هجوم عنيف على مخيم «زمزم» وفرار آلاف النازحين
الفاشر – صقر الجديان
شنت قوات الدعم السريع، الثلاثاء، هجومًا عنيفًا على مخيم زمزم بولاية شمال دارفور، مرتكبة انتهاكات واسعة ضد النازحين، وأجبرت الآلاف على الفرار في رحلة نزوح عكسية نحو مدينة الفاشر.
ومنذ مطلع ديسمبر الماضي، بدأت الدعم السريع استهداف معسكر زمزم، الواقع على بُعد نحو 12 كيلومترًا جنوب غرب الفاشر، بعدد كبير من القذائف المدفعية طويلة المدى، مما أدى إلى مقتل عشرات النازحين وإجبار الآلاف على الفرار.
وتبرر القوات استهدافها للمخيم، الذي تتفشى فيه المجاعة ويأوي ما يقارب مليوني نازح، بانسحاب القوة المشتركة من الفاشر إلى داخل المخيم واتخاذها النازحين دروعًا بشرية، وهو ما تنفيه القوة المشتركة بشدة.
وقال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، في منشور على “فيسبوك” إن “معسكر زمزم تعرض للاستباحة بواسطة ميليشيا الدعم السريع”.
وأدان الهجوم بشدة، داعيًا الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى مطالبة الدول الداعمة لما أسماه بالإرهاب والإبادة الجماعية بالتوقف.
وأفاد شهود عيان بأن قوة كبيرة من الدعم السريع توغلت من مناطق “قولو، شقرة، سلومة” إلى عمق مخيم زمزم، مطلقة النار بصورة عشوائية على تجمعات النازحين
وتحدثوا عن أن القوات قامت بنهب كامل السوق واحراقه، علاوة على نهبها لمنازل النازحين والسيارات المدنية، قبل أن تغادر المخيم بعد وصول الجيش والقوة المشتركة، اللذين قادا معارك ضد القوات المهاجمة في الجزء الغربي من المعسكر.
وبثت منصات تابعة لقوات الدعم السريع مقاطع فيديو لجنودها وهم يحتفلون من داخل معسكر زمزم، حيث أضرموا النار في معسكر كانت تستغله قوات تجمع قوى تحرير قيادة الطاهر حجر.
وأدى الهجوم الذي شنته الدعم السريع على المخيم إلى فرار أعداد كبيرة من النازحين نحو مدينة الفاشر، التي تشهد هي الأخرى مواجهات دامية بين أطراف النزاع في ولاية شمال دارفور.
وأعربت منظمة أطباء بلا حدود عن قلقها البالغ بشأن سلامة موظفيها ومئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون بالفعل تحت القصف والجوع في مخيم زمزم.
وقالت إن المستشفى الميداني التابع لأطباء بلا حدود في زمزم غير مجهز للتعامل مع الإصابات الناتجة عن الصدمات التي تتطلب جراحة.
وأضافت ” أصبح من المستحيل الآن إرسال مرضى الحالات الحرجة إلى المستشفى السعودي في الفاشر بسبب الاشتباكات العنيفة على الطريق”.
وحثت المنظمة الأطراف المتحاربة على احترام المنشآت الصحية والعاملين في مجال الرعاية الصحية وعلى حماية المدنيين.
وخلال الأسبوعين الماضيين، هاجمت الدعم السريع عشرات القرى الواقعة في الريف الغربي لمدينة الفاشر، ما أدى إلى نزوح سكانها نحو مخيم زمزم.
وجاء الهجوم ضمن خطط الدعم السريع الرامية لتضييق الخناق على مدينة الفاشر، التي تسعى للسيطرة عليها كآخر مواقع السلطة المركزية في إقليم دارفور.