«مقارنات وأرقام».. قراءة في تقرير بنك السودان المركزي حول أرتفاع أنتاج الذهب
الخرطوم – صقر الجديان
التقرير الذي نشره بنك السودان المركزي مؤخراً حول ارتفاع قيمة صادرات الذهب خلال الربع الأول من العام الحالي وجد ردود فعل مختلفة حيث وصفة مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية مبارك أردول بالتطور الكبير في القطاع .
و أوضح التقرير أن قيمة صادرات الذهب بلغت اكثر من « 1.6» مليار دولار حتى الربع الثالث من السنة المالية كأعلى صادر في البلاد، بزيادة 299 مليون دولار في الثلاث أشهر الماضية.
وبزيادة لأكثر من «90» مليون دولار من العام الماضي 2021 .
فيما أكد خبراء ومختصين أهمية الاستمرار في زيادة الأنتاج مشيرين إلى أن الزيادة لاتعكس حجم الأنتاج الحقيقي للذهب
مقارنات
وعقب نشر التقرير عقد فاروق كمبريسي محافظ بنك السودان السابق مقارنة للعجز في الميزان التجاري للعام 2021 والسنة الحالية 2022 وتوقع أن تزداد المور سوءً في العام 2023 بسبب الإنقلاب .
وقال كمبريسي في مقال نشره على حسابة بـ «الفيس بوك» إن البيانات تُظهر عجزاً كبيراً في الميزان التجاري، حيث بلغ 3.5 مليار دولار حتى الربع الأول من 2022، علماً بأنه في ذات الفترة المقابلة خلال العام 2021.
و كان العجز «2.4» مليار دولار، أي أن العجز زاد بحوالي «1.1» مليار دولار، وبنسبة 46% حيث فاقمت زيادة واردات المنتجات البترولية إلى 741.8 مليون دولار.
وأشار كمبريسي إلى أن قيمة واردات المنتجات البترولية في الربع الأول كانت أعلى من إجمالي صادرات في ذات الوقت حيث بلغت«729» مليون دولار، وإجمالي الواردات بلغ 2.7 مليار دولار، ولذلك سجل الميزان التجاري عجزا في Q3 فقط حوالي 1.97 مليار دولار، مقارنةً بعجز قدره «637» مليون دولار في Q3 2021.
عجز
وبحسب فاروق كمبريسي فإن إجمالي الصادرات خلال 2022 سجل «963» مليون دولار وهي أعلى من صادرات العام 2021 فيما الواردات كانت «1.6) مليار دولار، وهي أقل من «2.7» مليار دولار كما في 2022.
وأضاف: ونتيجة لانخفاض الصادرات وزيادة الواردات بشكل قياسي، جاء العجز الكبير في الميزان التجاري في 2202
وأشار كمبريسي إلى ارتفاع طفيف في صادر الذهب بطن واحد، أي حوالي 6% حتى الآن «أول ثلاث أرباع كاملة مع نظيرتها المقابلة في 2021».
فوارق
يقول الباحث عثمان الشيخ لــ «التغيير» إن تقرير البنك المركزي للربع الثالث من العام الجاري) والذي اشار لزيادة الكمية من الذهب خلال الثلاثة اشهر الأولي للعام الحالي مقارنة بالعام 2021 ليس كبير قياساً على أن الفرق «90» مليون دولار فقط .
أرقام
وأضاف : نعم حدثت زيادة ولكن لايجيب تضخيم الأرقام للتكسب السياسي أي زيادة في الإنتاج يجب أن تحسب بالمقارنة مع السابق وحساب المتغيرات الآخري.
وقال : «بالتأكيد أي تقدم يجد الثناء لكن المبلغ ضئيل وقد لايساوي شيئاً مقارنة بحجم التضخم من العام 2021 كما أن الرقم المزكور يشير إلى أن الزيادة طن واحد فقط» .
وشدد الشيخ علي أن أي ارتفاع لايحس به المواطن ويتأثير به إيجابيا ليس له قيمة.
وبحسب الأرقام فأن الأنتاج كان في العام 2021 خلال الربع الأول «26» طن وارتفع إلى «27» لذات الفترة في العام الحالي 2022.
تقديرات
ووفقا لذلك ارتفعت قيمة الواردات من «1.52) مليار دولار إلى «1.61» مليار دولار خلال نفس الفترة علما بأن إنتاج السودان من الذهب سنويا لا يقل عن «100» طن على أسوأ التقديرات معظمها من التعدين الأهلي .
و أوضح بأن التقديرات تشير إلى أن عائدات الذهب يمكن أن تصل لـ «10» مليار دولار في العام اذا توقف التهريب.
التهريب
فيما دعا المحلل الأقتصادي حمدي حسن أحمد بنك السودان المركزي لإصدار تقرير رسمي من البنك يوضح حجم وتقديرات الذهب المهرب .
وقال لــ «للتغيير» أي حديث رسمي عن أنتاج الذهب ينبغي أن لايتجاوز حجم الكميات المهربة ومقارنتها بالارقام الواردة لمعرفة حقائق الذهب كاملة.
وتخوف حمدي من أن يكون الذهب المهرب ضمن نصيب الحكومة العيني من المُعَدِنين يتسرب بشكل أو آخر ليقوم بتهريبه من سربه بنفسه و لصالحه أو بيعه بأقل من قيمته الحقيقية لطرف آخر هو الذي يقوم بالتهريب.
وأضاف بكل تأكيد هذه تُعَد جريمة مركبة و ينبغي الوقوف عندها بما هو مطلوب.
و يقول حمدي من المحتمل أن يكون مصدر الذهب المهرب التعدين الأهلي حيث يتم بيعه بأعلى من سعر الحكومة للتجار الذين يريدون أن يحولوا أموالهم لعملات أجنبية بالخارج رغم ضعف هذا الإحتمال حيث يستطيع التجار تحويل أموالهم بطرق أكثر أمناً و سلامة.
إقرأ المزيد
