة الحية والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع”.
وكشف عن توثق البعثة المتكاملة لوقوع ما مجموعه 102 من الحوادث زُعم فيها ارتكاب انتهاكات وتجاوزات لحقوق الإنسان طالت 967 ضحية بينهم 30 طفلا. ومن الحوادث الـ 102 التي تم توثيقها، تم التحقق من 81 حادثة.
وتحققت فرق العمل القطرية للرصد والإبلاغ التابعة للأمم المتحدة المعنية برصد الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال والإبلاغ عنها، التي تشترك في رئاستها البعثة المتكاملة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، من وقوع 51 انتهاكا جسيما ضد 45 طفلا (9 فتيان و21 فتاة و15 مجهولي الجنس) خلال الفترة المشمولة بالتقرير.
يمثل ذلك زيادة بنسبة 18 في المائة في عدد الأطفال الذين تعرّضوا لانتهاكات جسيمة مقارنة بالفترة المشمولة بالتقرير السابق.
وقال بيرتس: “يجب على السلطات أن تحترم الحق في التجمع السلمي وتجنّب الاستخدام المفرط للقوة، حتى عند الاستفزاز.”
ووصف الممثل الأممي الحالة الحالة الإنسانية في السودان بـ «المزرية».
ويتوقع أن يعاني ما يصل إلى 7.7 ملايين شخص من انعدام الأمن الغذائي في الفترة من أكتوبر 2022 إلى فبراير 2023 وفقا لأحدث تحليل للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي في السودان.
ويشهد السودان واحداً من أعلى معدلات سوء التغذية لدى الأطفال في العالم، ويعاني أكثر من 600,000 طفل حاليا من سوء التغذية الحاد الوخيم.
إقرأ المزيد