قوات الدعم السريع ترحب ببعثة تقصي الحقائق في مناطق سيطرتها
الخرطوم – صقر الجديان
أبدت قوات الدعم السريع في السودان التي يقودها الفريق الأول محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي ترحيبها ببعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة مؤكدة أن جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها مفتوحة أمامها وأنها ستمكنها من كافة المعلومات وستتولى حماية كافة أعضائها وأيضا الشهود، وذلك لتحقيق العدالة وتبرئة ساحة الدعم السريع من الادعاءات الكاذبة.
ونقلت وكالة أنباء العالم العربي عن إبراهيم مخير عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع قوله الجمعة إن “قوات الدعم السريع ترحب بعمل هذه اللجنة لسببين أولهما: نحن منزعجون بشدة من زيادة الانتهاكات من جانب قائد الجيش عبدالفتاح البرهان والميليشيات الإسلامية التي تقاتل بجانبه، وثانيا أننا نعتقد أن هذه البعثة سوف تبرئ الدعم السريع من الادعاءات بأنه ارتكب فظائع، وهذا أمر زائف كما أن البعثة ستساعد في تحقيق العدالة”.
وبدأت بعثة أممية، شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أكتوبر الماضي، عملها الخميس، بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي خلال الصراع في السودان.
ويشهد السودان قتالا عنيفا منذ أبريل بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق دقلو.
وحققت قوات الدعم السريع في الآونة الأخيرة مكاسب عسكرية، إذ سيطرت على ود مدني، إحدى أكبر المدن في السودان، وعززت قبضتها على منطقة غرب دارفور.
وشدد مخير على “التزام الدعم السريع بالشفافية فيما يخص تقديم المعلومات للبعثة الأممية، ليس ذلك فحسب، بل توفير الحماية لأعضاء البعثة ومرافقيهم وكذلك توفير الحماية للشهود”.
وقال إن “قوات الدعم السريع تسعى لتحقيق العدالة لا لإخفاء الحقائق أو تضليل أو إرهاب أحد، ولن نتوانى عن تقديم كل من يثبت جرمه للعدالة، حتى لو كان بين صفوفنا”.
وأوضح مخير أن قوات الدعم السريع، تتعامل بجدية مع كل التهم الموجهة لعناصرها وتحقق فيها بغض النظر عن مصدرها.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع “طورت آليات لمحاكمات ميدانية للمخالفين من عناصرها، لكن لاتزال تنقصنا المعينات الفنية والتقنية، والبعثة ستوفر لنا ذلك متي ما اعتمدت تقريرها أو ربما قبل ذلك وهو ما سيساعد في سرعة إجراء المحاكمات ودقة التحقيقات”.
ودعت البعثة الأممية الأفراد والجماعات والمنظمات إلى تقديم ما لديهم من معلومات مشددة على أن ذلك يتم بسرية.
ويستمر عمل البعثة لمدة عام ينتهى بتقديم المحققين نتائجهم الأولية خلال جلسات مجلس حقوق الإنسان في يونيو ويوليو، يليها تقرير شامل في سبتمبر وأكتوبر.
ويأتي ذلك في وقت عبرت فيه الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) عن قلقها، الخميس، من استمرار القتال في السودان، ودعت طرفي النزاع لعقد لقاء مباشر خلال أسبوعين.
وتغيب ممثلو الحكومة السودانية عن اجتماع إيغاد بالعاصمة الأوغندية كمبالا، بينما حضر قائد قوات الدعم السريع للاجتماع.
وقال مخير إن “مقاطعة البرهان للقمة كانت مخيبة لآمالنا وآمال كثير من السودانيين، ونعتبره تهرباً من السلام خوفاً من استحقاقاته وهي المحاسبة والقبض على من أدخلوا السودان في هذه الأزمة الإنسانية ومن بينهم البرهان”.
وأضاف أن “المساحات التي يتحرك فيها البرهان والإخوان المسلمين تتقلص يوميا دبلوماسياً في الخارج وعسكريا في الداخل بينما يزداد عدد السياسيين السودانيين المؤيدين والمساندين لتوجه الدعم السريع في تخليص السودان والإقليم، بل العالم أجمع من هؤلاء المتطرفين”.
وعن مهلة الأسبوعين التي حددتها إيغاد لعقد لقاء بين قائد قوات الدعم السريع وقائد الجيش، أكد مخير “نحن نمد أيدينا لأي أمر يخفف المعاناة الإنسانية عن أهلنا في السودان، ولا مانع لدي قيادتنا من مقابلة البرهان تحت مظلة ايغاد “.
ودعا مخير إلى إعادة تفعيل قرارات حظر الطيران الصادرة عن مجلس الأمن أثناء الحرب في دارفور، لافتا إلى أن “طيران الجيش يستهدف المناطق المكتظة بالسكان، وأماكن العبادة والأسواق والأحياء السكنية ومحطات المياه والكهرباء، وهناك آلاف القتلى وملايين النازحين واللاجئين”.
وقال مخير إن “الجيش السوداني يتفكك وهناك الآن مجموعات صغيرة للقتل تتحرك دون انضباط وتستهدف الأفراد من أطباء وإعلاميين وغيرهم، كما أن توزيع السلاح على المدنيين دون ضابط تحت راية الاستنفار” هو أمر بالغ الخطورة.
وأشار مخير إلى أن الدعم السريع قام بخطوات عديدة نحو إقرار السلام في السودان.
وأضاف أن دقلو وقع قبل أيام اتفاقية أديس أبابا مع عدد من السياسيين السودانيين على رأسهم رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك الذي يقود تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” من أجل الإسراع بوصول السودان إلي الاستقرار والسلام، مشيرا إلى أن قوات الدعم السريع دعت إلى توسيع مظلة الاتفاقية لتشمل كل السودانيين.
كما عبر مخير عن استعداد الدعم السريع “للتعاون على كافة المستويات والتنسيق مع المدنيين لكي يستقر السودان ونبدأ عملية سياسية تحقق الديمقراطية في بلادنا، لكن الجيش لم يوقع إلى الآن على تلك المبادرة”.
واستطرد قائلا “قبل ذلك استجبنا لمبادرة جدة وما تزال وفودنا هناك رغم انسحاب الجيش، ومستعدون للتفاوض شريطة القبض على الإسلاميين الهاربين من السجون”.
وردا على سؤال عن الدعوات المطالبة بنقل القضية السودانية إلى مجلس الأمن، قال مخير “لا نتمنى أن يزداد الأمر تعقيدا، لكن لا مانع من التصعيد، نحن ضاع منا السلام وسوف نبحث عنه أينما كان”.
وتشهد العاصمة الخرطوم والمدن المجاورة لها قتالا عنيفا بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل 2023، إثر خلافات سياسية وأمنية، تسببت في نزوح أكثر من خمسة ملايين سوداني داخل وخارج البلاد، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 5 آلاف من المدنيين، ما تطلب تدخل منظمات إنسانية محلية ودولية لمساعدة المتضررين.