فيديو.. الإمارات تطلق بنجاح القمر الاصطناعي “عين الصقر”
دبي – صقر الجديان
أطلقت دولة الإمارات القمر الاصطناعي “عين الصقر” بنجاح إلى الفضاء من المحطة الفرنسية “غيانا”، تزامنا مع احتفالاتها باليوم الوطني الـ49.
وانطلق القمر بواسطة الصاروخ “سويوز” الروسي، وذلك في تمام الساعة 5:33 صباحاً بتوقيت الإمارات “01:33 صباحاً بتوقيت جرينتش”.
واستغرقت أول ثلاث مراحل من الإطلاق مدة 8 دقائق و48 ثانية، وتم تنفيذ المراحل الثلاث الأولى بواسطة المحركات المشتعلة بالوقود.
وتمت المرحلة الرابعة عن طريق وحدة الارتفاع والتوجيه العلوي (FREGAT) لتوجيه القمر إلى مداره المنخفض المتزامن مع الشمس، وتم انفصال القمر عن الصاروخ بعد 58 دقيقة من الإطلاق.
وقد مر القمر الاصطناعي “عين الصقر” بعدة مراحل حتى الوصول إلى مرحلة الإطلاق، حيث استغرق تصنيعه 5 سنوات.
ونفذ المشروع فريق إماراتي يضم خبرات وكفاءات وطنية عالية من القوات المسلحة في مجال إدارة المشاريع الضخمة وهندسة الأنظمة العسكرية والفضائية، وتم دمج خبراء وفنيين مواطنين وأجانب في مجال التصنيع الفضائي مع نخبة من المهندسين الإماراتيين الشباب.
وباشر فريق المشروع العمل مع المصنعين في تصميم وتطوير وصناعة النظام ومتابعة جدول أعمال المشروع خلال تواجدهم في المنشآت الفرنسية في مدينتي تولوز وكان، وبدأً بمرحلة تصميم القمر عن طريق تطوير التكنولوجيا المتوفرة وتحليل الأداء الشامل للمنظومة المصممة، ومن ثم تصنيع أجهزة وأجزاء القمر بالمواصفات المطلوبة والتأكد من جاهزيتها لتركيبها ودمجها لبناء القمر الاصطناعي النهائي، ووصولاً إلى إخضاع القمر المتكامل لاختبارات شديدة وشاملة لتأهيله للبيئة الفضائية القاسية، والتأكد من تحمله عملية الإطلاق وضمان عمل وصحة جميع أنظمة القمر الاصطناعي.
وتم بعد ذلك نقله من مدينة تولوز الفرنسية إلى مدينة غويانا الفرنسية في الأول من شهر فبراير الماضي، حيث باشر الفريق الفني لدولة الإمارات منذ وصول القمر الاصطناعي تجهيزه للإطلاق عبر إجراء سلسلة من الاختبارات في موقع الإطلاق، والتي تضمنت مرحلة اختبارات ملائمة القمر على حامل القمر، ومرحلة اختبارات سلامة القمر ومرحلة تزويده بوقود الهايدرازين، ومرحلة الأعمال المشتركة بين القمر والصاروخ، ومرحلة تغليف القمر بغطاء الحمولة، ومرحلة دمج القمر على الصاروخ، ومرحلة الجاهزية النهائية للإطلاق.. بينما توقفت الأعمال من مارس إلى أكتوبر الماضي بسبب جائحة كورونا والأحوال الجوية غير الملائمة للإطلاق.
تصميم “عين صقر”
وصمم القمر الاصطناعي “عين الصقر” لتوفير تغطية عالمية لمدة 10 سنوات قادمة، ويتميز بأنه مزود بنظام تصوير عالي الوضوح والدقة وبمجرد دخوله إلى مداره المنخفض حول الأرض سيبدأ عملية التقاط صور فضائية للأرض وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضي.
كما يتميز مدار القمر بأنه يكمل 15 دورة على الأرض بشكل يومي، وسيتم استلام الصور مباشرة على المحطة الأرضية التابعة لمركز الاستطلاع الفضائي عن طريق محطات قطبية تسهم في سرعة وصول الصور.
كما يمتلك “عين الصقر” محطة متنقلة قادرة على إرسال واستقبال الصور من أي منطقة في العالم.
وسيتم استخدام صور القمر في مجالات المسح الخرائطي، والرصد الزراعي، والتخطيط المدني، والتنظيم الحضري والعمراني، والوقاية من الكوارث الطبيعية وإدارتها، ورصد التغيرات في البيئة والتصحر، فضلاً عن مراقبة الحدود والسواحل، كما يخدم القمر القوات المسلحة في توفير صور وخرائط عالية الدقة تساعدها في تحقيق مهامها بكل كفاءة واحترافية.
وبإطلاق “عين الصقر” تسجل الإمارات إنجازاً نوعياً جديداً، يعزز من مكانتها مركزا للأقمار الاصطناعية المتقدمة، حيث سيصبح هذا القمر هو الرابع لأغراض الرصد الذي تمتلكه الدولة، ليرتفع عدد الأقمار الاصطناعية للدولة إلى 12 قمرا، إضافة إلى عدد من الأقمار المكعبة الصغيرة للأغراض التعليمية والبحث والتطوير في مجالات تقنيات الفضاء.
إنجازات فضائية رائدة
ويضيف هذا الإنجاز الجديد إلى خبرات الإمارات في مجال الأقمار الاصطناعية، حيث كان لها السبق قبل سنوات في إطلاق مشروع “الياه سات”، والذي يعد أول مشروع من نوعه يخدم القطاعين العسكري والمدني من خلال أقماره في منطقة الشرق الأوسط، حيث يركز على نقل المعرفة والخبرة الفضائية، إضافة إلى شراء الأنظمة وصناعتها.
ويعزز نجاح دولة الإمارات في مجال الأقمار الاصطناعية من تنافسيتها على خارطة الدول المتقدمة، بعد أن أصبح امتلاك برامج الفضاء والقدرة على الانخراط في مجال تصنيع الأقمار الاصطناعية أهم مؤشرات قياس قوة الدول وتطورها المعرفي والتقني في عالمنا المعاصر. كما أن الانخراط الناجح في مجال الأقمار الاصطناعية وتكنولوجيا الفضاء بوجه عام بات جزءا لا يتجزأ من الاقتصاد الوطني والأمن القومي لدولة الإمارات، لأن هذه المجالات ترتبط بشكل وثيق بالتقدم في العديد من المجالات الأخرى، المدنية والعسكرية، ومن ثم فإنها تمثل إضافة حقيقية لقوة الدولة الشاملة.
واستطاعت دولة الإمارات أن ترسخ من مكانتها ضمن الدول الكبرى في مجال علوم الفضاء، فمنذ إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية في منتصف عام 2014، وإنجازاتها لا تتوقف، لأنها تمتلك طموحات وآمالا كبيرة ليس لها حدود، وتمضي بخطى واثقة وثابتة نحو تحقيق أهدافها.
ففي أكتوبر 2018 دخلت عصر التصنيع الفضائي الكامل بإطلاق “خليفة سات”، وتواصل جهودها الحثيثة لوصول أول مسبار إماراتي “مسبار الأمل” إلى كوكب المريخ في العام 2021، الذي يتزامن مع احتفالات الدولة باليوبيل الذهبي لتأسيسها، وتطمح إلى إيصال البشر إلى الكوكب الأحمر خلال العقود المقبلة، من خلال مشروع “المريخ 2117″، الذي يتضمن برنامجاً وطنياً لإعداد كوادر علمية بحثية تخصصية إماراتية في مجال استكشاف المريخ، من أجل بناء أول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر خلال مائة عام. وها هي الآن تطلق القمر الاصطناعي “عين الصقر” إلى مداره.
وأكد مطر سالم علي الظاهري وكيل وزارة الدفاع الإماراتية، أن نجاح الإمارات في إطلاق القمر الاصطناعي “عين الصقر” إلى مداره من المحطة الفرنسية “غيانا” الواقعة على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية يعد إنجازاً فريداً من نوعه، لأنه يثبت أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك كل الإمكانيات والقدرات التي تجعل منها نموذجاً ملهماً في صناعة الأمل للآخرين.
وقال، في تصريح بمناسبة إطلاق القمر الاصطناعي، إن “عين الصقر” هو تجسيد لإرادة التفوق التي تميز دولة الإمارات والتي استطاعت بحكمة قيادتنا الرشيدة أن تنخرط في المجالات النوعية الدقيقة التي كانت حكراً في السابق على الدول المتقدمة، كمجال الفضاء والأقمار الاصطناعية، وتعزز من إسهاماتها في خدمة الحضارة الإنسانية.
وأضاف أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الدعم الكبير من جانب قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات القائد الأعلى للقوات المسلحة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، حيث شكلت رؤيتهم الطموحة لانخراط الإمارات في مجال الفضاء وتصنيع الأقمار الاصطناعية الدافع الأكبر لأبناء الوطن للنجاح في هذا المجال الحيوي الدقيق الذي يعتمد على العلوم والتكنولوجيا والبحث العلمي واقتصاد المعرفة.
وأضاف أن ما يدعو إلى الفخر بهذا الإنجاز الوطني الكبير ليس فقط ما يمثله “عين الصقر” من أهمية كبيرة في المجالات المدنية والعسكرية، بل لديه خصائص فريدة من نوعها، حيث يمتلك محطة متنقلة قادرة على إرسال واستقبال الصور من أي منطقة في العالم، وسيتم استخدام صوره في مجالات متنوعة كالمسح الخرائطي، والتخطيط المدني، والوقاية من الكوارث الطبيعية وإدارتها، وتوفير صور وخرائط عالية الدقة، ومن مميزاته أن القائمين على إدارة هذا القمر هم من أبناء الوطن الذين باتوا يمتلكون المعارف والمهارات النوعية في هذا المجال الدقيق.
وأكد أن “عين الصقر” سيعزز من خبرة الإمارات التراكمية في مجال الأقمار الاصطناعية، خاصة أنه يأتي بعد سلسلة من النجاحات في هذا المجال، حيث كان لها السبق قبل سنوات في إطلاق مشروع “الياه سات”، والذي كان أول نموذج من نوعه يخدم القطاعين العسكري والمدني في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها دخلت عصر التصنيع الفضائي الكامل بإطلاق “خليفة سات” في أكتوبر الماضي، وتواصل استعداداتها من الآن لوصول أول مسبار إماراتي “مسبار الأمل” إلى كوكب المريخ في العام 2021، الذي يتزامن مع احتفالات الدولة باليوبيل الذهبي لتأسيسها، ليكون خير احتفال بهذه المناسبة الغالية على أبناء الوطن جميعاً.
وأشار إلى أن إنجازات الإمارات المتواصلة في مجال الفضاء والأقمار الاصطناعية يؤكد أنها تمتلك طموحاً لا سقف له إلا عنان السماء، وأنها قادرة على أن تكون ضمن الكبار في هذا المجال في غضون السنوات القليلة المقبلة.
طموحات جديدة
من جانبه قال الفريق الدكتور خليفة ثاني الرميثي رئيس اللجنة العليا لمشروع “عين الصقر” إن مشروع الإمارات للفضاء يؤكد تميّز تجربة التنمية والتطور في دولة الإمارات، التي تنطلق دوماً إلى الأمام بطموحات جديدة وأهداف عظيمة، وتنخرط في المجالات النوعية التي تثري تجربتها التنموية.
وأضاف: “جاء إطلاق القمر الاصطناعي الياه-3 في بدايات 2018 ليثبت ثقة وقدرة دولة الإمارات في تقدمها المستمر في مجال الأنظمة الفضائية والتي باشرت من خلاله التوسع إلى المهمات الفضائية التجارية البحتة وطرح منتجاتها المتقدمة في الأسواق العالمية وانطلق “خليفة سات” في شهر أكتوبر 2018 ليدشن دخول الإمارات عصر التصنيع الفضائي الكامل، خاصة أن فريق تصنيع القمر هم جميعاً من مواطني الدولة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 27 و28 سنة.
وتابع أن ذلك يؤكد أن دولة الإمارات تمتلك كل المقومات، البشرية والمعرفية والتقنية، التي تجعل منها نموذجاً يحتذى في تطوير قطاع الفضاء، خاصة أنها قطعت مراحل متقدمة على طريق وصول أول مسبار إماراتي “مسبار الأمل” إلى كوكب المريخ في العام 2021، الذي يتزامن مع احتفالات الإمارات باليوبيل الذهبي لتأسيسها، ليكون خير احتفال بهذه الذكرى الغالية.
وأكد أن الإقبال الكبير من المواطنين على الالتحاق ببرنامج الفضاء الإماراتي لا يعكس فقط مدى الحماس الوطني والرغبة في الإسهام في هذا الإنجاز التاريخي، وإنما يؤكد أيضاً أن الثروة الحقيقية والدائمة للإمارات تتمثل في أبنائها الذين يخوضون غمار التحدي في هذا المجال الذي يتطلب مهارات معرفية وخبرات تقنية خاصة، وهذا يبعث على الثقة والأمل في المستقبل.
وأضاف أن أهم ما يميز برامج الإمارات للفضاء أنها تضع من خلاله العرب بقوة على خارطة صناعة الفضاء بمشاريع نوعية تخطت ما أنجزه العالم في هذا المجال إلى آفاق جديدة تقدم من خلالها إضافات إيجابية مؤثرة تعزز من إسهاماتها في مسيرة التقدم الحضاري والإنساني. ولا شك أن خبرة الإمارات في مجال الأقمار الاصطناعية يؤهلها لذلك، فالقمر الاصطناعي “عين الصقر” يمثل إنجازاً نوعياً يعزز من مكانة الإمارات كمركز رائد ومعترف به على الصعيد العالمي في مجال الاستشعار عن بعد، والابتكار التقني، والتطبيقات الجغرافية المكانية.
كرست دولة الإمارات خلال عام 2020 مكانتها في نادي الدول الرائدة في مجال استكشاف الفضاء عبر إنجازات تاريخية.
وشكل إطلاق مسبار الأمل الإماراتي لاستكشاف المريخ في 20 يوليو/تموز الماضي أبرز الإنجازات الإماراتية في مجال الفضاء هذا العام، والذي أصبحت من خلاله عضوا في نادي مستكشفي المريخ الذي يضم 7 دول فقط على مستوى العالم.
ويترقب العالم موعد وصول مسبار الأمل إلى مداره حول كوكب المريخ في تمام الساعة 7:42 دقيقة من مساء يوم التاسع من فبراير/شباط 2021 ليباشر مهامه في نقل المعلومات وتسجيل الملاحظات لسطح المريخ والغلاف المحيط به والتي ستساعد العلماء على فهم الطقس على الأرض وما يرتبط به من ظواهر مناخية في كل منطقة زمنية، وخلال كل موسم.
إنجازات فضائية هامة يوضحها الإنفوجراف التالي:
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قال: “هدفنا أن يكون القطاع الخاص شريكاً أساسياً في خططنا الوطنية للفضاء.. وأن يقود هذا القطاع مستقبلاً”.
أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن الشركات الخاصة العاملة في الإمارات في مجال الصناعات الفضائية لها إسهامات وإنجازات نوعية تسهم في تعزيز مكانة الدولة بوصفها المركز الرائد والأكثر تطوراً في القطاع الفضائي بالمنطقة.
مشروع “مزن سات” يأتي ضمن الجهود المبذولة لترسيخ التقدم المعرفي في قطاع الفضاء الوطني وتعزيز أنشطة البحث العلمي في الجامعات.
أكد الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، أن القمر الصناعي “مزن سات” يترجم قدرة الشباب في الإمارات ومن بينهم الطلبة المهتمون بدراسة التخصصات العلمية ذات الارتباط بمجال الفضاء على المساهمة في تحقيق طموحات الدولة في القطاع الفضائي.
وقال إن مشروع “مزن سات” يأتي ضمن الجهود المبذولة لترسيخ التقدم المعرفي في قطاع الفضاء الوطني وتعزيز أنشطة البحث العلمي في الجامعات، لخلق جيل جديد من الكوادر الوطنية القادرة على المساهمة في خطط تطوير القطاع الفضائي مستقبلا.
وتطلق دولة الإمارات اليوم القمر الاصطناعي البيئي المصغر “مزن سات” الأول من نوعه في الدولة الذي صممه وطوره 30 طالبا من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والجامعة الأمريكية في رأس الخيمة.
وصمم القمر الاصطناعي ليستقر في مدار أرضي منخفض على ارتفاع 575 كلم بعد إطلاقه من قاعدة بليسيتسك الفضائية الروسية على متن الصاروخ “سويوز”.
وسيتولى فريق من طلبة الدراسات العليا في جامعة خليفة وطلبة البكالوريوس بالجامعة الأمريكية برأس الخيمة برصد ومعالجة وتحليل البيانات التي يرسلها “مزن سات” إلى المحطة الأرضية الرئيسية في مختبر الياه سات في جامعة خليفة والمحطة الأرضية الفرعية في الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة.
إنجاز شبابي
من جانبه قال الدكتور عارف سلطان الحمادي نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة: “يسعدنا أن نرى نجاح طلبتنا في المساهمة بإنجاز العمل على القمر الاصطناعي الجديد مزن سات والذي تم بالتعاون مع وكالة الإمارات للفضاء كما أن لدينا خطة لتصنيع ثلاثة أقمار اصطناعية مصغرة أخرى في المستقبل”.
وأضاف أن هذه الإنجازات تؤكد نهج الابتكار الذي تتبعه جامعة خليفة في المجالات الحيوية للدولة ومنها قطاع الفضاء الواعد والذي يشهد عددا من الإنجازات التاريخية المهمة والمتلاحقة حيث يساهم طلبة الجامعة في تلك المشاريع والإنجازات كما أن الابتكارات التي يقومون بها أثناء بحوثهم في الجامعة سيكون لها أثر كبير في مستقبل قطاع الفضاء في الدولة.
وقال البروفيسور حسن حمدان العلكيم رئيس الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة: “يعد إطلاق مزن سات حدثا بارزا في تاريخ الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة ويأتي هذا الإنجاز ثمرة جهود مشتركة بين الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة وجامعة خليفة وبرعاية وكالة الإمارات للفضاء، ويعكس هذا الإنجاز النهج الأمثل لتوفير تجربة تعليمية متكاملة للطلبة تمزج بين النظرية والتطبيق وبالشكل الذي يؤهلهم لمستقبل مهني واعد”.
الاستراتيجية ترسم ملامح العقد المقبل من عمل المركز من أجل تعزيز التنافسية العالمية والشراكات الاستراتيجية لقطاع الفضاء الوطني بالإمارات
اطلع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على الاستراتيجية الجديدة لمركز محمد بن راشد للفضاء 2021-2031 التي أطلقها المركز السبت.
وترسم الاستراتيجية ملامح العقد المقبل من عمل المركز من أجل تعزيز التنافسية العالمية والشراكات الاستراتيجية لقطاع الفضاء الوطني في دولة الإمارات، وبناء مرحلة جديدة من القدرات الإماراتية في مجال استكشاف الفضاء والتكنولوجيا والصناعات المرتبطة به، وفقا لوكالة أنباء الإمارات “وام”.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تغريدة له عبر حسابه على موقع “تويتر”: “طموح الإمارات في قطاع الفضاء يستشرف المستقبل ويخططه ويصنعه.. وشبابنا ومهندسونا وروادنا يفتحون آفاقاً جديدة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار في هذا المجال الحيوي لمستقبل عالمنا”.
وأضاف: “قطاع الفضاء في دولة الإمارات يشكّل رافداً لقطاع الفضاء العربي بالخبرات التي اكتسبها والمعارف التي طورها والشراكات الاستراتيجية التي عقدها… وبرامجه المستقبلية لتدريب الكوادر الوطنية في قطاع الفضاء وبناء الأقمار الاصطناعية ستدعم بالمعرفة والبيانات والابتكارات المؤسسات الأكاديمية والبحثية العلمية في الوطن العربي والعالم لما فيه خير الإنسان”.
وأكد أن الاستراتيجيات والبرامج المستقبلية التي وضعتها الإمارات في قطاع الفضاء تعزز مكانتها في نادي الدول الرائدة في استكشاف الفضاء وتطوير التعاون الدولي فيه، لأنها تدعم اقتصاد المعرفة والابتكار وتؤهل جيلاً متمكناً من الكوادر الوطنية التي تمتلك المعرفة والخبرة، وتلهم أجيالاً من الشباب في العالم العربي لرفع سقف الطموح والتحدي والتميّز في كل المجالات.
واستعرض الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مع فريق عمل المركز البنود الأساسية للاستراتيجية التي تؤسس لمرحلة جديدة من تعاون قطاع الفضاء الوطني مع المؤسسات العالمية وتوفر المقومات النوعية التي تعزز قدرات الدولة على المنافسة في قطاع الفضاء الدولي.
وتشمل الاستراتيجية مكونات برنامج الإمارات الوطني للفضاء، كما تغطي 5 مكونات أساسية هي مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”، واستراتيجية المريخ 2117، وبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، وبرنامج تطوير الأقمار الاصطناعية، وبرنامج استدامة قطاع الفضاء الإماراتي.
3 محاور
وتعرّف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على الإطار الزمني المستقبلي لأهم المشاريع الاستراتيجية وفق ثلاثة محاور، بما في ذلك مسبار الأمل، والقمر الاصطناعي البيئي، ومشروع الإمارات لاستكشاف القمر، والمهمة الثانية لرواد الفضاء، ضمن محور المهمات الفضائية، ومركز الإبداع والتطوير، وأبحاث الأمن الغذائي في الفضاء، وبرنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء، ومدينة المريخ العلمية، ضمن محور الأبحاث والتطوير، وبرنامج رواد الأعمال في الفضاء، والمؤتمر الدولي للفضاء، والمنظمة العالمية للاستدامة في الفضاء ضمن محور الاستدامة.
أهداف عالمية
واستمع من فريق عمل المركز إلى أهداف الاستراتيجية الجديدة المتمثلة بترسيخ الابتكار في قطاع الفضاء الوطني، وإعداد جيل جديد من الكفاءات والكوادر الوطنية المؤهلة في قطاع الفضاء الوطني، وإلهام جيل جديد من الشباب في العالم العربي لمتابعة تخصصات متقدمة في قطاعات العلوم والتكنولوجيا والفضاء.
يأتي ذلك إضافة إلى تعزيز ثقافة البحث والتطوير والتعاون مع المؤسسات والوكالات العالمية المعنية بقطاع الفضاء، واجتذاب استثمارات جديدة إلى قطاع الفضاء الوطني الذي استقطب خلال السنوات القليلة الماضية 22 مليار درهم، فضلاً عن تحقيق استدامة قطاع الفضاء الوطني تماشياً مع الاستراتيجية الوطنية للفضاء لإعداد جيل جديد من مهندسي ورواد الفضاء الإماراتيين والعلماء وخبراء التكنولوجيا والابتكار في هذا المجال الحيوي.
الاستكشاف العلمي
وتشمل محاور الاستراتيجية مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بأحدث مستجداته ومسار مسبار الأمل حتى الآن، إضافة إلى دور المشروع في تعزيز الاستكشاف العلمي وتوفير معلومات وبيانات للمرة الأولى من نوعها في متناول أكثر من 200 مؤسسة أكاديمية وبحثية علمية حول العالم، وترسيخ ثقافة التعاون الدولي في مجال علوم الفضاء لفائدة الإنسانية.
كما تغطي الاستراتيجية مشروع الإمارات لاستكشاف القمر وإرسال أول مهمة عربية بكفاءات وطنية إليه بحلول عام 2024، إلى جانب استراتيجية المريخ 2117 الطموح التي توظف أحدث ما توصلت إليه المعرفة البشرية لاستكشاف الفضاء الخارجي.
بناء الأقمار
كما تشمل محاور الاستراتيجية برنامج تطوير الأقمار الاصطناعية لتعزيز خبرات هذه الصناعة على المستوى الوطني واستدامة توفير البيانات من خلال أقمار اصطناعية إماراتية، مثل دبي سات 4، وخليفة سات، ومزن سات.
وتغطي الاستراتيجية أيضاً برنامج الإمارات لرواد الفضاء بالشراكة مع وكالة “ناسا” لإعداد وتأهيل رواد الفضاء الإماراتيين وتعزيز خبراتهم لمهام فضائية مستقبلية ودعم تحقيق تطلعات الدولة في قطاع الفضاء.
استدامة
وتشمل الاستراتيجية برنامج استدامة قطاع الفضاء الإماراتي بمحوريه الأكاديمي والاقتصادي بالشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التربية والتعليم وجامعة دبي ونخبة من المؤسسات المتخصصة في صناعات الطيران والفضاء، لما فيه دعم مركز للإبداع والتطوير وبرنامج رواد الأعمال في الفضاء، وإلهام أكثر من 22 ألف طالب وطالبة في مجال الفضاء، والمساهمة بجعل دولة الإمارات وجهة للخبراء في تقنيات الفضاء.
مرحلة جديدة
وقال حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء: “نباشر مرحلة جديدة من رحلة المركز بدعم لا محدود من القيادة الرشيدة لتحقيق الريادة والتميز في هذا القطاع الحيوي لمستقبل الإنسانية، مستندين إلى أسس متينة ومستفيدين مما حققناه حتى الآن، لتحقيق أهداف الاستراتيجية الجديدة وتوسيع إطار عملنا ليشمل تمكين دولة الإمارات من المنافسة بقوة على الساحة العالمية في قطاع الفضاء، وبناء بيئة حيوية داعمة للمشاريع الناشئة في هذا القطاع على أرض الدولة، مع عقد شراكات محورية ومد جسور التعاون المعرفي العالمي مع مؤسسات ووكالات الفضاء العالمية”.
وأضاف المنصوري: “تؤكد الاستراتيجية الجديدة التزامنا بتحقيق حلم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وترسيخ مكانة الدولة لاعباً رئيسياً على الساحة الدولية في مجال استكشاف الفضاء والصناعات المرتبطة به من أجل مستقبل الإنسان في دولة الإمارات والعالم”.
مهام نوعية
بدوره قال يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: “طموحنا بتعزيز موقع الإمارات بين الدول الرائدة في قطاع الفضاء الدولي كان الأساس لوضع أهداف استراتيجيتنا للعقد المقبل. وبالبناء على استراتيجيتنا القائمة وركائز عملنا الراسخة، هدفنا الآن هو مواصلة التركيز على الأبحاث والتطوير والاستدامة لتحقيق هذه الأهداف ودعم إرسال المزيد من المهام الفضائية النوعية”.
وأضاف الشيباني: “استراتيجيتنا الجديدة هي مؤشر على قدرتنا على خوض تحديات جديدة وإحداث نقلات نوعية تختصر الزمن في مجالات متخصصة ومتقدمة، وتعزز جهوزية دولة الإمارات لتكون لاعباً رائداً في مستقبل استكشاف الفضاء. وبدمج جهودنا وبرامجنا، نتطلع إلى كتابة فصل جديد من الإنجازات في مجال استكشاف الإنسان للفضاء”.
وتمثل مبادرات وبرامج مركز محمد بن راشد للفضاء داعماً رئيساً لقطاع الفضاء الوطني في دولة الإمارات، وحافزاً ملهماً لقطاع الفضاء في المنطقة والعالم العربي، كما تعد نموذجاً للتعاون العلمي الدولي في مجال أبحاث وعلوم وصناعات وتكنولوجيا استكشاف الفضاء.