هبّة عربية ودولية لمساعدة لبنان في تجاوز “كارثة بيروت”
بيروت – صقر الجديان
تحركت العديد من الدول العربية والأجنبية لنجدة لبنان، الذي شهد انفجارا مهولا أسفر عن سقوط نحو 100 قتيل و4 آلاف جريح، في حادثة وصفها مسؤول بأنها تشبه كارثة هيروشيما وناجازاكي باليابان.
الانفجار الذي وقع في مستودع يضم 11 ألف برميل من مادة نترات الأمونيوم المستخدمة في صنع المتفجرات، امتد تأثيره إلى جزيرة قبرص على بعد 180 كيلومتر، وأحدث زلزالا بقوة 4.5 ريختر.
هذا الواقع، جسده إعلان مجلس الدفاع اللبناني بيروت “مدينة منكوبة”، وهو ما يكشف حجم الخسائر وتداعياتها ليست الاقتصادية فقط، بل والاجتماعية المتوقعة، مما دفع دول العام للتحرك نجدة للشعب المنكوب.
استجابة عربية سريعة
تحركت الدول العربية بشكل عاجل لمساعدة الشعب اللبناني، خصوصا مع إعلان الهئيات الطبية اللبنانية عدم قدرتها على استيعاب عدد الجحى.
وتحركت المملكة العربية السعودية ميدانيا بعد ساعات قليلة من الانفجار، وذلك عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في العاصمة بيروت، وانطلقت فرق إسعاف جمعية سبل السلام من شمال لبنان إلى بيروت للمساعدة في نقل الجرحى.
وذكرت “صحيفة عكاظ” السعودية، أن المجموعات الطبية تحركت من مركز الأمل الطبي في عرسال التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة، لمواكبة أعمال الإجلاء الطبي، وتقديم الخدمات الطبية الإسعافية، وخدمات الرعاية الصحية الطارئة في بيروت.
من جانبها، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، إرسال إمدادات طبية إلى لبنان عبر شركة دبي ايروينج، وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
أما مصر، فقد أعلنت وزارة الخارجية أن المستشفى الميداني المصري في بيروت جاهز لتقديم “كل المساعدة المُمكِنة، حيث استقبل بالفعل عدداً من الحالات؛ كما أجريت الاتصالات للتعرُف من الجانب اللبناني على احتياجاته حتى يتسنى البحث في كيفية تقديمها”.
وأعلنت أيضاً الحكومة الكويتية إرسال مساعدات طبية عاجلة إلى لبنان، حسبما نقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا).
أما الملك عبدالله الثاني عاهل الأردن، فقد وجه بتجهيز مستشفى عسكري ميداني لإرساله إلى لبنان للمساهمة في تقديم الخدمة الطبية والعلاجية لضحايا انفجار مرفأ بيروت.
انتفاضة دولية
على الصعيد الدولي، عرضت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو، مساعدة الشعب اللبناني.
وكتب بومبيو على “تويتر” “نحن نراقب الوضع ومستعدون لتقديم مساعدتنا لشعب لبنان للتعافي من هذه المأساة المروعة”.
وقال إن الولايات المتحدة تنتظر النتائج التي ستتوصل إليها السلطات اللبنانية حول سبب الانفجارين.
وأعلنت فرنسا، أن المساعدة التي وعدت بإرسالها الى لبنان، ستنقل اعتبارا من اليوم الأربعاء، عبر طائرتين عسكريتين تقلان فريقا من الأمن المدني وعدة أطنان من المعدات الطبية ومركزا صحيا نقالا.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال أمس الثلاثاء، إن بلاده تتضامن وتقف مع لبنان بعد انفجار بيروت، كاشفا عن إرسال المساعدات والإسعافات إلى بيروت.
وزير الخارجية جان إيف لو دريان، قال في بيان على تويتر،: “فرنسا تقف دائما إلى جانب لبنان والشعب اللبناني. وهي مستعدة لتقديم المساعدة وفقا للاحتياجات التي تعبر عنها السلطات اللبنانية”.
بدوره، أعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال عن استعداد المجلس لتقديم المساعدة والدعم للبنان.
من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن بلاده على استعداد لتقديم أي دعم لمساعدة بيروت، فيما أشار أحد وزرائه إلى أن الحكومة تدرس تقديم مساعدات تقنية ومالية لنجدة الشعب اللبناني.
فيما أعلنت وزارة الطوارئ الروسية عزمها إرسال مستشفى ميداني و5 طائرات لتقديم المساعدة لضحايا انفجار مرفأ بيروت.
أما قبرص، فقالت إنها على استعداد لتقديم المساعدة الطبية للبنان، وقال وزير خارجيتها نيكوس كريستودوليدس، إن بلاده “مستعدة لاستقبال المصابين لتلقي العلاج وإرسال فرق طبية إذا اقتضى الأمر”.
وأعلن الصليب الأحمر اللبناني، اليوم الأربعاء، أن الانفجار الضخم في مرفأ بيروت الذي ألحق أضرارا كبرى بالأحياء المجاورة في المدينة أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص وإصابة أكثر من أربعة آلاف بجروح.
وقال رئيس الصليب الأحمر جورج الكتاني لقنوات تلفزيونية محلية اليوم الأربعاء إن عدد القتلى جراء الانفجار الهائل بلغ 100 شخص وإن مزيدا من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض.
وأضاف الكتاني أن الصليب الأحمر ينسق مع وزارة الصحة كي تستقبل المشارح الجثث لأن المستشفيات لم تعد قادرة على استقبال المزيد.
وشهد مرفأ بيروت انفجارا هائلا وقع في مستودع بالعنبر رقم 12 قرب صوامع القمح، وسُمع دويه في بيروت، أدى إلى سقوط عشرات القتلى وآلاف الجرحى وتدمير الكثير من المباني.