سفر وسياحة

مشاريع أردوغان “القبيحة” تفسد روعة إسطنبول

 

انتقدت مجلة “دير شبيجل” الألمانية، مشاريع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول،وقالت إنها دمرت روح المدينة التاريخية.

وتقول المجلة ذائعة الصيت، على مدار سنوات، دأب الرئيس التركي على التباهي بمشاريع بنية تحتية، تأرجحت بين كباري وقنوات مائية وسدود ومبان إدارية، لكن الرجل الذي طالما استعان بالتاريخ لتبرير أفعاله السياسية، يدمر بنفسه وجه إسطنبول التاريخي بتلك المشاريع “القبيحة”.

وتضيف،في إسطنبول، تدمر المشاريع الحكومية روح المدينة التاريخية، رغم أنها من أهم مراكز الجذب السياحي، إذ يقصدها 15 مليون سائح سنويا لزيارة أهم أثارها مثل آيا صوفيا .

ولجأت المجلة الألمانية، في تحقيقها إلى أحد المصادر الذي تحدث باسم مستعار ،”ديفيريم”، ما يعكس حالة الخوف في تركيا من مجرد الحديث في الأمور العامة.

ويقول “ديفيريم”، “المرء لا يمكن أن يشعر بالأمان في بلد يهدد فيه منتقدي الحكومة علانية، ويحاكمون أيضا”، مضيفا “لذلك أطلب أن تظل هويتي مجهولة”.

وتقول المجلة،منذ أكثر من ثلاثة سنوات، أنشأ ديفيريم حساب على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، باسم “إسطنبول القبيحة”، يوثق أمثلة على مظاهر التشقق والفشل المعماري في المدينة التاريخية.

ووفق دير شبيجل، فإن ديفيريم يحصل كل يوم تقريبا على صور جديدة لمواقع البناء التي لا تعد ولا تحصى في المدينة  واللوحات الإعلانية الضخمة التي تخفي عمدا وجهات تاريخية فريدة في المدينة، والهياكل الفولاذية والزجاجية التي تغطي مساجد عمرها مئات السنين، والخرسانة التي حلت محل المساحات الخضراء.

ويقول ديفيريم وفقما نقلت المجلة “أنا لست خبيرا، أنا فقط من سكان إسطنبول العاديين الذين يحبون مدينتهم”، مضيفا “التغييرات التي حدثت في السنوات الأخيرة فاضحة وشائنة وقبيحة بجنون”.

ويوضح “لقد أفسدت المشاريع الحكومية المسماه كبرى، المدينة، بالإضافة لافتقار إسطنبول للضوابط والمتطلبات الهيكلية للحفاظ على مظهر المدنية التاريخي”.

ويحقق ديفيريم نجاحا كبيرا في فضح الوجه القبيح لمشاريع أردوغان، حيث وصل عدد متابعي حسابه على تويتر إلى 100 ألف شخص، ويرجع ذلك إلى الغضب الشعبي المتزايد من طريقة تعاطي الحكومة الحالية مع التراث المعماري للبلاد.

وضرب الناشط التركي مثالا بسد” إليسيو” الذي قالت  الحكومة لسنوات إنه أهم مشاريعها العملاقة من أجل نهضة تركيا، لكنه دمر مواقع أثرية وينتظر أن يدمر مواقع أخرى مع امتلاء بحيرته تماما.

ففي مايو الماضي، أمر أردوغان بتشغيل محطة الطاقة الكهرومائية في سد إليسيو على نهر دجلة، رغم الاحتجاجات الكبيرة. وكنتيجة مباشرة على ذلك، غمرت المياه بلدة “حسن كيف” التاريخية المتواجدة منذ 12000 ألف سنة، وشردت 7 آلاف شخص.

ففي يوليو الماضي، قضت محكمة بإمكانية بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد، وبالتالي فقد المبنى مكانته كمتحف، والعائدات التي كانت تدرها تذاكر دخوله سنويا، كما أدت الخطوة لعاصفة سياسية ضد نظام أردوغان في الداخل والخارج.

ومعماريا، ترتكب الحكومة العديد من الأخطاء  في حق المبنى، حيث تغطي الفسيفساء الجميلة والتراث المسيحي داخله بقطع قماش.

وفي هذا الإطار، قالت ألكسندرا فوكوفيتش، الخبيرة في جامعة أكسفورد والمتخصصة في المباني التاريخية، لـ”دير شبيجل”: “في الواقع، لا تعرف الحكومة التركية ما تريد فعله في مبنى آيا صوفيا”.

ووفق الخبيرة فوكوفيتش، فإن الحكومة تدير المباني التاريخية بطريقة تتناسب مع “رؤيتها السياسية والاقتصادية”، ضاربة مثال بـ”برج غلطة” التاريخي الذي منحت الحكومة شركة خاصة مسؤولية ترميمه، لكن الشركة استخدمت آلات ثقب الصخور، في تهديد واضح لسلامة المبنى.

ولا تتوقف الحكومة عن مشاريعها التي تهدد المباني التاريخية، وتقتلع المساحات الخضراء في إسطنبول، رغم معارضة بلدية المدينة مدعومة برأي عام شعبي قوي، لهذه المشاريع، وفق دير شبيجل التي قالت “ديفيريم لم يفقد الأمل في الانتصار على هذه المشاريع القبيحة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى