مسؤولة: ارتفاع وفيات الأمهات وغموض يكتنف مصير المختفيات قسريًا
بورتسودان – صقر الجديان
حذّرت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل، سليمى إسحاق من ارتفاع مُقلق في معدلات وفيات الأمهات في السودان، مُشيرةً إلى وجود حالات وفاة غير مُسجلة بسبب عدم لجوء العديد من النساء إلى المستشفيات.
وأوضحت إسحاق، في تصريح نقله موقع ـ”سودان تربيون”، بأن انهيار النظام الصحي وتوقف أكثر من 80% من المستشفيات والمراكز الصحية جراء الحرب، أدى إلى اعتماد الكثير من النساء على الولادة في المنازل بمساعدة القابلات التقليديات، مما زاد من مخاطر الوفاة.
ورجّح مختصون أن تصل نسبة وفيات الأمهات في حالات الولادة بعد اندلاع الحرب إلى 15%، كنتيجة حتمية لتردي الأوضاع الصحية في البلاد.
وأضافت إسحاق أن “الطرق غير الآمنة” تُعيق وصول العديد من الأمهات والحوامل إلى الخدمات الصحية المتاحة، مما يُفاقم المشاكل ويزيد من حالات الوفاة.
وفي سياق متصل، أشارت إسحاق إلى صعوبة تأكيد الأرقام المتداولة حول اختفاء أكثر من 500 ألف امرأة، بسبب عدم وجود تقرير رسمي ورفض العديد من الأهالي الإبلاغ عن حالات الاختفاء لأسباب مختلفة.
من جانبه، رسم محمد عصمت، رئيس الحزب الاتحادي الموحد، صورة قاتمة للواقع في السودان بعد أكثر من 500 يوم من الحرب.
وقال عصمت، في تصريح لـ”سودان تربيون”، إن الكارثة الإنسانية تتّسع يوماً بعد يوم، ولا تقتصر على مناطق النزوح والملاجئ، بل تمتد إلى المناطق التي تُعتبر “آمنة” نسبيًا، والتي تشهد انتشاراً مُقلقاً للأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك، بالإضافة إلى الأضرار الناجمة عن الفيضانات والأمطار.
وأضاف أن “الحر تستعر كل يوم بفعل القصف الجوي والتدوين المدفعي الذي يستهدف المدنيي والأهداف المدنية، مصحوباً بخطاب الكراهية والعنصرية الذي يهدد وحدة البلاد”.
ودعا عصمت جميع القوى السياسية والمدنية إلى “توحيد الصفوف وإعادة تشكيل المشهد الوطني” لمواجهة هذه التحديات.
يُشار إلى أن تقارير أممية حذّرت من أن الحرب في السودان تُهدد بإحداث واحدة من أسوأ أزمات الجوع في العالم، حيث يُعاني أكثر من 1.2 مليون امرأة حامل ومرضع من سوء التغذية.
كما أشار خبراء اقتصاديون إلى أن انكماش الاقتصاد السوداني بنحو 45%، يُفاقم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يعاني منها الشعب السوداني، خاصة وسط النساء والأطفال.