مواجهات عنيفة في ولاية الجزيرة والدعم السريع تعلن السيطرة على قاعدة عسكرية

مدني – صقر الجديان

تصاعدت الإثنين، وتيرة المواجهات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع بالقرب من مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة استخدم خلالها الطرفان كافة أنواع الأسلحة فيما أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على قاعدة عسكرية تابعة للقوات المسلحة شرقي جسر “حنتوب”.

ومنذ 15 ديسمبر الجاري، بدأت قوات الدعم السريع عملية عسكرية واسعة في ولاية الجزيرة المتاخمة للخرطوم وتوغلت قواتها نحو بلدات لا تبعد عن رئاسة الولاية سوى 15 كيلو متر.

وأجبرت الاشتباكات أكثر من 20 ألف شخص على النزوح من مدني التي تستضيف نحو 1.5 مليون من نازحي ولاية الخرطوم، فيما خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة، كما علقت المنظمات الدولية العاملة في إغاثة المتأثرين من النزاع انشطتها.

وبحسب شهود العيان فإن أعداد كبيرة من أهالي ود مدني عاودت اليوم الاثنين التفكير في النزوح بعد أن تراجعت عن الفكرة خلال الساعات الماضية في أعقاب شيوع أنباء عن انتصار الجيش والاحتفال في الشوارع.

وقال بيان أصدره المتحدث باسم قوات الدعم السريع إن “قواتهم تمكنت من تحرير رئاسة اللواء الأول الفرقة الأولى مشاة ود مدني إلى جانب تحرير معسكر الاحتياطي المركزي ومدخل كوبري حنتوب من ناحية الشرق”.

وأكدت في بيان لاحق تمكنها من اسقاط طائرة عسكرية للجيش بود مدني من طراز “ميج”.

ونشرت قوات الدعم السريع عدد من مقاطع الفيديو لجنودها وهم يتجولون داخل مقر عسكري قالوا إنه لقيادة اللواء الأول مشاه التابع للفرقة الأولى ود مدني.

ونقل شهود عيان لـ “سودان تربيون” أن المواجهات بين القوتين اندلعت منذ وقت مبكر من صباح الإثنين، بعد أن عززت قوات الدعم السريع تواجدها في قرى ومناطق شرق مدني بأعداد ضخمة من الجنود والمركبات الحربية التي وصلت من مواقع تمركزها شرقي الخرطوم.

وأشارت إلى أن معارك عنيفة شهدتها أحياء الإنقاذ وحنتوب، تبادل خلالها الطرفان القصف المدفعي العنيف، فيما نفذ الطيران الحربي التابع للجيش طلعات جوية مكثفة استهدف قوات الدعم السريع المنتشرة في شرق مدني.

وكشفت لجان مقاومة مدني عن وقوع إصابات عديدة وسط المدنيين، جراء استمرار المواجهات، وتحدثت عن استمرار نزوح أعداد كبيرة من سكان المدينة نحو ولايات سنار والقضارف.

الوضع في رفاعة

إلى ذلك استباحت قوات الدعم السريع منطقة رفاعة الواقعة شرق الجزيرة – 45 كلم شمال ود مدني- مرتكبة انتهاكات واسعة طالت المدنيين، وقال تعميم أصدرته لجان مقاومة مدني إن القوات اقتحمت مستشفى المدينة والسوق كما نهبت مركبات المواطنين واموالهم من المنازل.

وبثت صفحات موالية للدعم السريع مقاطع فيديو للقائد الميداني في قوات الدعم السريع أبو عاقلة كيكل الذي يتولى مسؤولية الإشراف على العمليات الحربية في شرق الجزيرة وهو محاط بأعداد كبيرة من جنوده في منطقة رفاعة، تعهد خلالها بمواصلة قتال من أسماهم بـ”الكيزان” وفلول الجيش.

‏وقال شهود عيان إن قوات الدعم السريع استباحت منطقة الجنيد كذلك ونهبت أصول مصنع السكر، واعتقلت عددا من العاملين في ادارة المصنع، وسرقت منازل المواطنين بقوة السلاح.