وزارة التربية السودانية تعلن عن تقييم مقرر التاريخ المثير للجدل
الخرطوم – صقر الجديان
أعلن وزير التربية والتعليم السوداني، محمد الأمين، عن تشكيل لجنة لتقييم مقرر التاريخ للصف السادس أساس، الذي أثار جدلا كبيراً في البلاد سيما الأوساط الدينية.
وشن رجال دين هجومًا عنيفًا على مدير المناهج القومي عمر القراي، على خلفية تضمين مقرر التاريخ لوحة خلق آدم لمايكل إنجلو، في باب النهضة الأوروبية.
ووصل الهجوم حد تكفير القراي، الذي قالت تقارير إعلامية إنه قيّد دعاوى جنائية ضد رجال الدين الذين كفروه، قائلين إن الصور في مادة التاريخ هي تجسيد للذات الإلهية.
ويشيع مناوئون للرجل بأنه يسعى الى تضمين الفكر الجمهوري الذي يعتنقه في مقررات المناهج الدراسية، بينما يقول القراي إن مسؤولي وضع المناهج الدراسية بيد نحو 70 من الخبراء ولا يقرر فيها منفرداً.
وقال وزير التربية، في بيان، تلقته “صقر الجديان”، الاثنين: “وجهت المركز القومي للمناهج بتكليف لجنة من التربوبين والمتخصصين في مادة التاريخ لتقييم مقرر التاريخ للصف السادس شكلا ومضمونا، على أن ترفع تقريرها خلال أسبوع”.
وأشار الوزير إلى الحملة التي يقودها رجال دين تتحدث عن أن هدفها إبعاد القراي من منصبه لحماية الدين، فيما هدفها “الأساسي وراء هذا الضجيج الفارغ هو إفشال الثورة”.
وأكد التوم على أن الحملة ضد القراي بدأت قبل تسلمه منصب مدير مركز المناهج، بحجة أن انتمائه للفكر الجمهوري يسقط عن الأهلية لشغل المنصب.
وأضاف: “عند فشل المرحلة الأولى من الحملة، واصلوا التركيز على المناهج مدعين بأن القرآن حُذف من المناهج ومنهج التربية الإسلامية للصف الأول ضعيف ومادة التاريخ للصف السادس يُحرم تدريسها”.
وتابع: “الحقيقة الأساسية التي يحاولون إخفائها عن الجماهير هي أن جميع المناهج تم إعدادها بواسطة خبراء”.
وأعلن مجمع الفقه، وهو المرجعية الدينية للدولة، عن تحريم تدريس مقرر التاريخ للصف السادس، فيما يقول القراي إن إجازة المناهج مسؤولية المركز وليس مجمع الفقه.
وقال وزير التربية إن الغرض من الحملة على القراي “تمثل خطوة أولى نحو إيقاف جهود الوزارة الرامية بوضوح إلى عملية تغيير المناهج التي استخدمها النظام المباد للتحكم في العقول عن طريق أدلجتها والتركيز على الحشو والاستنكار عن ظهر قلب”.
وأكد التوم على أن وزارة التربية تعمل على “إعداد مناهج تساهم بفاعلية في تحرير عقول الطلاب وتركز على مهارات القرن الـ 21”.