قبل «هدنة» رمضان.. غبار المعارك يطمس «الخيط الأبيض» بالسودان
الخرطوم – صقر الجديان
بدد دوي الرصاص والاشتباكات العنيفة في السودان الأمل في أن تنجح الضغوط الدولية في فرض هدنة في شهر رمضان.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر قرارا يدعو إلى إقرار هدنة، حظيت بترحيب دولي إقليمي، في البلد الذي استنزفته الحرب الدائرة منذ أبريل/نيسان الماضي، بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأعلنت قوات الدعم السريع قبولها إقرار هدنة رمضان لإفساح الطريق أمام السودانيين لالتقاط الأنفاس في شهر الذي يكتسب مكانة خاصة في العالم الإسلامي.
بدوره، رحب الجيش بالهدنة لكنه تساءل عن آليات تنفيذها على الأرض.
وأفادت مصادر عسكرية وفقا لما نقلته “العين الإخبارية”، بأن الجيش السوداني يسيطر على جميع أحياء مدينة أم درمان القديمة، باستثناء حي “الملازمين”، ومقر الإذاعة والتلفزيون.
وقالت المصادر إن “معارك طاحنة تدور حاليا في محيط حي الملازمين بالمدينة”.
وأم درمان ثاني كبرى المدن السودانية وجزء من ولاية الخرطوم.
وفرض الجيش سيطرته الكاملة على سوق أم درمان، وشارع حي “العرضة”، واستاد الهلال واستاد المريخ.
وأكدت المصادر أن الجيش يتقدم في محور أحياء “أم بدة”، لكنه لم ينجح بعد في فرض سيطرته، وسط كر وفر في المعارك العنيفة الدائرة بتلك الأحياء.
وسبق أن توصل فرقاء السودان إلى هدن بمساعٍ سعودية وأمريكية لكنها لم تصمد على الأرض.
وفي محور جنوب أم درمان، تقول المصادر العسكرية، إن المعارك البرية توقفت تقريبا، إلا أن قصفا متبادلا يجري من وقت لآخر خاصة على منطقتي “سلاح المهندسين” و”السلاح الطبي”، حيث يفرض الجيش سيطرته.
وأكدت المصادر العسكرية، أن الجيش يسيطر في مدينة أم درمان، على محلية “كرري” (شمال)، وأحياء أم درمان القديمة، “بانت، العباسية، الموردة، سوق أم درمان، المهندسين، الفتيحاب، وأجزاء من حي العرضة، وأم بدة الحارة الأولى، والثانية، والرابعة، والخامسة.
جغرافيا السيطرة
ووفق المصادر العسكرية، فإن مناطق سيطرة الدعم السريع في أم درمان، تتمثل في حي “الملازمين”، ومقر “الإذاعة والتلفزيون”، وأجزاء واسعة من حي “أم بدة” مترامية الأطراف، وأجزاء من أحياء “العرضة، الدوحة، المنصورة، المربعات، حي النخيل، حي البستان، البنك العقاري، الشقلة، صالحة، وغرب الحارات”.
وحسب المصادر العسكرية، فإن الجيش السوداني، يتقدم نحو الإذاعة والتلفزيون، وعادة ما تحدث اشتباكات في حي “الملازمين”، بينما يحاول الجيش التقدم نحو جسر “ود البشير”، من الناحية الشمالية، مع تواجد مكثف لقوات الدعم السريع.
وأكدت المصادر العسكرية أن الجيش السوداني يستخدم بشكل مكثف المسيرات في أم درمان، بينما تعتمد قوات الدعم السريع على القصف المدفعي المكثف.
بحري وشرق النيل
وفي حي بحري، المدينة التي تقع من الناحية الشمالية للخرطوم، ضمن المثلث الحضري الذي تتكون منه العاصمة، تدور الاشتباكات العنيفة بين الجيش، وقوات “الدعم السريع”، حيث يسيطر الجيش على أغلب أحياء “الكدرو”، وأجزاء من حي “السامراب”، وكذلك تقوم قوات الجيش في شمال بحري بوضع حواجز لقوات “الدعم السريع مع وجود خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وطبقا للمصادر، فإن محور شرق بحري يشهد تحركات عسكرية وتحشيدا من الجانبين، وذلك في منطقة “دردوق” و”نبتة” وتدور هناك معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
ونوهت المصادر بأن محور جنوب بحري يشهد هدوءا نسبيا، وعمليات تمشيط متقطعة تنفذها قوات الجيش نحو المنطقة الصناعية وكوبر.
وحسب المصادر العسكرية، فإن المناوشات تدور في محيط معسكر “العيلفون” ومحيط معسكر “حطاب” وبين الحين والآخر قصف الطيران والمسيرات والمدفعية تجمعات قوات “الدعم السريع.”
وقال الفريق أول ركن ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش السوداني، في بيان، اليوم الأحد، إنه لن تكون هناك هدنة في السودان خلال شهر رمضان ما لم تغادر قوات الدعم السريع شبه العسكرية المنازل والمواقع المدنية.
ولاية الجزيرة
ومع تصاعد وتيرة العنف، ما زالت ولاية الجزيرة (وسط) تشهد توغلا واسعا لقوات “الدعم السريع”، التي أسقطت الفرقة الأولى مشاة في عاصمة الولاية ود مدني، منتصف ديسمبر/كانون الثاني الماضي.
وطبقا للمصادر العسكرية، فإن قوات “الدعم السريع”، اقتحمت عشرات القرى بولاية الجزيرة، دون مقاومة من الجيش السوداني.
وفي أعقاب سقوط مدينة “ود مدني” أعلن الجيش السوداني، تشكيل لجنة للتحقيق في أسباب انسحاب الجيش من الفرقة والدفاعات لكن نتائج التحقيق لم تظهر إلى العلن.
محور مدينة بابنوسة
ومع استمرار القتال في مساحات شاسعة من السودان، قالت غرفة طوارئ بابنوسة بولاية غرب كردفان، إن الاشتباكات بين الجيش وقوات “الدعم السريع” لا تزال متواصلة في المدينة التي هجرها أغلبية سكانها تقريبا.
ونفذت قوات “الدعم السريع” في 22 يناير/كانون الثاني الماضي، عملية عسكرية من أجل السيطرة على قاعدة الجيش بابنوسة، لكن الأخير ظل يُدافع بقوة دون أن يتمكن من إبعادها عن المدينة رغم غارات الطيران.
وقالت غرفة الطوارئ، في بيان اطلعت عليه “شبكة صقر الجديان”، إن “الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع لا تزال متواصلة في بابنوسة.”
وأشارت إلى أن غارات طيران الجيش الحربي، بما في ذلك قصفه بالبراميل المتفجرة منازل وقرى بابنوسة، أودى بحياة أشخاص وخلف دمارًا شاملًا في الممتلكات.
وتحاول قوات “الدعم السريع” السيطرة على المدينة من أجل اتخاذها مركزا لمهاجمة بقية مناطق غرب كردفان، خاصة وإنها في موقع استراتيجي لتحقيق ذلك، كما أنها مركزا تجاريا حيويا في منطقة كردفان الكبرى.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 يخوض الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، حربا خلفت أكثر من 13 ألف قتيل ونحو ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.