هل تتطور لدى الأجنة “حماية طبيعية” من كورونا؟
لندن – صقر الجديان
كشف أحد كبار الأطباء في المملكة المتحدة أن بعض المواليد لأمهات مصابات بعدوى فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، تتطورت لديهم بالفعل أجسام مضادة للمرض الفيروسي.
وقال الدكتور باتريك أوبراين نائب رئيس الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد في بريطانيا، إن “عدد ضئيل جدًا” من المواليد يبدو أن جهاز المناعة لديهم طور استجابة مناعية طبيعية ضد الفيروس أثناء وجودهم داخل الرحم.
وذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن الأجسام المضادة هي بروتينات تم إنتاجها استجابة لوجود عدوى، ويخزنها جهاز المناعة لمكافحة الفيروس، حال عودته بالمستقبل.
وقال علماء إن الأجسام المضادة من نوع “IgM”، التي يصنعها الجسم عند إصابته أول مرة بالعدوى، لا يمكن نقلها من الأم إلى الطفل عن طريق المشيمة، ما يعني أن الأطفال يجب أن يطوروها بأنفسهم.
وتتكون الأجسام المضادة “IgM” مبكرًا وتحض الجهاز المناعي بشكل أساسي على تدمير الفيروس.
لكن هل ينتقل الفيروس من الأم إلى الجنين داخل الرحم؟ يرجح الأطباء أن الأمهات ربما تنقل المرض المهدد للحياة إلى أطفالهن داخل الرحم عن طريق المشيمة، وهي النظرية التي دار جدل بشأنها على مدار أزمة فيروس كورونا المستجد.
ودفع بعض الخبراء في السابق بأن الأطفال يصابوا بـ”كوفيد-19″ بعد الولادة، عبر إحدى القابلات المصابات بالعدوى أو الطبيب بالمستشفى.
وللتحقق من ذلك، أجرى علماء في بريطانيا أول دراسة كبرى بشأن آثار فيروس كورونا على الأمهات وأطفالهن الجدد، وراقبت الدراسة حالة 427 سيدة مصابة بالمرض في البلاد.
وقال الدكتور باتريك أوبراين إن الدراسة “مطمئنة للغاية”، حيث كشفت أن النساء وأطفالهن الجدد ليسوا عرضة لخطر متزايد للإصابة بمرض شديد جراء “كوفيد-19”.
وأضاف أن 10 بالمائة من النساء المشاركات في الدراسة أصبن بمرض شديد وتعين وضعهن على أجهزة التنفس، وهو ما كان مشابهًا لمعدل عموم الناس.
ونشرت الدراسة بالمجلة الطبية البريطانية، ووجدت أن 5 نساء توفين خلال الولادة -أقل من واحد بالمائة من جميع المشاركات– لكن ليس جميع حالات الوفاة سببها “كوفيد-19، بحسب أوبراين.
وأشار إلى أن خمسة بالمائة من المواليد جاءت نتائج فحوصاتهم إيجابية لفيروس كورونا، لكنهم “عاشوا بشكل جيد للغاية”.
ورغم أن أوبراين قال إن معظم هؤلاء الأطفال التقطوا الفيروس عن طريق المشيمة، لكنه لم يستبعد احتمالية التقاطهم للفيروس من الوالد، أو القابلة، أو من المستشفى بعد الولادة.