مقتل زعيم أهلي ثان بالجنينة وواشنطن تدين استهداف «المساليت»
الخرطوم – صقر الجديان
قالت هيئة حقوقية إن قوات الدعم السريع ومليشيات متحالفة معها قتلت نحو 50 مدنيا بينهم قادة أهليون في وحدة أردمتا الادارية بالجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، بينما أعربت واشنطن، عن قلقها البالغ إزاء انتهاكات جسيمة ارتكبتها الدعم السريع ضد قبيلة المساليت هناك.
وفي الرابع من نوفمبر الجاري، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على قيادة الفرقة 15 مشاة التابعة للجيش السوداني الواقعة بـ ‘أردمتا” شمال شرق الجنينة، عقب انسحاب الجيش من قيادته نحو منطقة “كلبس” بعد وساطة قادها زعماء أهليون قضت بانسحاب القوات المسلحة، لترتكب بعدها قوات الدعم السريع أعمال وحشية ضد المدنيين بحسب نشطاء.
وقال تعميم أصدرته السفارة الأميركية في السودان يوم الاربعاء “نشعر بقلق بالغ إزاء ظهور تقارير شهود عيان عن قيام قوات الدعم السريع بالتجول من منزل إلى منزل في بلدة أردمتا، وذبح أفراد من مجتمع المساليت واحتجاز المدنيين بشكل تعسفي، بما في ذلك قتل القيادي في القبيلة الفرشة محمد أرباب وابنه وثمانية من أحفاده”.
وأوضح أن هذه التصرفات “المثيرة للاشمئزاز” تسلط الضوء مرة أخرى على تاريخ وحشية قوات الدعم السريع في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ورأى البيان أن قرار الدعم السريع بتعيين الجنرال عبد الرحمن جمعة المعروف بتورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، قائداً للفرقة 15 مشاة بالجنينة، يثبت عدم جدية الدعم السريع في حماية المدنيين – طبقا للبيان.
وفي السادس من سبتمبر الماضي فرضت وزارة الخارجية الأميركية قيوداً على منح التأشيرة لعبد الرحمن جمعة وهو قائد قوات الدعم السريع قطاع غرب دارفور بعد أن اتهمته بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وحملته مسؤولية مقتل والي الولاية السابق خميس أبكر وشقيقه.
وأكد بيان السفارة أن الولايات المتحدة ستواصل دعم محاسبة مرتكبي الفظائع في السودان، وحثت الأطراف المتحاربة بضرورة الالتزام بإعلان جدة لحماية المدنيين وإنهاء الصراع الوحشي.
وأثارت الانتهاكات المرتكبة في اردمتا ردود أفعال دولية واسعة، حيث جرى التطرق للوضع هناك خلال جلسة مجلس الأمن هذا الأسبوع، فيما قالت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) الاربعاء إنها تتقصى بشأن تقارير تفيد بارتكاب مليشيات عربية متحالفة مع قوات الدعم السريع لانتهاكات شملت القتل بحق المساليت في أردمتا.
وحسب بيان للبعثة فإنها تلقت تقارير مثيرة للقلق من مجموعة متنوعة من المصادر الموثوقة على الأرض تفيد بأنه في الفترة من 4 إلى 6 نوفمبر، عقب استيلاء قوات الدعم السريع على قاعدة فرقة الجيش، ارتكبت الميليشيات العربية المتحالفة مع قوات الدعم السريع، انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، لا سيما في منطقة أردمتا.
وأشارت التقارير الواردة إلى أن الميليشيات العربية قتلت عددا من المدنيين وأصابت كثيرين آخرين بجراح.
استمرار الاغتيالات
إلى ذلك اغتالت قوات الدعم السريع فرشة منطقة “أزرني” عبد الباسط سليمان دينا وزوجته وابنه عقب اقتحامها لمنزله في “أردمتا” كثان قيادي أهلي في القبيلة تتم تصفيته.
ونعت هيئة محامي دارفور الفرشة عبد الباسط سليمان وقالت في بيان إنه قتل على يد قوات الدعم السريع بمعية وزوجته وابنه في السادس من نوفمبر الجاري خلال استباحتها لمنطقة أردمتا.
واتهم البيان قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات واسعة بحق المدنيين العزل وتحدثت الهيئة الحقوقية عن مقتل أكثر من 50 شخصاً من أهالي أردمتا بينهم قيادات أهلية.
إلى ذلك قال الناشط الحقوقي المهتم بقضايا غرب دارفور بدر الدين تجاوز لسودان تربيون إن قوات الدعم السريع أعدت قائمة بأسماء قيادات في قبيلة المساليت تنوي تصفيتهم، وأشار إلى أنها نشرت صورهم في الميديا وعممتها على الارتكازات التي تقيمها في جميع مخارج الجنينة وأوضح أن القائمة تضم الفرشة محمد أرباب الذي قتل في وقت سابق وآخرين.
وأكد مجلس السيادة السوداني في بيان هذا الأسبوع مقتل محمد أرباب أحد زعماء الإدارة الأهلية البارزين ونجله وثمانية من أحفاده في أردمتا على يد قوات الدعم السريع بعد اقتحامها لمنازل المواطنين.
وأضاف أن هذه القوات عقب سيطرتها على الفرقة 15 مشاة نفذت حملات انتقامية ضد المدنيين المقيمين في أردمتا، قائلا “تمت تصفية المواطنين وهم داخل منازلهم على أساس عرقي واتهام بعضهم بالعمل مع الجيش برغم أنهم مدنيين لا علاقة لهم بالعمل العسكري”.
وظلت الجنينة تشهد أعمال عنف ذات طابع قبلي بين القبائل العربية والمساليت منذ منتصف أبريل وحتى يونيو الماضيين ما أودى بحياة أعداد كبيرة من المدنيين وفرار ما يزيد عن 200 ألف شخص أغلبهم من قبيلة المساليت.