أخبار السياسة المحلية

قائد انقلاب السودان يتنصل عن مسؤولية قتل المتظاهرين

الخرطوم – صقر الجديان

قال رئيس مجلس السيادة الانقلابي في السودان عبد الفتاح البرهان، إنهم يعملون مع القضاء لمعرفة من يقف وراء قتل المتظاهرين، وأن الأيام ستكشف من يقف خلف جرائم قتل المتظاهرين.

وأضاف البرهان في مقابلة بثتها قناة «العربية»، الجمعة، معلقاً على التظاهرات ووقوع قتلى خلالها: «التظاهر السلمي حق مكفول للجميع.. وقوع ضحايا في التظاهرات أمر غير مقبول وسنحاسب المتورطين».

ومنذ وقوع انقلاب البرهان على السلطة المدنية في 25 اكتوبر الماضي، سيّرت جماهير الشعب السوداني عدة مواكب رافضة للانقلاب كان أولها في يوم 25 اكتوبر ذاته وآخرها يوم الثلاثين من نوفمبر الماضي، سقط خلالها أكثر من «40» شهيداً ومئات الجرحى والمعتقلين.

وكشف البرهان خلال المقابلة، أن التغييرات الأخيرة في الجيش والأمن مرتبطة بما حدث في التظاهرات، وقال: «لن نتهم أي طرف حتى الآن بقتل المتظاهرين.. وسننتظر التحقيقات».

الدولة العميقة
وقال البرهان إن الدولة العميقة موجودة في كل مكان وتعمل على إعاقة التقدم.

وأضاف بأن نظام الرئيس المخلوع عمر البشير جزء من الدولة العميقة.. وهناك قوى سياسية حالية تلعب نفس الدور.. «توجد قوى سياسية تعيق عملية الانتقال الديمقراطي».

وأضاف أن الشعب السوداني بالكامل يدعم قراراته، وبعض النخب ترفضها- حسب قوله.

وأكد أنه لن يترشح للرئاسة السودانية وقال: «لدي مهمة محددة ملتزم بها أمام الشعب والجيش وهي استكمال الفترة الانتقالية. لن أترشح للرئاسة حتى لو طُلب مني ذلك. مهمتي تنتهي بانتهاء الفترة الانتقالية».

وذكر أن أبرز ما يعمل عليه حالياً هو تشكيل هيئة عليا للانتخابات، وتابع: «لا نريد استبدال أحد من القوى السياسية، بل نريد إفساح المجال للجميع».

وأوضح أن رفع حالة الطوارئ مرتبط باجتماع مع الحكومة والتنسيق مع مجلس الأمن والدفاع.

الاتفاق السياسي
واعتبر البرهان أن الاتفاق السياسي الأخير مع رئيس الحكومة عبد الله حمدوك كان بداية حقيقية للفترة الانتقالية في البلاد، وقال إنه لم يتم إنجاز الكثير من مهام الفترة الانتقالية من قبل قوى سياسية.

واتهم البعض بأنهم يريدون أن يجعلوا من المكون العسكري شماعة لفشل الكثيرين، وقال «إن الوضع الانقلابي لا ينطبق على إجراءاتنا.. ولكنها عملية تصحيح».

وأضاف أن الجيش أوضح منذ البداية أنه سيمضي في الإصلاح، وتابع: «نريد شراكة مع القوى السياسية للإعداد للمرحلة الانتقالية».

وأشار إلى أن اختيار رئيس القضاء والنائب العام هو من ضمن اختصاص مجلس السيادة، وقال: «حمدوك له الحرية المطلقة في اختيار مساعديه». وتابع: «نريد من حمدوك الاستعانة بكفاءات مستقلة».

الأجندة الخارجية
وأكد البرهان، أنه لا يتهم أحداً بتنفيذ أجندة خارجية، وقال: «لكن نرى ذلك بالعين المجردة من بعض القوى.. أجندة بعض القوى السياسية مع الخارج تهدف لعرقلة عملية الانتقال في السودان».

وعن علاقة السودان مع إسرائيل، اعتبر البرهان أن تسوية هذا الملف كان ضرورياً لإعادة السودان إلى المجتمع الدولي، وقال: «علاقة السودان مع إسرائيل ربما تتخذ شكلاً طبيعياً في النهاية».

وحول النزاع مع إثيوبيا قال: «نسعى إلى الحصول على حقوقنا في الحدود مع إثيوبيا.. سنحصل على أراضينا من إثيوبيا بالتفاوض وليس بالحل العسكري». وشدد على أن السودان لا يدعم جبهة تحرير تيغراي في إثيوبيا.

وأقر البرهان بأن شرق السودان لديه قضية يعملون على حلها، وقال إن مفاوضات السلام متوقفة، وأعرب عن أمله باستكمالها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى