مبادرة لتوحيد أهل دارفور لإنهاء العنف في الإقليم
الخرطوم – صقر الجديان
أطلق مؤسس هيئة النازحين واللاجئين بدارفور، مبادرة لتوحيد أهل الإقليم لإيقاف العنف المستشري فيه، معلنًا دعمه لمقترح حركة تحرير السودان الخاص بالحوار السوداني – السوداني.
ويشهد إقليم دارفور، بين الفينة والأخرى، نزاعًا مسلحًا يتخذ طابعًا قبليًا، يؤدي بحياة عشرات الأشخاص إضافة إلى مئات الجرحى.
وأطلق حسين أبو الشراتي، وهو من قيادات النازحين في دارفور، مبادرة لتوحيد أهل الإقليم وإيقاف العنف فيه ولمنع تحقيق الخطط المحاكة ضده.
ودعا في بيان، تلقته “شبكة صقر الجديان”، إلى وحدة الصف وترك الكراهية وتناسي الجراحات في صغائر الأمور، مع نيل الذين أجرموا بحق دارفور جزاءهم وفق القانون، على أن يترك هذا الأمر للضحايا.
وقال: “علينا نبذ كل الظواهر القبلية الحزبية والمناطقية والعودة إلى الأخلاق الحميدة التي عاشها أجدادنا، وذلك باحترام النفس والرأي والرأي الآخر، ونبذ سياسة الاستقواء بالأيادي الخارجية عن الإقليم بمفهوم نحن العرب أو نحن الزنوج”.
وأشار أبو الشراتي إلى إنه من الضروري انتهاز فرصة التحول السياسي في البلاد للعبور بـ “قوة الوحدة والتسامح حتى نحقق غايات وطموحات أهلنا وانتشالهم من براثن التهميش المقصود”.
وتابع: “يجب على مواطني الإقليم الخروج من دائرة الرأي الفردي من أجل المصلحة إلى رأي الجماعة وأعمال مبدأ الشورى والتحرر من الانقياد وراء الساسة والإدارات ذات الهوى والمطامع الشخصية الذين لا يهمهم معاناة المنكوبين”.
وأتهم أبو الشراتي أشخاص -لم يسمهم -بالسعي ودعم استمرار القتل في الإقليم، “حتى ترد اسماءنا في الجنائية كما وردت اسماء من ارتكبوا الجرائم ضد الإنسانية”.
وتتهم المحكمة الجنائية الدولية الرئيس المعزول عمر البشير واثنين من كبار معاونيه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور.
وعنون أبو الشراتي مبادرته إلى الإدارات الأهلية والحركات المسلحة الموقعة وغير الموقعة على اتفاق السلام وأبناء دارفور في مجلسي السيادة والوزراء، إضافة إلى المثقفين والمرأة والشباب والأساتذة والمفكرين ورجال الدين.
وأضاف “هؤلاء المذكورين الذين يكونون سببا وسندا لنجاح هذه الخطة عبر المبادرات والجلسات المتوالية لتبادل الآراء ساعين جادين من أجل الخروج بإقليم دارفور وشعبه من ظلمة الجهوية والتفرقة إلى شاطئ الوحدة والأمن والاستقرار والتنمية المستدامة”.
واعتبر مبادرته حال حظيت بالقبول نجاحاً لمقترح رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور الخاص بالحوار السوداني -السوداني.
ويرفض عبد الواحد إجراء مفاوضات معه للتوصل إلى سلام، مقترحًا بدلا عن ذلك إجراء مؤتمر داخل البلاد لمناقشة جميع قضاياها بغرض الوصول إلى حلول لها، لكنه لم يطرح المبادرة بصورة رسمية حتى الآن.
وأتهم أبو الشراتي بعض الطبقات الصفوية في النظام السابق بإتباع عدد من السياسات للتفريق بين مكونات مجتمع دارفور الذي “عُرف بالتسامح وعلاقات التواصل الاجتماعي”.
وتابع: “بالرجوع للأحداث في الإقليم نجد صناعتها من النيل الشمالي، تحديدًا من الطبقات التي حكمت البلاد منذ خروج الإنجليز، وذلك باستغلال بعض من سكان دارفور بقبائلهم المختلفة ضد بعضهم البعض بدوافع عرقية وسياسية”.
وأشار إلى أن هذه السياسات اشتملت على تحريض القبائل العربية على الزنجية، ومن ثم القبائل العربية على بعضها، وذلك بغرض “عدم وحدة أهل غرب السودان لكي لا يصلوا إلى الحكم في الخرطوم لنيل رئاسة الجمهورية”.
وقال أبو الشراتي إن هذه الخطة نجحت وسببت حروب “لم يسلم فيها من الموت والتشرد والنزوح وعدم الاستقرار لا عربي ولا زنجي”.